خطوة لحل "أزمة الزراعة"

تم نشره الثلاثاء 13 آذار / مارس 2018 12:18 صباحاً
خطوة لحل "أزمة الزراعة"

لا أعرف حتى الآن الأسباب التي منعت الحكومة من حل "أزمة الزراعة" والمتمثلة في فرض ضريبة مبيعات مقدارها 10 % على منتجات ومستلزمات القطاع الزراعي.  فبعد، أن أعلنت مصادر حكومية مطلعة أن مجلس الوزراء قرر وقف العمل بالضريبة منذ أكثر من أسبوع، ما زال المزارعون يعتصمون أمام مجلس النواب بانتظار قرار رسمي بهذا الخصوص.
ومع أن كل اللقاءات الحكومية والنيابية مع المزارعين، تؤكد تفهم الحكومة لمطالب القطاع الزراعي، إلا أنها مع ذلك لم تتخذ القرار الذي ينتظره هذا القطاع، ويسعى اليه.
ويبدو أن هناك تناقضات في الموقف الحكومي، وقد يكون لصندوق النقد دور في ذلك. اذ كيف نفهم التصريحات المنسوبة لمصادر حكومية والتلميحات والتأكيدات الرسمية عن وقف الحكومة العمل بضريبة المبيعات المفروضة على القطاع الزراعي، فيما ترفض الحكومة إعلان ذلك رسميا أمام الملأ كما يطالب المزارعون؟
اذا، هناك، ما يحول دون انهاء هذه الأزمة المتفاقمة، والتي تؤثر على القطاع الزراعي بالمجمل، وكذلك على كل القطاعات الاقتصادية، سيما أن القطاع الزراعي من اهم القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية.
إن استمرار هذه الأزمة، واستمرار اعتصام المزارعين امام مجلس النواب، يدل تماما على أن الحكومة عاجزة عن تقدير خطورة استمرار هذه الأزمة في ظل الاوضاع الصعبة التي نتجت عن ارتفاع اسعار العديد من السلع والخدمات جراء رفع الدعم عن الخبز وزيادة الضرائب.
إن استمرار اعتصام المزارعين بهذه الطريقة الحضارية المنضبطة والملتزمة بالقوانين والأنظمة والتشريعات سارية المفعول والتي هدفها إظهار حجم الأضرار التي ستلحق بالقطاع الزراعي جراء فرض الضريبة عليه، يزيد من احترام هذا القطاع وممثليه لدى المواطنين، ويحرج الحكومة التي تعلن أنها تتفهم مطالب القطاع، ولكنها لأسباب لم تعلنها لا تتخذ القرار المناسب على هذا الصعيد.
نعم. إن هذا "التلكؤ" الحكومي باتخاذ القرار الذي ينتظره القطاع الزراعي بمجمله، يزيد من معاناة المزارعين، ولكنه ايضا يزيد ويفاقم مشاكل الحكومة، وأيضا يزيد من عدم قبول شرائح كبيرة لقراراتها غير الشعبية والصعبة التي أثّرت على الكثير من المواطنين وخصوصا ذوي الدخل المحدود والمتوسط والفقراء.
أعتقد أن الوقت حان لإنهاء هذه الأزمة، من خلال الاستجابة لمطالب المزارعين بشكل علني وجلي وواضح. لا يضير الحكومة التراجع عن قرارها بفرض الضريبة، فقد تراجعت عن بعض قراراتها، ولا توجد موانع للتراجع عن قرار آخر سلبياته واضحة للعيان.

الغد 2018-03-13



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات