الإياتا تقدر أرباح شركات الطيران للعام الحالي بـ 15 مليار دولار

المدينة نيوز-  قدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بأن تصل الأرباح الصافية لشركات الطيران العالمية للعام الحالي الى15 مليار دولار مقابل توقعات سابقة قدرت هذه الأرباح بـ 9ر8 مليار دولار.

وعزا نائب رئيس الاتحاد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا الدكتور مجدي صبري هذا التحسن إلى زيادة أرباح شركات الطيران خلال الربع الثالث من هذا العام وخصوصا في مناطق الشرق الأقصى والولايات المتحدة واوروبا، مشيرا الى تحسن العائد على معدل سعر التذاكر بنسبة 7 بالمئة ما ساهم في تحسين أرباح هذه الشركات.

وأضاف صبري اليوم الإثنين أن هذا التحول يعني إن آثار الأزمة الإقتصادية العالمية على شركات الطيران تلاشت بعد أن زادت معدلات الحركة بحوالي 3 بالمئة عما كانت عليه قبل الأزمة، مبينا ان ثبات معدل أسعار النفط على 79 دولارا تقريبا للبرميل خلال العام الحالي بعد أن كانت التوقعات تشير إلى أنه سيتجاوز 82 دولارا ساهم كذلك في التحسن.

وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بين صبري أنها حققت نتائج متميزة خلال العام الحالي إذ بقيت أعلى المناطق نموا على مستوى العالم خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي حيث نمت حركة الركاب بنسبة 6ر18 بالمئة مقارنة بنسبة النمو العالمي التي بلغت 5ر8 بالمئة.

وخلال نفس الفترة نمت حركة الشحن الجوي في المنطقة بنسبة تقارب 30 بالمئة مقابل نسبة النمو العالمي للشحن بلغت 24 بالمئة.

وأضاف نائب رئيس (الإياتا) "ومن المتوقع أن تربح شركات الطيران في المنطقة هذا العام 700 مليون دولار مقارنة بالخسائر التي تكبدتها خلال العام الماضي والتي تجاوزت 400 مليون دولار وهذا يعني أن أربحية هذه الشركات تحسنت بحوالي 1ر1 مليار دولار".

وبين صبري أنه بالنسبة لعام 2011 فليس من المتوقع ان تحقق شركات الطيران العالمية نتائج مماثلة "ونتوقع انخفاض الأرباح إلى 1ر9 مليار دولار" عازيا هذا التراجع الى توقعات بارتفاع أسعار النفط الى 84 دولارا للبرميل مقارنة بـ 79 دولارا العام الحالي اذ أن إنفاق شركات الطيران على الوقود يشكل نحو 27 بالمئة من نفقاتها التشغيلية .

وزاد: "ومن أسباب تراجع الأربحية التشغيلية خلال العام المقبل الاجراءات التقشفية المتوقع تطبيقها في العديد من دول العالم خصوصا أوروبا مما سيؤثر سلبا على معدلات الطلب على السفر، كما أنه من المتوقع زيادة معدلات الضرائب في معظم الدول الأوروبية مما سيقلل الدخل المتاح للسفر ويؤثر على تعافي حركة النقل الجوي بالإضافة إلى توقعات انخفاض معدل نمو الدخل القومي على مستوى العالم من 5ر3 بالمئة للعام الحالي الى 6ر2 بالمئة للعام المقبل".

وحول المشروعات التي نفذتها (الإياتا) خلال العام الحالي قال الدكتور صبري إنها تضمنت إنجاز مشروع بطاقات الصعود المرمزة لجميع شركات الطيران في العالم قبل شهر من الموعد المحدد،حيث أتاح استكمال المعلومات الالكترونية الخاصة برحلة المسافر وسهل إدخالها على الشبكة الألكترونية عن طريق نظام الماسحات (سكانرز) وبالتالي مكن المسافرين من متابعة إجراءات سفرهم بواسطة شبكة الإنترنت.

