"أم الوليد" قرية تضم كنوزا تاريخية تحتاج إلى اعادة التأهيل

تم نشره الجمعة 23rd آذار / مارس 2018 05:21 مساءً
"أم الوليد" قرية تضم كنوزا تاريخية تحتاج إلى اعادة التأهيل
ام الوليد

المدينة نيوز :- تكتشف في قرية أم الوليد التابعة للواء الجيزة (زيزيا)،كنوزا تاريخية تمتد إلى حضارات قديمة،حيث تحتضن الكثير من الآثار مثل القصور والقلاع والمساجد،بحسب دراسات أثرية،لكن مواطنين يعتبرون أن هذه المنطقة تحتاج الى اعادة التأهيل ليتم وضعها على خريطة الأردن الأثرية كونها تعود لعدة حضارات قديمة.

ويؤكد مواطنون أن القرية تحتاج لترميم الأماكن الأثرية التي من شأنها تعزيز السياحة وجذب السياح لزيارتها والمكوث فيها كما كانت قبل سنوات،إذ فيها أماكن عديدة يمكن أن تجذب السياح مثل القلاع التاريخية متعددة الاستخدامات كالقلاع العسكرية والاستراحات والأسواق إضافة إلى تواجد أنفاق وسدود وآبار ومغر تعود إلى عصور تاريخية خلّفتها حضارات قديمة منذ العصور اليونانية والرومانية والأموية.

الاهالي يطالبون بوضع منطقتهم على خارطة السياحة الاردنية تحوي القرية العشرات من المواقع الأثرية القديمة التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، والتي أصبحت عرضة للتخريب المتعمد أو غير المتعمد عبر السنين،وفق ما يقول المعلم في مدرسة ام الوليد ابراهيم الدهامشة،والذي يرى أنه من الممكن -في حال اكتشافها- أن تقود إلى دراسات تاريخية وأثرية مهمة تعرض إنجازات تلك الحضارات.

ودعا إلى المزيد من الاهتمام بهذه المنطقة من قبل دائرة الآثار العامة ،بحيث يتم الترويج السياحي لها، شأنها شأن المناطق الأثرية السياحية الأخرى، معتقدا ان المنطقة منسية ويمكن من خلال الاكتشافات اظهار بعض المواقع التي لم تكن معروفة في السابق ،مشددا على تسليط الضوء على المنطقة والتنقيب عن ما بداخلها من كنوز وتأمين الحماية اللازمة لها.

ويرى المواطن سليمان عيد أن القرية منسية ،مع ان المناطق الاثرية فيها ظاهرة أمام العيان ،ويمكن أن تتوجه البعثات الاثرية التي تأتي إلى الأردن للعمل بها للتعرف على الحقب التاريخية التي عاشت في المنطقة.

يؤكد رئيس مجلس بلدي أم الوليد حمزة الدهامشة إن العديد من تلك المواقع الاثرية في القرية مهملة ،وتعرضت للتدمير والتهميش وسوء الاستخدام من قبل العديد من الأشخاص الذين لا يعرفون أهميتها الأثرية والتاريخية .

ويطالب الجهات المعنية تعزيز الاهتمام بتلك المنطقة كونها واقعة بين طريق المطار وبالقرب منها منطقة أم الرصاص التي يرتادها السياح على مدار العام.

ويشدّد على دور الإعلام في تشجيع المواطنين على زيارتها لدعم السياحة الداخلية وتعريفهم بالحضارات التي تعاقبت على أراضيها، وضرورة تكاتف الجهات المعنية مع الأهالي لترميم المواقع العديدة وصيانتها والحفاظ عليها من التخريب.

بعثات اثرية تعثر على فخاريات وعملات قديمة وسدود قديمة تشير الدراسات إلى أن هذه القرية ازدهرت في عهد بني أمية الذين أقاموا فيها السدود على الأودية وبنوا قصراً مربع الشكل بلغت ابعاده 70,5 × 70.5 ويدعمه سوره الخارجي بـ15 برجاً نصف دائري، ويقع المدخل الرئيسي في البرج في النصف الدائري الشرقي، ويتألف نظام القصر من فناء أوسط مربع الشكل وحوله خمسة بيوت تضم 23 غرفة، كما يتواجد مسجد يبعد 600 متر شرق القصر، وله مدخلان الأول إلى الشرق وأمامه فناء مستطيل والثاني باتجاه الشمال وكان سقفه محمولاً على أربع دعامات، بينها قناطر (جمع قنطرة وهو الجسر المتقوس)، وتعلوها دعامات خشبية ،حيث يدل العمران على الحقبة الأموية.

وكانت بعثة سويسرية - بحسب دراسة أجرتها دائرة الآثار العامة- زارت القرية عام 1988 ، عثرت على العديد من الأواني البرونزية التي ضمت عدة أباريق وصحاف (آواني طعام) ومباخر وأجملها مبخرتين ذات غطاء مزين بالنقوش. أما الجِرار والأباريق الفخارية فهي مدهونة بخطوط بألوان البني الغامق، وتم ترميمها في مختبرات جنيف وتدل على مجتمع متقدم كان ينعم بحياة أرستقراطية مرفّهة، ودلت هذه الأواني أن القصر ظل مأهولاً من القرن الثامن حتى التاسع الميلادي.

يقول مساعد مدير مديرية آثار مأدبا خالد الهواورة إنه ومن خلال المسوحات وأعمال التنقيب التي جرت في هذه القرية تبين بأنها كانت مستوطنة منذ العصور اليونانية والرومانية حيث كشف عن معابد ومدافن رومانية ترجع إلى القرن الثاني الميلادي ،منوها ان القرية برزت في الفترة الاموية ، بوجود ثلاثة قصور اموية متقاربة، وبجانبها مسجد ومستوطنة سكنية وما تزال اثار بيوتها ظاهرة للعيان. بالإضافة إلى وجود سدود بالقرب منها مثل سد القناطر وسد ارينبة الغربية،ما يدل على أن البلدة كانت منطقة زراعية بالإضافة إلى أنها تقع على الطريق التجاري والقوافل تمر فيها.

ويشير الهواورة الى تواجد ثلاثة قصور اموية ضخمة ذات مخططات تميزت بها الفترة الاموية وقد أطلق العلماء على هذه القصور الاسماء نسبة الى موقعها من القرية الاثرية وهي المركزي والشرقي والقصر الغربي، كما ان الجدران الاثرية للقصور والأقواس تم اعادة استخدامها في الفترة العباسية والفترة المملوكية.

وتظهر المسوحات بحسب الهواورة، ان عتبة باب حجرية مميزة في قصر ام الوليد والتي تعتبر الاولى من نوعها في الاردن من حيث الأسلوب، عثر عليها من قبل البعثة السويسرية في الرواق الشمالي الغربي للقصر أمام بوابات احدى الغرف وهي عبارة عن عتبة باب عليا،مغطاة بالجبص وزخرفة بالفريسكو، والمنظر عبارة عن اسد يطارد غزال وجدت مكسورة الى قسمين وتم ترميمها آنذاك من قبل البعثة. بالاضافة الى العديد من القطع الاثرية المميزة.

القرية لا يوجد فيها طرق ولا لوحات ارشادية مع التأكيد على وجود الاثار في القرية ومن أهمها" قلعة الهري"،التي يختلف علماء الاثار باصولها إن كانت نبطية أو مؤابية ،وفيها أبراج مراقبة مما يثبت انها استخدمت كمواقع عسكرية،إلا ان مدير مديرية آثار مادبا باسم المحاميد يعتبر ان القرية تحتاج إلى تأهيل ولذلك لم تدرج على قائمة الخط السياحي ،لجذب السياح اليها،وخاصة ان الطرق في ا لقرية غير مؤهلة ولا يوجد فيها لوحات ارشادية للتعريف بالمناطق الاثرية وارشاد السياح, ويؤكد المحاميد أن القرية سيتم وضعها على خطط المديرية العام المقبل للاهتمام بالمواقع السياحية والاثرية،لافتا ان مديرية الاثار وبالتعاون مع بلدية الجيزة منعت البناء في المنطقة الاثرية أو فتح شوارع حول المواقع الاثرية ،الا بأخذ موافقة من دائرة الاثار العامة للمحافظة على القيمة الاثرية التي تملكها.

ويشدد على ضرورة توعية السكان بأهمية الاثار المتواجدة من حولها،وان المديرية تدعم الشباب في المنطقة لتقديم مبادرات وأنشطة للمساهمة في الحفاظ على الاماكن الاثرية .

ولفت الى عدم وجود مشاريع ترميم للمناطق الاثرية في القرية في الوقت الحالي ،حيث اجرى اخر ترميم في القرية في العام 1999 ،وشمل المسجد والقصر التاريخي.

يجمع سكان القرية بحسب وثائق أن والدة الوليد بن عبدالملك بن مروان سكنت القصر أثناء فترة "الأموية الذهبية" لحكم عبدالملك بن مروان الذي تولى فيه ابنه الوليد، وحكم بلاد الشام. وسميت القرية نسبة الى "ولادة بنت العباس" باسم "ام الوليد" والتي سكنت القصر وكانت القرية مصيفا لها.

ويوجد في قلب القرية سوق تجاري يعود للعهد الروماني وسمي بمنطقة "الحيشان" من قبل أهل القرية؛ لوجود مبانٍ ومغر بعضها كان محالا تجارية تقدم الطعام والاستراحة والاستحمام للتجار والمسافرين،وعثر في القرية على أشكال مختلفة من العملات النقدية التي دلت على تعاقب أكثر من حضارة عليها ومنها الحضارة الرومانية التي دل على وجودها العثور على عدد كبير من النقود والعملات المتناثرة بأطراف المنطقة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات