أمريكا.. الحرب التجارية وعودة البلطجي

تم نشره الأحد 25 آذار / مارس 2018 12:08 صباحاً
أمريكا.. الحرب التجارية وعودة البلطجي
حازم عياد

أشار بعض الخبراء إلى ان الصين حققت نصرا في الجولة الاولى من الحرب التجارية مع الفيدرالية الامريكية، مستفيدة من ارتفاع اسعار الذهب في مقابل خسارة امريكية تقدر بـ70 مليار دولار؛ ما يعني ان توقعات المحللين الاقتصاديين بإمكانية تراجع الناتج القومي الامريكي وتسارع نمو الناتج القومي الصيني اصبحت ممكنة بشكل يقلص الفجوة بين العملاقين لصالح الصين.
فبعد الاعلان عن فرض ضرائب على السلع الصينية بمقدار 60 مليار دولار اعلن عن انخفاض في سعر الدولار وارتفاع في سعر الذهب حققت الصين ارباحا ناجمة عن ارتفاع اونصة الذهب 13 دولارا، معززا بذلك الثقة بقطاعها المالي والمصرفي الذي تم التشكيك فيه بفعل ارتفاع الديون الصينية فالملاءة الصينية والقدرة على تغطية ديونها وعملتها اليوان اصبحت قوية ومستقرة.
في المقابل بلغت خسائر البورصات العالمية والامريكية ما يقارب 70 مليار دولار بانخفاض قارب الـ 4% في اسعار الاسهم؛ المعركة التجارية لم تقتصر المواجهة فيها على الصين بل امتدت الى القارة الاوروبية اذ تستعد القارة لاتخاذ اجراءات عقابية مستهدفة الشركات الامريكية وعلى رأسها شركات التكنولوجيا من امثال فيس بوك وغوغل كما انها تعد العدة لفرض ضرائب مرتفعة على صادرات امريكا من الدراجات والسيارات.
الصين الى الان تبدو متماسكة ورابحة من الحرب التجارية المعلنة، كما ان هناك العديد من الدول الصاعدة ستجد في هذه الحرب فرصة لتحقيق مزيد من النمو وجني المزيد من الارباح كتركيا واندونيسيا وستستفيد طهران حتما من هذه الحرب، وسيمتد تأثيرها الى القارة الافريقية التي ستجد في الصين ملاذا آمانا لسلعها وموادها الخام في مقابل استثمارات وقروض ومساعدات صينية كبيرة.
التخبط في السياسة الامريكية لم يتوقف على اجراءات تجارية؛ اذ يترافق مع فوضى كبيرة في البيت الابيض، فالحياة الجنسية للرئيس تعد احد ابرز ملفات الامن القومي الامريكي الان، وتسير بموازاتها تحقيقات مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، دافعة نحو المزيد من التغيرات في البيت الابيض التي افضت الى الاطاحة بتيرلسون، ومن بعده مكماستر، والمجيء بجون بولتون اليميني المتطرف، واحاديث تتسرب الى وسائل الاعلام عن امكانية الاطاحة بجون كيلي رئيس طاقم الموظفين في البيت الابيض.
فوضى عارمة دفعت بعض الجمهوريين الى الحديث عن امكانية الاطاحة بترمب في حين شكك آخرون بإمكانية قبول الكونغرس ذي الاغلبية الجمهورية بترشيح جون بولتون مستشار للامن القومي، فالازمة لا تقتصر على الفضائح الجنسية؛ اذ انضم الى طاقم الازمات الفتوة بولتون؛ فما إن طرح اسمه كمرشح حتى انفجرت وسائل الاعلام بالمعلومات عن الرجل وتوجهاته اليمينة المتطرفة لدرجة ان وصفه البعض بالبلطجي المتنمر؛ فأجراس الخطر تقرع بقوة في امريكا لدرجة ان الحديث عن سلامة الرئيس العقلية عادت لتطفو الى السطح.
اجراس الخطر باتت عالية؛ فبولتون بحسب الصحافة الامريكية عامل طرد وشخصية منفرة ستقود نحو هجرة واسعة وحالة فرار كبيرة للكفاءات من المؤسسات الرسمية؛ فالرجل اشتهر بطريقة المتنمرة في التعامل مع الموظفين ومحاولة فرض رأيه ورؤيته للامور حتى لو كانت على حساب الحقيقة، ولعل ابرزها طرده محللًا في وكالة الاستخبارت الامريكية لرفضه الشهادة بتطوير كوبا لأسلحة بيولوجية، كما اوردت وسائل الاعلام الامريكية مؤخرا أنه المسؤول عن محاولات ابتزاز الاردن لدفعها لاتخاذ موقف مؤيد لحل الدول الثلاث؛ اذ يقول المحرر الصحفي في موقع «vox» الامريكي زاك بوشامب « Zack Beauchamp» ما ورد نصه بالانجليزية في تقريره المعنون بـ « John Bolton, Trump’s ultra-hawkish «
 )Since Trump took office, Bolton has put the media savvy and experience with the conservative movement he’s developed to good use — using various levers to influence the president. In just the first months of 2018, Bolton has appeared on Fox News roughly 20 times. He has used those appearances to sell his policy preferences, warning against diplomacy with North Korea and encouraging Jordan to annex the West Bank (much of which remains under Israeli occupation despite the fact that the vast majority of its citizens are Palestinian).
وهنا يطرح سؤال: على ماذا يراهن ترمب بعد ان تعمق الشرخ السياسي في امريكا وازداد النفور والمناخ المعادي لواشنطن في العالم، هل يراهن على مليارات العرب ونفطهم، فهو يستنزف الارصده السياسية والمالية والاجتماعية لحلفائه العرب ويعرضهم لاستنزاف مدمر دون مردود؟ في ذات الوقت لا يتوقع ان يتمكن من احراز اي نصر اقتصادي او سياسي او عسكري في المرحلة المقبلة؛ اذ يحذر الكثير من المحللين الامريكان من كارثة ستعصف بالسياسة الخارجية الامريكية ومن فوضى مدمرة في الساحة الداخلية؛ امر سارعت للتحذير منه مجلة فورن بوليسي في مقالات عديدة؛ المناخ اصبح مهيأً بشكل كبير لإلحاق هزيمة بأمريكا واستنزاف حلفائها، خصوصا في ظل وجود مستشاريين من امثال بولتون الذي يوصف الآن بأنه الفتوة (البلطجي) الخاص بترمب».

السبيل 2018-03-25



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات