شكرًا او حظًا أوفر..!

تم نشره الإثنين 19 آذار / مارس 2018 12:09 صباحاً
شكرًا او حظًا أوفر..!
حسين الرواشدة

في الامتحانات التي تتعرض لها الاوطان تبرز قيمة “الرموز” والنخب الحقيقية، وتتمايز عن غيرها من “النخب” المغشوشة، وتفرض حضورها وايقاعها على عقول الناس ووجدانهم، مع انها لا تملك الا “سلطة” الاقناع والموثوقية والصدقية، ولا تتحرك في دائرة “المقررات” وانما في دائرة “الخيارات”،، ولكن بما حازته من احترام الناس لها، وتقديرهم لمواقفها وتجربتها، واحساسهم بأنها لا تبحث عن مغنم او حصة من الكعكة، ولا تعبّر الا عن المصلحة العامة المنزهة عن الاهواء، ولا تبيع مواقفها في “بازارات” السياسة او “موالد” العزاء.
هذه “النخب” متى كان موثوقا بها، تشكل “رصيدا” للدولة، ومخزونا يتوجب الحفاظ عليه او عدم المساس به او السماح بتشويهه، او اخضاعه لمعايير “المزاجية” او المقررات القصيرة النظر، التي تُصدر احكامها بناء على اضطرارات اللحظة لا خيارات المستقبل المفتوح عل كل الاحتمالات.
 الدولة، اية دولة، تحتاج في لحظة ما من مراحلها المفصلية الى “نخبها” ورموزها الوطنية، لكي يساهموا في ضبط ايقاع ما يجري من سجالات، او في اقناع الناس بما لديهم من تصورات، او في “الانتصار” لمنطق الدولة اذا ما تعرض لتشويه من هنا او تجريح من هناك.
في امتحان الانتصار لمنطق الدولة، والمصلحة العامة، والوحدة الوطنية، وكل القيم والقضايا الكبرى التي تشغل الناس، ثمة من ينجح وثمة من يسقط، ثمة من يتقدم ومن يتأخر، من تتثاقل به الحسابات الى الارض ومن يحلّق في فضاء الواجب، من يراهن على اللحظة وانكساراتها وتحولاتها، ومن يراهن على “البلد” ومستقبله وحتمية صموده، من يحركه الايمان “بالقيمة” والفكرة والهدف الاعلى، ومن تحركه النوازع الشخصية والاعتبارات الضيقة، وهواجس الخوف والتردد.
في هذه الحالة يفترض (لا بل يجب ) ان تصغي الدولة لصوت الضمير الذي ينطلق واضحا من حناجر “نخبها” الحقيقية، وقلوب “رموزها” الذين تجاوزوا كل الصغائر، وان يحتشد الناس -بوعيهم - حول صواب الفكرة والموقف، فتتبدد امامهم غيوم المرحلة، وينكشف الغبار، فاذا بالصورة -كما يرونها - مشرقة واضحة، لا رتوش تعلوها ولا شقوق.
في الوقت الصعب، يفزع الناس الى “ملاذات” النخب الآمنة، ويحبثون عن “اتجاه” البوصلة في مواقفهم، ويطمئنون الى طريق السلامة الذي يحددونه، ويدركون -تماما - من يختارون ولماذا وكيف؟ ولأي خطاب ينحازون؟ وبمن يثقون؟
دعونا -اذن - نستثمر في هذه “النخب” في بلداننا، وفي مجتمعنا ايضا، ودعونا نقول للذين نجحوا في الامتحان: شكرا.. ولغيرهم: حظا اوفر،.

الدستور 2018-03-19



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات