العبادي من الحزب الى الدولة

تم نشره السبت 21st تمّوز / يوليو 2018 06:43 مساءً
العبادي من الحزب الى الدولة
هادي جلو مرعي

من سوء حظ حزب الدعوة إنه قاد السلطة في العراق بلاسلطة، ولم يصنع دولة، بل تحول الى غرض يرمى بالسهام، مع عدم قدرة على الإمساك بخيوط اللعبة السياسية، فمن يأتي من المعارضة والهجرة الى قيادة بلد متمرد تعصف به المحن ليس كمن تدرج في الأمور حتى تمكن منها كما هو الحال مع حزب البعث الذي قاد بالنار والحديد، وتمكن من البقاء لعقود، ولولا التدخل الأمريكي لما كان ممكنا التفكير جديا بهزيمته وإسقاطه.
حزب الدعوة الذي إستقبل عشرات آلاف العراقيين كسياسيين وناشطين في صفوفه بعد 2003 دفع الثمن غاليا، فمعظم هولاء لايعرفون عن الحزب شيئا، ولايؤمنون به، وكانوا من المهمشين في ظل حكم البعث، وهم كملايين من العراقيين الذين ينتظرون اللحظة التي يتنفسون فيها هواءا تنتعش به نفوسهم فإنشغلوا عن ادبيات الدعوة بمناصب وإمتيازات ولم يهتموا بعلاقة الحزب بالمجتمع، كما إن ظهور قوى شيعية فاعلة أسهم الى حد بعيد في تقليص مساحة حضوره خاصة وإن هذه القوى كانت تلعب دور المعارض، ولم تكن جزءا مهما من السلطة حتى لو وجدت فيها، والثقافة السائدة في العراق تسلط الضوء على من في المقدمة وتتجاهل من في المواضع الأخرى، عدا عن المشاكل التي ضربت البلاد في مجالات مختلفة أمنيا وإقتصاديا وسياسيا وألصقت التهمة بالحزب بإعتباره في الحكم.
حيدر العبادي الذي جاء الى رئاسة الوزارة في وقت عصيب، وكانت القوى الإرهابية للتو سيطرت على مناطق من غرب وشمال الدولة، وكان دخول داعش الى الموصل في يونيو2014 صادما، تعامل بطريقة مختلفة مع قضايا كانت مؤثرة لجهة الإستمرار في إضعاف الدولة، لكنه أحرج خصومه وحلفاءه حين تمكن من فرض نموذج رجل الدولة، وليس الحزب، ومن خلال هذه الإشارة الجيدة وصل الى مستوى تفاهمات مع القوى الشيعية والسنية، وحتى الكردية، ماأدى الى إحتواء العنف، وخفف من الإحتقان الطائفي، وإتخذ إجراءات إقتصادية بدت صادمة، لكنها ضرورية نتج عنها وقف نزيف الإقتصاد الوطني، وهيأ لمرحلة تعامل دولي إيجابي مع العراق، وهو أمر جدير بالإهتمام لأنه يعيد للدولة دورها على حساب القوى الحزبية.
خصومه سعداء بتظاهرات الشيعة في الجنوب. بعض القوى السياسية برغم المدة الطويلة التي قضتها في الحكم ماتزال تعيش مراهقة سياسية ولاتنظر الى المستقبل إلا بمقدار ماتجد فيها مصلحتها وحسب.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات