مركز شباب البادية الشمالية .. فضاء للمعرفة وبيئة حاضنة للإبداع
المدينة نيوز :– بين ندرة المشاريع والبرامج الشبابية في البوادي الأردنية، وتعدد الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي قد تحول دون ممارستها والإقبال عليها، يبرز مركز شباب البادية الشمالية النموذجي الذي يضع نصب عينيه، مسؤولية الإسهام في بناء جيل واعٍ وموهوب، ومتحلٍ بأنماط سلوكية وثقافية تؤثر إيجاباً في نواحٍ عدة من المجتمع، شأنه شأن مختلف المراكز الشبابية الأردنية التي تهدف أن يمتطي شبابنا صهوة النجاح والإبداع والتميز.
ويجسد مركز شباب البادية الذي تأسس عام 2007 بمبادرة ملكية سامية، "منارة" يستهدي بنورها شباب وشابات المنطقة، الباحثين عن المعرفة وصقل الموهبة وإثراء التجربة، ليشكل فضاء للشباب وبيئة حاضنة لاستخراج طاقاتهم الكامنة وتطويرها.
واليوم، كانت البادية الشمالية ممثلة بمركز شبابها النموذجي، على موعد مع زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، للاطلاع على البرامج والورشات التدريبية والمهنية التي يستفيد منها أبناء وبنات المنطقة، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار متابعة سموه للبرامج الهادفة للنهوض بالقطاع الشبابي من جهة، وللوقوف على احتياجات وتطلعات الشباب في مختلف مناطق المملكة من جهة أخرى.
وجال سموه في المركز، واطلع على معرض للمنتجات اليدوية والحرفية التي قام بتصنيعها شباب مراكز البادية الشمالية، وحضر جانبا من جلسة حوارية حول الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبدالله الثاني، ناقش خلالها الشباب بأسلوب التحليل والاستقراء أهمية ما تضمنته هذه الأوراق من رسائل وأفكار ملكية لتعزيز مشاركة الشباب في تنمية المجتمع، كما اطلع سموه على ورشة عمل لتعليم اللغة الإنجليزية للأقران، تهدف إلى تقوية المحادثة باللغة الإنجليزية، كما شاهد سموه فيلما ومعرضا للصور بعنوان "البادية في عيون أبنائها"، اشتملا على أفكار من أبناء المنطقة، جسدوا خلالها باديتهم بأسلوب التصوير والمونتاج.
وبهذا الاتجاه، استطلعت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، آراء بعض الشباب المستفيدين من الخدمات والبرامج التي يقدمها مركز شباب البادية الشمالية وبعض القائمين عليها، حيث اعتبروا المكان بمثابة فضاء يتسع لأفكارهم وطموحاتهم غير المحدودة، فضلاً عن البحث على سبل تحقيقها بشتى الوسائل المتاحة، وبأسلوب ريادي ومهني متطور.
وترى الشابة لينا المساعيد أن أهمية المراكز الشبابية تكمن في توفير البيئة الحاضنة لمختلف حقول الإبداع وترعاها، الأمر الذي يعد بمثابة فرصة لتعزيز الأفكار الريادية القائمة على الابتكار والإبداع والتميز.
وتبين أنها تعمل بالرسم بعد أن تخرجت من الجامعة الهاشمية في تخصص "التربية الفنية"، لتجد أبواب المركز مفتوحة أمامها لتمارس هذا النوع من الإبداع وتطوره، حيث أصبحت مدربة في هذا المجال بعد ان اجتازت الدورات اللازمة، داعية الأهالي إلى تشجيع أبنائهم وبناتهم في الانخراط بالمراكز الشبابية والمشاركة فيها، ما ينعكس إيجاباً عليهم وعلى المجتمع بصفة عامة.
من جانبه، أكد الشاب إبراهيم الخليفة، على أهمية المشاركة والانخراط في المبادرات الملكية المعنية بالعمل الشبابي والنهوض به، مبيناً أنه قام مع مجموعة من زملائه باطلاق مبادرة تعنى بجمال البادية عن طريق الصور والفيديو تحت عنوان "البادية في عيون أبنائها"، حيث قاموا بالتقاط نحو 35 صورة تبين جمال البادية وروعتها وتعاين الواقع التراثي والبيئي للمنطقة.
أما الشابة سمر العظامات، التي تحمل درجة البكالوريوس في الكيمياء وتخرجت قبل عام تقريباً، فلم تجد سوى مركز شباب البادية الشمالية لتعلم اللغة الإنجليزية مجاناً، الأمر الذي دفعها للإستفادة من الدورات المختلفة التي يعقدها المركز بعد أن خاضت التجربة وتحققت الفائدة المرجوة بصورة عامة.
وتشجع سمر زميلاتها على خوض غمار التجربة والالتحاق بالمراكز الشبابية والاستفادة من البرامج التي تقدمها المراكز الشبابية، وعدم الانتظار لحين الحصول على الوظائف، بل السعي نحو تطوير الذات وتسويقها.
من جانبه، قال رئيس مركز شباب البادية الشمالية عارف القطعان، إن هذا المركز يخدم شريحة كبيرة من شباب وشابات المنطقة، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة التي تهدف إلى تمكينهم وزيادة مشاركتهم الفاعلة في تنمية مجتمعاتهم المحلية، لافتاً في الوقت ذاته الى الدورات التي يقدمها المركز والتي تشتمل على التصوير، وإعداد المدربين، وتعليم الحرف والأشغال اليدوية، والفنون الأخرى كالرسم والنحت وغيرها.
وأشار إلى سعي المركز بالشراكة مع مختلف المؤسسات العامة والخاصة، لإيجاد برامج تشغيلية للشباب، الأمر الذي يسهم في دفعهم نحو البحث عن فرص تشغيلية مختلفة وذات جدوى إقتصادية بوجه عام.
وفي ذات الصدد، قال وزير الشباب بشير الرواشدة، أن برامج وخطط واستراتيجية الوزارة تهدف إلى النهوض بواقع العمل الشبابي في البادية الشمالية وجميع مناطق المملكة، وصولاً لتعميم التجارب الناجحة والاستفادة منها، وإيجاد بيئة صحية حاضنة للإبداع والإبتكار والتميز بين شبابنا.
وأضاف أن الوزارة تعمل على تطوير البيئة المحفزة للعمل الشبابي في المملكة، إلى جانب حرصها على متابعة برامج ونشاطات ومبادرات المراكز الشبابية والعمل على تطويرها ورفع سويتها بشتى الوسائل المتاحة، مبيناً أن الوزارة تعمل مع مختلف الهيئات الدولية والقطاع الخاص لإنشاء مراكز شبابية نموذجية.
من جانبه، عرض أمين عام وزارة الشباب الدكتور ثابت النابلسي محاور الاستراتيجية الوطنية للشباب للأعوام 2018-2020، التي تقوم على التعليم والتكنولوجيا، والتمكين الاقتصادي والريادة، والصحة والرياضة، والمشاركة والمواطنة، والأمن والسلم المجتمعي، وسيادة القانون والحاكمية الرشيدة.
وأشار إلى أن آلية عمل الوزارة في متابعة البرامج الشبابية وقياس أثرها النوعي على الشباب، تكمن في اعتماد مؤشر الأداء الكمي لقياس الوصول للشباب بالبرامج والمشاريع المختلفة، بحيث يكون مؤشر الأداء النوعي هو المخرج الحقيقي للبرامج والأنشطة التي تنفذها الوزارة انسجاما مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للشباب بوجه عام.