علاقة قتل الجاسوس الروسي في بريطانيا بالموساد الإسرائيلي
المدينة نيوز:- ذكرت جريدة يديعوت أن قضية قتل الجاسوس الروسي سرجي سكريفل في بريطانيا بمواد كيميائية لها علاقة شرق اوسطية ذات أهمية كبيرة، فقد كان أحد رؤساء برنامج الأسلحة الكيميائية الروسي، والذي يعتبر رئيس مشروع غاز الأعصاب الذي استخدم لقتل سكريفل وابنته، كان منذ سنوات طويلة تحت أعين الموساد الإسرائيلي.
وذكر تقرير الجريدة الذي ترجمته جي بي سي نيوز : أن روسيا تعمل من أجل تطوير اسلحة كيميائية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي مطلع سنوات السبعينات شع العلماء الروس في تطوير أنماطا عنيفة وقاتلة لغازات الأعصاب، ومن بينها غاز "نوبيتشوك"، وقد قام الجنرال أنتولي كونسبيتش الخبير في الفيزياء والكيمياء العضوية بالإشراف على صناعة هذا الغاز.
وعندما تفكك الاتحاد السوفيتي، بدأت روسيا تنهار اقتصاديا تحت رئاسة بوريس يلتسين، وأصبحت في أمس الحاجة إلى أية مساعدة من الغرب. وقد طالبت الولايات المتحدة مقابل ذلك أن تشرف على نزع أسلحة الدمار الشامل الروسية، بما فيها الأسلحة الكيميائية، وقد عين يلتسين الجنرال كونسبيتش مساعدا شخصيا له للعلاقات مع الغرب، بيد أن روسيا نزعت فقط قسما من الأسلحة الكيميائية، وسرعان ما علم الغرب بذلك، حينما قام ويل أنجلوند مراسل جريدة بلتيمور سان ببث فيلم لعدة علماء وكشف النقاب عن وجود غاز نوبيتشوك، وقد لمس أحد العلماء الروس ذات من هذه المادة وتوفى، ثم لحقه آخرون، وقدم آخرون للمحاكمة بسبب حديثهم مع الصحفي. وفي التسعينات بدأت تصل إلى إسرائيل معلومات مقلقة على إجراء تجارب في سورية لتطوير أسلحة كيميائية أكثر تقدما من الغازات البسيطة التي بحوزة السوريين، وأفادت المعلومات: أن الجنرال كونسبيتش هو الذي زودهم بالمعلومات الخاصة بالأسلحة الكيميائية القاتلة. ويبدو أن الجنرال لم يكن مكلفا رسميا بذلك، بل فعل ما فعل من أجل المال، فقد أقام علاقات مع رؤساء النظام السوري عام 1995، وحصل منهم على مبلغ مالي كبير مقابل المعلومات الخاصة بالأسلحة الكيميائية.
وقد علم الموساد بذلك، وحاول رئيس الحكومة أهود باراك تحذير الرئيس الروسي من ممارسات الجنرال المذكور، دون جدوى. وقد أثار ذلك غضب إسرائيل. وفي التاسع والعشرين من نيسان 2002 توفى الجنرال كونسبيتش خلال قيامه برحلة جوية من حلب إلى موسكو في ظروف غامضة. ويعتقد السوريون: أن الموساد الإسرائيلي تمكن من الوصول إليه وقتله بمادة كيميائية.
المصدر : جي بي سي نيوز - ترجمة خاصة