تعديل حكومي

تم نشره الأحد 25 شباط / فبراير 2018 12:20 صباحاً
تعديل حكومي
صالح عبدالكريم عربيات

على أتفه الأسباب قد يرسلها الى بيت اهلها، واذا ما اجرينا احصائية عن اسباب الحرد في الاردن فان تسعة وتسعين بالمائة "ليش مش طابخة؟!". 
لم اسمع عن سيدة حردت بسبب اختلاف وجهات النظر مع زوجها حول مجمل القضايا المحلية، ولم اسمع عن سيدة تركت منزلها بعد ان رفض زوجها انضمامها لاحد الاحزاب السياسية، حتى تدني معدلات الأبناء من النادر جدا ان تكون سببا في الاطاحة باحدى الزوجات. 
كل ما في الحكاية ان الزوج يعود الى منزله ومن شدة الجوع يرى علبة الجلي كاتش اب، فيسأل: ماذا طبختِ؟! فتجيب: ما طبخت! لا يشفع لها في تلك اللحظات الحرجة حسن تربيتها لابنائها، ولا قيامها بالمهام الموكلة لها من جلي وغسيل وشطف بكل امانة، حتى الحب الذي كان يجمعهم لسنوات وأثمر عن صبيان وبنات  تبخر في عدة ثوانٍ لانه لم يجد سبانخ! 
خائن العشرة والمعروف يقرر إرسالها فورا الى بيت اهلها دون ان يحمّل نفسه عناء السؤال عن الطبيخ؟! او يجري تحقيقا موسعا عن اسباب تخاذلها بالطبخ، حتى انه يرفض التدرج في العقوبة من تنبيه الى انذار ومن ثم يأتي الطرد. 
تعود الزوجة الى منزل اهلها والدمعة في عينيها، فقد كانت تعتقد ان رصيد القلب اكبر بكثير من رصيد البطن، وكانت تعيش في وهم ان ما قد  يفرقهم هو وحده الموت، ولم يخطر ببالها ابدا أن السبانخ أسرع من الموت، وكانت تحلم ان عِشرة السنين والحب والحنين ستغفر لها ذنبها، ولم تدرك أن مجرد غياب الغداء سيرسلها الى منزل اهلها! 
تنام في منزل اهلها، حتى يتدخل وجوه الخير، فتعود وكلها حنين، ليس الى ذلك الحضن الدافئ بل هذه المرة الى الغاز الدافئ، وقد ادركت ان الطنجرة والمفرمة  هي سر سعادتها، بينما عمرها وحبها وحياتها هي سبب حردها وطلاقها. 
الزوجة التي تغادر منزلها بسبب تافه مثل السبانخ، لا يمكن أن تعود كما كانت مفعمة بالحب والحيوية والنشاط، لا مجال أن تبتدع أو تبتكر أو تجازف، كل ما تقوم به بعد درس السبانخ القاسي هو الروتين اليومي من طبيخ ونفيخ! 
كثير من الوزراء غادروا الحكومات بوقت سابق على سبب مثل السبانخ مع أن بعضهم لم يقصّروا في عملهم، او في تطوير عمل وزاراتهم. 
غادروا ولم تشفع لهم انجازاتهم، او حبهم وانتماؤهم لبلدهم، فمنهم من غادر حتى نحافظ على التوازن بين المحافظات، ومنهم من غادر لأنه لم يوافق على طبخة تعيين أحدهم، ومنهم من غادر إرضاء للغير. 
لذلك حين يعود مرة أخرى، لا مجال لأن يبدع او يبتكر او يخطط، وكل ما يقوم بفعله هو الروتين اليومي بتسيير اعمال وزارته لانه قد يطير باي لحظة مثلما يدخل الحكومة باي لحظة. 
مثلما من المستحيل ان تعود  زوجة الى منزل زوجها بنفس الحب والثقة بالنفس بعد ان كان سبب حردها  كيّ قميص، أو إسفين من حماتها، كذلك من المستحيل أن يعود وزير الى الحكومة بنفس الانتماء والثقة بالنفس لأنه لم يكن يعلم أصلا بالمرة الأولى لماذا طار!

الغد 2018-02-25



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات