ترحيل جمعية رعاية (المعوقين) في الحسا من مبناها بسبب "تصدعه"
المدينتة نيوز:- لم يأتي بذهن ام طالب ان الحال سيودي بجمعية المعوقين التي اسستها هي ومجموعة من نساء لواء الحسا للعناية بهذه الفئة الانسانية من المعوقين، ان يؤول بها الحال بلا مبنى جراء قرار اداري من بلدية الحسا بإخلاء المبنى الذي منحتهم اياه قبل سنوات.
واشتكى عدد من اولياء امور وربات اسر المعاقين والذين تتحفظ وكالة الانباء الاردنية (بترا) عن ذكر اسمائهم بطلب منهم لطرح هذا الموضوع علنا لحساسيته الاجتماعية في وسط مجتمع محافظ بزيارة الجمعية، مطالبين بضرورة مساعدة الجمعية الوحيدة التي تعتني بأبنائهم المعوقين والوقوف على اوضاعها والاطلاع على حالها المؤلم جراء تقصير العديد من الجهات الرسمية والاهلية.
وقالت رئيسة جمعية الامير هاشم للمعوقين فلاحة الجررة (ام طالب) لوكالة الانباء الاردنية "بترا" خلال زيارة مبنى الجمعية القديم الواقع في اقاصي البلدة القديمة انها قامت باستئجار هذا البيت القديم بايجار 100 دينار لا يفي بالغرض لخدمة هذه الفئة المهمشة من المعوقين الذي يتجاوز عددهم 70 معوقا في بلدة الحسا التي تبعد عن مركز تأهيل المعوقين التابع لوزارة التنمية في محافظة الطفيلة 65 كم".
وتابعت حديثها والالم يعتصر قلبها خوفا من ان يصل الحال بها وزميلاتها اعضاء الجمعية لاغلاق هذه الجمعية التي كانت الشمعة التي اضاءت عتمة الحياة ببيوت تلك الاسر التي تأوي بمنازلها مثل هذه الحالات الانسانية ولا حول ولا قوة بيدهم ليقدموا المساعدة لهم، نظرا لحالات الفقر الشديد للعديد من تلك الاسر او لغياب التوعية والتثقيف لرعاية هذا الفئة التي تستحق ان يقدم لها اقل ما يمكن من الخدمة الانسانية من قبل مؤسسات المجتمع كافة.
ولفتت الى ان تلك الاسر المبتلاة بأعز شيء عليهم وهم ابناؤهم غير قادرين ان يقدموا الخدمة المناسبة والتعامل الانساني المناسب او تعليمهم بما يتناسب مع قدراتهم، مشيرة الى ان هذا الجهد يحتاج الى مؤسسات رعاية وتأهيل متخصصة ومدعومة من الحكومة والمؤسسات الحكومية في كل منطقة لكن ما حدث مع الجمعية الوحيدة التي تهتم بهذه الفئة هو العكس.
وعبرت رئيسة الجمعية عن عتبها على شركة مناجم الفوسفات التي وافقت على تأجير الجمعية مبنى قديم تملكه الشركة ببلدة الحسا مقابل اجره سنوية تبلغ 4500 دينار، رغم ان المبنى يحتاج الى صيانة كاملة.
ويجدر الاشارة الى ان جميع اسر المعوقين التي زارتها وكالة الانباء الاردنية "بترا" برفقة رئيسة الجمعية واحدى عضواتها، رفضت بشدة التقاط صور لابنائها المعاقين، ولكنهم تحدثوا بمرارة عن حال ابنائهم ومعاناتهم الكبيرة بعدم القدرة على رعايتهم وتكلفتها العالية عليهم وقلة المعرفة والتثقيف عن معاملة مثل هذه الحالات.
وكانت الجمعية تقدم الخدمة لهذه الفئة من خلال ممرضات مؤهلات ومتخصصات بكيفية التعامل مع تلك الحالات ورعايتها واساليب تعليمها.
وقال رئيس بلدية الحسا ابراهيم ابو جفين ان سبب اخلاء هذا المبنى كونه قديم وفيه اثار تصدع وكان يستعمل من قبل الجمعية لحضانة أطفال وبعض أصحاب الاعاقات، وخوفا على حياتهم طلبت البلدية من وزارة البلديات الكشف الفني وكان هناك قرار بعد الكشف من قبل لجنة مختصة بإزالة البناء والاحتفاظ بالارض للبلدية.
واشار الى ان البلدية منحت جمعية المعاقين حق استخدامه 5 سنوات متتالية لكن بسبب الخوف على حياة الاطفال والمسؤولية بعدم السكوت على الوضع تم الطلب بعدم استخدامه نظرا لخطورته من قبل مستخدميه، ولم يكن بحوزة البلدية مبنى أخر لمنحهم اياه.