أصغر طالبة طب اردنية تحظى بلقب سفيرة المرأة في العالم
المدينة نيوز:- "العلم بحر، والطب عالم، والطموح له اجنحة تطير بلا حدود" هذا ما عبرت عنه أصغر خريجة من كلية الطب في الجامعة الهاشمية اهدى جبارة.
دخلت جبارة كلية الطب وعمرها لم يتجاوز السادسة عشرة عاما بعد نجاحها بالتوجيهي بمعدل 98 في المائة، متحدية لنفسها ولكل ما واجهها من اختلاف في طريقة التفكير بينها وبين رفاقها من نفس الكلية والذين يكبرونها بعامين.
تقول، "كنت سعيدة بذلك، وكان الاساتذة يتعاملون مع الجميع دون اي اعتبار لفارق الاعمار"، مشيرة الى ان علاقاتها الاجتماعية مع الزملاء كانت عادية مع وجود فروقات من ناحية الاهتمامات .
حرصت جبارة التي عاشت في بيئة داعمة، على المشاركة في النشاطات الاجتماعية بالجامعة كالحملات الطبية وتطوعت للعمل في عدة مجالات اجتماعية وفق "بترا"، وكذلك في توزيع الهدايا والمعونات، على تعويض ما فاتها من سنوات المدرسة.
هذه التجارب والنشاطات التي خاضتها خلال مسيرتها دعمت شخصيتها وأثرت معارفها، ما أهلها للفوز بلقب سفيرة المرأة ضمن مسابقة على مستوى نساء العالم المتميزات، فتم اختيارها من بين 430 امرأة من 45 بلدا حول العالم، وعند اعلان الفوز حصلت على كتاب رسمي من الجامعة وسافرت الى اميركا لمدة اسبوع خضعت خلاله لدورة مكثفة عن كيفية المحافظة على التميز وتطويره، كما تعرفت على نماذج عديدة لسيدات ناجحات ومتميزات في بلادهن.
تقول والدتها "اكتشفت ذكاء ابنتي منذ صغرها، وتمكنت من تسريعها في الصفوف الدراسية مرتين لتجتاز الصفين الرابع والخامس معا، ثم الثامن والتاسع بامتياز، فتبنتها احدى المدارس الخاصة لتجتاز امتحان التوجيهي كأصغر طالبة في المملكة".
وتضيف "لم تعش ابنتي طفولتها كباقي الاطفال، وكان جل وقتها في الدراسة، لكنها واجهت مشكلة أن اصدقاءها إما اصغر منها أو اكبر منها، ولذلك تجد تصرفاتها طفولية أحيانا، وناضجة أحيانا، ودائما تتطلع الى المزيد من التسريع ، فلديها الاستعداد لذلك، وتطمح بأن تفوز ابنتها بجائزة نوبل في الطب!" وتوضح أن ابناءها هم مشروعها الذي اشتغلت عليه منذ صغرهم، مشيرة الى ان ضيق الحال لا يعيق التميز، بل يخلق تحديا امام المبدعين، اذ تعودوا بأن يضعوا اهدافا امامهم يسعون لتحقيقها، وهم بدوؤهم تميزوا بدراستهم الجامعية وتخرجوا من كليات الطب والهندسة.
وتستطرد، موضحة "عندما حققت أهدى هدفها الاول بدخول كلية الطب، لم تتسع الدنيا فرحي، وطلبت اليها ان لا تكتفي بأن تكون طبيبة، و ان تختار قطاعا فرعيا تتميز به لتكون مفخرة لنفسها وعائلتها وبلدها"، مؤكدة ان التميز الحقيقي يكون على المستوى الدولي.
تؤكد خريجة كلية الطب أن تميزها تحقق بالإصرار والتحدي، وان أكبر صعوبة واجهتها لدى دخولها الجامعة خوف والدتها عليها.
وتشير الى ان السنة السادسة في كليات الطب حيث يخضع الطلبة للتدريب العملي في اي مستشفى يختارونه مدة شهرين، فقررت ان تقضيهما في مستشفيات اميركية، استفادت خلالها كثيرا، على الصعيدين العلمي والحياتي .
تقول، "كنت متحمسة كثيرا، وشعرت بانبهارهم من طريقة تفكيري، وصار اعتمادي على نفسي اكبر، وتسلحت بذخيرة كبيرة من المعلومات، فصار طموحي العمل على الابحاث العلمية وسبر غور المجهول من الطب "وهو ما يميز الدول المتقدمة عنا".
رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور كمال بني هاني قال، ان اهدى دخلت الجامعة في العام 2012 وهي من مواليد العام 1996 وحصلت على معدل 98 في المائة في الثانوية العامة، وهي بذلك من اصغر الطلبة الذين تخرجوا من كليات الطب في الجامعات الاردنية.
وأوضح ان العمر الصغير لا يعيق التعلم، بل على العكس كلما بكرنا في تعليم الطفل كان افضل له، مشيرا الى ان الدماغ بعد عمر سنتين يكون جاهزا لاستقبال المعلومات.
وقال ان العمر الصغير للطلبة في الجامعات وارد، خاصة اذا التحق الاطفال بالمدارس مبكرا، أو حصلوا على فرص تسريع، موضحا ان العمر الصغير للطالب لا يعتبر عنصر اعاقة بل على العكس، فإن العمر المبكر او الصغير لطلبة الطب تحديدا يكونوا جديين من البداية، ويعتمدون على انفسهم بشكل مطلق.
واوضح ان دراسة الطب تحتاج الى اوقات دراسة طويلة قد تصل الى 15 ساعة يوميا وهؤلاء الطلبة دائما هم من المميزين والقادرين على مواجهة التحدي .
ويشجع بني هاني عمليات التسريع في المدارس، خاصة لدى الطلبة الذين يتمتعون بالذكاء والقدرة على تحمل ضغط الدراسة ، فالعلم في الصغر كالنقش بالحجر.
المديرة العامة لمؤسسة إيليا نقل راندي عابدين قالت، ان الطالبة أهدى جبارة من كلية الطب استفادت من منح المؤسسة وكانت من الطلبة المتميزين، لافته الى ان المؤسسة تعمل على اختيار مرشحين للمنح الدراسية اعتمادا على نظام ومعايير داخلية وبأسلوب يتسم بالتنظيم والشفافية، اذ يتم اختيار المرشحين وفقا لشروط تأهيل خاصة تشمل الوضع المادي والتحصيل العلمي للمرشح اضافة الى رغبة المرشح في خدمة مجتمعه والعمل التطوعي لتحسينه.
وأكدت ايمان المؤسسة القوي بالمبدأ الاجتماعي العالمي "الدفع مقدما" يهدف الى تحسين المجتمع وحشد طلبتها على تبني هذا المبدأ من خلال خطوات بسيطة نحو مجتمعهم والتي من شأنها احداث الفرق الايجابي .
