لنزرع الأشجار ليصبح بلدنا واحة خضراء

كم أنا اليوم مسرور ومبتهج كما الجميع في هذا الوطن العزيز بهطول أمطار الخير التي انعم المولى عزوجل فيها علينا فقد أحيت أمطار الخير الأمل في النفوس وأزاحت عنها الغبر والكدر والآلام وبعثت أسباب الحياة فيها وفي أرضنا وتربة هذا الوطن الطهور بعد الجفاف و طول الانتظار لهذه الرحمة .
ولتكون بداية الخير انطلاقة واثقة وواعدة وتصميم في نفس كل مواطن على استثمار هذا الخير في زراعة الأشجار وتزيين هامات وربوع أردننا العزيز فيها حتى نساهم جميعا في تخضيره ، وحتى يكون الرد الأسمى والأروع على كل يد تمتد لتقطع أشجار غاباتنا أو إشعال النيران فيها لحرقها تحت جنح الظلام ولسان حالنا يقول إذا كانت هنالك يدا غادرة تمتد للنيل من ثروتنا الحرجية ومن غاباتنا العزيزة على قلوبنا فهناك آلاف الأيدي ستزرع الأشجار وتعتني بها وتحافظ عليها وتكون العين والرقيب على كل من تسول له نفسه بالاعتداء على شجرنا وغاباتنا وتأخذ على هذه الأيدي الظالمة والتي اجزم بأنها قليله .
ونحن على أبواب الاحتفال بيوم الشجرة أو(بعيد الشجرة )كما كان يعرف في سالف الأيام والذي يصاف في 15 كانون الثاني من كل عام حيث كان أول احتفال بهذا العيد في العام 1939 وبرعاية جلالة المغفور له الملك عبدا لله الأول ابن الحسين وفي جبل القلعة احد روابي العاصمة عمان يومها كانت الدولة تعطل ويخرج الجميع صغارا وكبارا لغرس الأشجار وهكذا توالت السنون على مثل هذه السنة الحميدة.
نعم ليكن هذا العام عام مميز في زراعة الأشجار في كل بيت وفي كل مدرسة وفي كل معسكر وفي كل مؤسسة من مؤسسات الوطن وعلى جوانب الطرق وفي كل مكان يستطيع أن يغرس فيه أي منا شجرة فليغرس .
ليغرس الأب وألام أمام أطفاله الأشجار فسيكون هو الرابح الأكبر لأنة يغرس في نفس هذا الطفل حب الشجرة ومن ثم حب الوطن والانتماء لترابه العزيز فإذا علمنا أطفالنا غرس الأشجار في طفولتهم فلن يقطعوها أو يحرقوها حينما يكبرون اجزم أنهم سيحافظون عليها كما حافظ عليها الآباء والأجداد وأورثونا هذه الأشجار وهذه الغابات رغم فقرهم وعوزهم حيث لم تكن حياتهم كما نحن فيه اليوم . إنني أدعو كل مواطن ليبادر من الآن إلى تحضير أرضة أو حتى أمام منزلة أو في حديقة بيته ليزرع ولو شجرة واحدة ويحافظ عليها فعندها ستزرع آلاف أو أكثر من الأشجار وليساهم الجميع في زيادة خضرة بلدنا ,
وزارة الزراعة /دائرة الحراج اجتهدت هذا العام وأنتجت جميع أنواع الغراس الحرجية وأبواب مديريات الزراعة مفتوحة لتوزيع هذه الغراس وبالمجان ليأخذ كل مواطن حاجته منها وليغرسها فيغنم رضا الله ورضا رسوله الكريم(ص) الذي قال ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة إن استطاع أن يغرسها فليغرسها فله بذلك اجر) ثم بعد ذلك رضا النفس ورضا الوطن ويترك له أثرا على مدى الزمن ينتفع باجرة وخيرة.
لقد طال صيف هذا العام وادمع عيوننا وأدمى قلوبنا لما الم بغاباتنا وأشجارها من ظلم وحيف كبير وخسرنا آلاف منها بسبب عابث قطع وحرق بقصد وبغير قصد .
إذا فلنزرع الأشجار. فلنزرع الأشجار