سوق السياسة.. عرض وطلب أيضاً

نواب حزب التيار الوطني أعلنوا أمس أن الثقة التي منحوها للحكومة لا تعدو كونها تسليفاً للثقة يمكن استردادها عند الحاجة.
في تاريخ المصطلحات السياسية الأردنية يعتبر رئيس الوزراء الأسبق عدنان بدران أول من استخدم مفهوم "تسليف الثقة", حينها كان يواجه مشكلة مع عدد كبير نسبياً من النواب فطلب بوضوح تسليف الثقة.
في سوق السياسة لا يقتصر التبادل على التسليف, هنا أيضاً يتحكم العرض والطلب بمجمل الوضع, وقد شهدنا في الأيام الماضية شتى أشكال المبادلات.
عدد من النواب قايضوا على الثقة. جرى أيضاً عقد صفقات تم بموجبها تقديم الثقة مقابل مطالب, لكن العرض كان فائضاً رغم أن الطلب لم يتأثر بالدرجة ذاتها (بلغة الاقتصاد هناك مرونة عالية في الطلب). هنا أيضاً وكما في باقي الأسواق, توجد يد خفية تنظم العمل وتضبط السوق.
لاحظنا أنه جرت علميات بيع بخسارة, سعى أصحابها إلى تثبيت موقع قدم لهم في السوق وتحملوا في سبيل ذلك خسارة يتمنون أن تكون مؤقتة وأن تتحول إلى أرباح. خبراء السوق المخضرمون أظهروا مهارتهم في الترفع عن المكاسب الصغيرة, وتمتعوا ببعد نظر شمل السوق الأوسع وتطوراته المحتملة في المستقبل.
الحكومة من جهتها كانت مصدراً وحيداً للطلب (وهذا عند الاقتصاديين حالة خاصة من حالات الأسواق), ولهذا تصرفت بمهارة فاشترت كل ما هو معروض كي تتمكن في المستقبل من الانفراد بشكل مطلق في تحديد الأسعار. (العرب اليوم)