المحور الروسي والغرب : ماذا تبقى من الكعكة السورية ؟

تم نشره الأحد 18 آذار / مارس 2018 12:19 صباحاً
المحور الروسي والغرب : ماذا تبقى من الكعكة السورية ؟
د.فطين البداد

في غمرة انشغال وسائل الإعلام بما يحدث بين ترامب والأجهزة الأمنية الأمريكية ووزارتي العدل والخارجية وحرب التويتر الدائرة الآن بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة ، آثرنا أن لا نتوقف كثيرا عند ذلك لأن ما في قدر علاقة ترامب  مع روسيا ستخرجه مغرفة مولر ، وبالتالي فإنه لا يجوز أن يعلو صوت على صوت سوريا  وآلامها وفواجعها بعد كل هذا الإجرام الذي يجري في الغوطة وغيرها  .

وندرك - بداية - أن الحرب الكلامية بين الروس والغرب عموما لن  تتطور إلى صدام مباشر أيا كانت سخونتها ومراميها وأسباب توقيتها  .

 هكذا يجب أن تُقرأ هذه الحرب بين أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة  وبين الروس وحلفائهم من جهة أخرى ، ولم يكن الأمر بحاجة إلا لقليل صبر لنتكشف حقيقة أن افتضاح محاولة اغتيال العميل الروسي السابق  سيرغي سكريبال ( 66 عاما ) وابنته يوليا (33 عاما ) في سالزبري جنوب غرب بريطانيا سببه   سوريا أيضا دون أن ننسى آثار  القرم وأوكرانيا  .

 فإذا كان الإسرائيليون  كشفوا يوم الجمعة بأن صناعة الغاز المميت إياه ، كانت سببا في تدخل الموساد في اغتيال جنرال روسي يدعى كونسبيتش خلال قيامه برحلة جوية من حلب إلى موسكو  في 29   نيسان من عام 2002 ( لاحظوا سوريا أيضا )  فإنه وبالإمكان - في نفس السياق -  قراءة هذا الكشف البريطاني  ومراميه ، دون أن ننسى التلويح الفرنسي أيضا بضرب معسكرات الأسد بسبب استخدامه الغازات ضد شعبه  .

الدول الفاعلة في الغرب ، وكما نشاهد ونسمع يوميا ، كلهم قرأوا  على شيخ واحد ، ورتلوا ترتيلا مؤداه : أنه ممنوع على روسيا الإستفراد بسوريا ، وممنوع على الأيرانيين والأتراك الفوز بالكعكة ولا بنصفها أو ثلثها ، فهناك آكلون نهمون آخرون أفشلوا    سوتشي وأستانا ورسخوا مفهوم جنيف ولكن بدون أي وميض حل يلوح في الأفق الملبد بالغبار والدماء .

قلنا ذات مقال : إن ما يجري في سوريا وما نشهده من تصعيد سيظل يراوح مكانه ، وسنقرأ تباعا عن انتقام هنا وسقوط طائرة هناك في حرب وكالة لا تنتهي إلا بتقاسم الكعكة وتناولها على أجساد الضحايا العرب من  السوريين السنة  الذين أصابهم ما أصاب بلال بن رباح في الصحراء مع أمية بن خلف دونما أي أمل ببدر جديدة ..

إنها نفس الصرخة : أحد أحد . 

د.فطين البداد

المصدر : جي بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات