معان مدينة للثقافة.. فرصة للفكر الشجاع

سوف أمارس في هذه المقالة قدراً من الطموح والحلم, ولكنهما طموح وحلم مسنودان إلى وقائع ومعطيات.
لا مبالغة في القول أن هناك ما هو جديد عندما تكون معان مدينة للثقافة الأردنية عام ,2011 وذلك بالنظر إلى موقع معان الجديد في الثقافة الأردنية منذ عقدين بالذات, أي منذ اللحظة التي صار فيها الأردنيون وبمجرد أن يذكروا اسم معان تتوارد على أذهانهم مجموعة من الدلالات والمعاني التي صارت مع المدة تشكل عناصر مميزة لشخصية هذه المدينة وطبيعة حضورها في المزاج الشعبي العام.
إن الأحداث الكبرى التي عاشتها مدينة معان ابتداء من هبة نيسان 1989 ومروراً بباقي الهبات الأخرى في السنوات اللاحقة, أثرت بشكل واضح على تصورات الأردنيين لأنفسهم ولبلدهم وخاصة من ناحية تأشيرها إلى حيوية المجتمع ومدى تفاعله من قضاياه الداخلية والخارجية, وهي أمور ذات مساس مباشر مع الثقافة, باعتبارها (أي الثقافة) ليست مقتصرة على الإنتاج الأدبي أو الفني ولا على عدد الندوات والمحاضرات والبحوث...الخ, بل متصلة بكل القيم والمفاهيم والتصورات التي يحملها المجتمع عن نفسه وعن دوره في هذا العالم.
أمام المثقفين الأردنيين فرصة لكي يمارسوا نشاطهم الثقافي في بيئة حاضنة شجاعة حرة, إن المثقفين الذين طالما اشتكوا من نخبوية المتفاعلين من إنتاجهم, أو من تخوف الجمهور أو عدم اعتياده على الأفكار الجريئة, أو من عدم وجود مستقبلين لما هو جديد وشجاع من الأفكار, إنهم في السنة المقبلة أمام تحدٍ من نوع معكوس على هذا الصعيد. ففي معان يمكن للثقافة الأردنية أن تعيش سنة في مختبر حقيقي تتفاعل فيها الأفكار والمواقف على المستوى الوطني كله.
بمقدور المثقفين أن يطمئنوا إلى أنهم سيكونون في مدينة مرحبة توفر لهم أوسع الآفاق لكي يتعرفوا على وطنهم ومجتمعهم من منظور مختلف. إنها فرصة لرد شيء من الدين في أعناقنا تجاه هذه المدينة الباسلة. (العرب اليوم )