وحول مشروعات (الإياتا) للعام المقبل قال إنها تركز على تسهيل إجراءات السفر والشحن وهي تشمل مشروع بوالص الشحن الالكترونية الذي سيسهل على شركات الطيران والشاحنين والسلطات الجمركية والمصنعين إجراءات تجهيز الشحنات وايصالها الى وجهاتها النهائية، مبينا أن المشروع يهدف الى استبدال البوالص الورقية بأخرى الكترونية مشابهة لما تم إنجازه في في مشروع التذاكر الالكترونية علما بأن تعدد الوثائق والنسخ المطلوبة يمثل حاليا تحديا حقيقيا لمستخدمي هذه الوثائق ويؤخر إجراءات الشحن والتخليص دون مبرر.

وبين أنه ستتاح الفرصة لجميع المتعاملين بالبوالص بما فيها دوائر الجمارك الإطلاع على تفاصيل الشحنات والتمكن من نقل المعلومات الكترونيا الى الانظمة الخاصة بها لاستكمال الإجراءات الرسمية كما ان توفر المعلومات بوضوح يساعد على تحسين الإجراءات الأمنية للشحن الجوي مشيرا الى أنه تم تطبيق هذا المشروع في أربعين دولة حتى الآن كما تم تطبيقه على مستوى المنطقة في دبي ومصر والعمل جار حاليا لتطبيقه في الأردن وأبوظبي والسعودية والمغرب وتونس، لافتا أن تطبيق هذا النظام يحتاج إلى تعاون كامل بين جميع الأطراف المعنية بعملية الشحن الجوي.

وفيما يتعلق بالأردن قال صبري إنه تم تأسيس الأنظمة الالكترونية اللازمة لتبادل المعلومات والوثائق لدى جميع الجهات المعنية بالشحن الجوي لافتا أن الأردن وقع معاهدة وبروتوكول مونتريال مما يغطي الجانب القانوني الذي يسمح بقبول الوثائق الالكترونية المتعلقة بالشحن الجوي كما تم تحضير مشروع قانون الجمارك المعدل لتوفير الغطاء القانوني المحلي المتعلق بقبول وثائق الشحن الالكتروني.

وقال انه من المتوقع أن تحقق مبادرة الشحن الالكتروني وفرا في التكاليف على شركات الطيران العالمية يقدر بحوالي 9ر4 مليار دولار سنويا ،مثلما تحقق وفورات ملموسة لجميع الجهات المتعاملة بالشحن الجوي نتيجة للتخلص من الوثائق الورقية نهائيا وتطوير الأنظمة والإجراءات بالإضافة إلى إنهاء الجزء الأكبر من إجراءات المعاملات قبل وصول الشحن وكذلك توفير قاعدة بيانات دقيقة وشاملة يتم تغذيتها الكترونيا أثناء تنفيذ عمليات الشحن والتخليص.

ويقدم مركز (الأياتا) الإقليمي في عمان خدماته لشركات الطيران وسلطات الطيران المدني ووكالات السياحة والسفر في المنطقة الممتدة من المغرب غربا إلى أفغانستان شرقا ويغطي خدمات السلامة الجوية والعمليات والبنية التحتية والشؤون الحكومية وخدمات الأعضاء بالاضافة الى الشؤون المالية وخدمات التوزيع.

وبين صبري أن حجم عمليات المركز يقدر بحوالي 11 مليار دولار سنويا مؤكدا أن اختيار مقر المركز الإقليمي (للاياتا) في الأردن لخدمة منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا جاء بالنظر للموقع الجغرافي المتوسط للأردن بين قارتي آسيا وأفريقيا، ولما يتمتع به من أمن واستقرار إضافة إلى علاقاته الدبلوماسية المتميزة مع جميع الأقطار، وتوفر أجواء الحرية الأقتصادية حيث أوجدت غالبية شركات الطيران العالمية مكاتب وفروعا لها في عمان.(بترا)