صفقة القرن ومصباح د.يوجين!

تم نشره الأحد 01st تمّوز / يوليو 2018 08:10 مساءً
صفقة القرن ومصباح د.يوجين!
د.عزت جرادات

أبحث عن مصباح ديوجين، ذلك الفيلسوف الإغريقي الذي كان يحمل مصباحه ليل نهار للبحث عن الحقيقة! أظن إن كثيراً من الكتاب والقراء العرب قد أصابهم (صداع الرأس) في ملاحقتهم للصفقة التي أطلق عليها (صفقة القرن) ، فمفهوم الصفقة إن ثمة طرفين على الأقل مشتركان فيها: فكرة وإعداداً وتسويقاً، وتكون هناك شفافية في الصفقة، وتعرفها الإطراف المعنية دونما حاجة لمصباح ديوجين.

أما هذه الصفقة فلا يعرف عنها بوضوح وشفافية أكثر من تسريبات الصحافة وبخاصة الغربية والأمريكية تحديداً، فتتصدى لها الأقلام والتحليلات السياسية، والتي تكون كما يقال (أخماساً في أسداس). ولعل أخطر ما يقال أن الصفقة ( تتمتع) بقبول بعض الجهات العربية، وممارسة الضغوط لقبولها. وفي الوقت نفسه تؤكد الاجتماعات العربية تمسكها (بحل الدولتْين) وبالخيار الاستراتيجي الوحيد، وهو السلام الشامل الذي تعبر عنه المبادرة العربية.

أين هي الحقيقة إذن؟ هل يمكن لأي جهة عربية أو غربية أو شرقية اطلعت على تفاصيل هذه الصفقة إن تتحدث عنها بوضوح؟! إن من حق الشعوب العربية إن تكون ملمة على الأقل ببعض عناصر هذه الصفقة والتي تعتبر من أخطر الأمور وتهدد المصير العربي: فالقدس وحق العودة مؤجلة لمفاوضات لاحقة، وحدود الرابع من حزيران (1967) تخضع لتعديلات لخدمة المصالح الإسرائيلية وأمن الحدود يخضع لسلطات إسرائيلية من جميع الجهات، وتكون الإدارة الفلسطينية مسؤولة عن غرّة ومناطق (أ و ب، وأجزاء من مناطق ج) في الضفة الغربية، ثم تأتي المحادثات الإقليمية العربية الإسرائيلية للتوصل إلى معادلة السلام النهائي، وحتى تدرك الشعوب العربية جوهر الحقيقة، فإنها بحاجة ملحة (لمصباح ديوجين ) ليؤكد لها هذه التسريبات أو يدحضها، إلا إذا كشفت عنها إي جهة أتيح لها الاطلاع عليها، فالموقف يتطلب عدم انتظار إعلان أو إطلاق هذه الصفقة من قبل صاحبها، كما يتطلب التحرك العربي، على هشاشته إقليمياً ودولياً، لتفعيل الحل الذي اعتمدته الشرعية الدولية، وأوكلته إلى اللجنة الرباعية: الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة، والقائم على ما يسمى (حل الدولتينْ) باعتباره يمثل أدني طموحات الشعب العربي الفلسطيني خلال مائة عام من الصراع العربي- الصهيوني.

وإذا لم يتم هذا التحرك العربي، فإن ذلك يعني ببساطة انتظار (صفقة القرن) على نمط مسرحية (بانتظار المخلص غودو) للكاتب المسرحي الايرلندي (ببكيت)، والذي لم يعد، وتظل الشعوب العربية تبحث عن (مصباح ديوجين) ليكشف لها الحقائق.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات