من «عريشة» أولمرت إلى «ورق عريش» المقاطعة... أما آن أوان نبذ الأوهام؟!

تم نشره الخميس 30 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 01:52 صباحاً
من «عريشة» أولمرت إلى «ورق عريش» المقاطعة... أما آن أوان نبذ الأوهام؟!
عريب الرنتاوي

الذين "يقطّعون" الوقت على أمل أن يأتي لحكم إسرائيل ائتلاف "أفضل" من هذا الائتلاف ، وأكثر ميلاً للسلم من نتنياهو - باراك - ليبرمان ، واهمون تماماً ، وهم من حيث يدرون أو لا يدرون ، ينخرطون في لعبة لا أحد يستفيد منها غير إسرائيل ، احتلالاً واستيطاناً وتمييزاً عنصرياً.

لقد ولّى الزمن الذي كان يمكن فيه الرهان قليلاً أو كثيراً على "التعددية" الإسرائيلية ، فالمجتمع الإسرائيلي ما عاد ينتج سوى أحزاب وائتلافات وحكومات ، يمينية ويمينية متطرفة ، عنصرية بامتياز ، فكل إناء بما فيه ينضح ، والإناء الإسرائيلي لم يعد فيه متسع لغير المستوطنين والعنصريين والمتدينيين واليمينين المتطرفين.

خلال حكومة نتنياهو الحالية ، وعلى مرأى ومسمع من وزراء العمل واليسار ، وفي ظل صمت مخجل لـ"معسكر السلام" و"القوى الديمقراطية" الإسرائيلية جرى تمرير جملة من قوانين الفصل العنصري ضد عرب - 48 ، لقد تحوّل الكنسيت إلى "آلة عملاقة" لتفريخ قوانين الفصل والتمييز العنصريين كما لم يحدث منذ نشأته قبل أزيد من ستة عقود.

وخارج الكنيست ، كان الشارع الإسرائيلي يمور بالتظاهرات المنددة بالعرب والداعية للانفصال "مكانياً" عنهم ، وأصدر حاخامات فتاوى تحرّم بيع وتأجير العرب ، وأمس فقط ، أصدرت زوجات الحاخامات فتوى تحرم على الفتيات اليهوديات الخروج أو الاتصال أو الزواج بشبان عرب ، وهذه المنظمة "لهفا" تنشئ بيوتاً وملاجئ لفتيات يهوديات قررن الاستجابة لحملاتها العنصرية والانفصال عن الأزواج أو الأصدقاء العرب.

44 بالمائة من اليهود يؤيدون فتوى الحاخامات بعدم تأجير العرب أو بيع بيوتاً وشققا ، أو استقبالهم للسكن إلى جانبهم...55 بالمائة من اليهود يؤيد "قسم المواطنة" الذي ينص على الولاء لإسرائيل دولة يهودية ديمقراطية ، وهو القسم الذي ظن كثيرون أنه يعبر عن رأي شخصي لأفيغدور ليبرمان....04 بالمائة من اليهود يؤيدون قانون لجان القبول الذي يعطي الحق للجان محلية بعدم استقبال أي عربي للسكن في القرى والبلدات (المستوطنات) الصغيرة.

مجتمع مشبع بالأساطير التوراتية والعقائد التلمودية ، ومثقل بالكراهية والعنصرية ، لا يمكن أن ينتج شريكاً فعلياً في عملية السلام ، ولا يمكن أن يمنح ثقته لحكومة أو خطة أو سياسة أو تشريع ، تتيح الوصول إلى سلام قائم على العدل والحق...مجتمع يرفض ثلثاه على الأقل ، مبادرة السلام العربية ، لا يمكن أن ينجب من هو أفضل من نتياهو وليبرمان وتسيبي ليفني.

مثل هذه المعطيات لا تترك للشعب الفلسطيني ، في مختلف أماكن تواجده ، سوى خيار التوحد لاستنهاض الحركة الوطنية الفلسطينية واستئناف الكفاح من أجل: (1) التصدي للعنصرية والفاشية تحت شعار نحو حقوق مواطنة فردية متساوية وحقوق وطنية جماعية لعرب - 48...(2) كنس الاحتلال وتفكيك الاستيطان وإزالة الجدار في الضفة الغربية والقدس....(4) رفع الحصار وإنهاء العقوبات وفتح المعابر ووقف العدوانات المتكررة على قطاع غزة....(5) حق العودة والتعويض لملايين اللاجئين في الشتات والمهاجر.

مشوار الشعب الفلسطيني مع العودة وتقرير المصير وبناء الدولة وعاصمتها القدس ، ما زال طويلاً وشاقاً ، ومن السخف الاستمرار في زرع الأوهام ، و"انتظار غودو" الذي لن يأتي ، اللهم إلإ إذا قُدّر له أن يأتي على هيئة "إيهود أولمرت" صاحب "العريشة" إياها ، حينها سيأتي مدججاً بالرصاص المصهور ، يسكبه على رؤوس أطفال غزة والضفة...أليست مفارقة بشعة للغاية أن "حمائم السلام" الإسرائيليين الذين طالما تغنى "بعض العرب والفلسطينيين" باستعدادهم للسلم وميلهم الجارف للوفاء بالتزاماته ، هم الأكثر ولوغاً في الدم الفلسطيني والعربي ، من اسحق رابين محطم عظام أطفال الانتفاضة الأولى ، إلى شمعون بيرز جزّار قانا وانتهاء بأولمرت مجرم الحربين على جنوب لبنان وجنوب فلسطين ، مرورا بإيهود باراك ، الجنرال الذي حصد أكثر وأرفع الأوسمة في تاريخ العسكرية الإسرائيلية لنجاحاته في تقتيل العرب والفلسطينيين.

أما آن أوان نبذ الأوهام...من "عريشة" أولمرت في القدس إلى "ورق عريش" المقاطعة في رام الله. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات