وفاة حنا مينة .. الروائي الذي جارى " غوار " في دعم الأسد

تم نشره الثلاثاء 21st آب / أغسطس 2018 05:59 مساءً
وفاة حنا مينة .. الروائي الذي جارى " غوار " في دعم الأسد
حنا مينة ابن اللاذقية رفض مناصرة الشعب السوري في ثورته

المدينة نيوز  - : نعت وكالة سانا التابعة للنظام في سوريا  اليوم الثلاثاء الكاتب والروائي   حنا مينة، عن عمر ناهز 94 عاما، حسبما أفادت وكالة "سانا" الرسمية.

 

ولد الروائي حنا مينة في مدينة اللاذقية عام 1924، وهو أديب الحقيقة والصدق، عصامي ساهم في إغناء الرواية العربية وعمل باجتهاد حتى أجاد وأبدع.

 

أما عن بدايته الأدبية فقد كانت متواضعة، تدرج فيها في كتابة العرائض للحكومة ثم في كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.

 

 ساهم حنا مينة مع لفيف من الكتاب اليساريين في سوريا عام 1951 بتأسيس رابطة الكتاب السوريين، عندما نظمت الرابطة عام 1954 المؤتمر الأول للكتاب العرب بمشاركة عدد من الكتاب الوطنين والديمقراطيين في سوريا والبلاد العربية، وكان له دور كبير في التواصل مع الكتاب العرب في كل أنحاء الوطن العربي.

 

كان أدب حنا مينة واقعيا، وقال عن نفسه إنه كاتب الواقعية الاشتراكية، ويرفض الواقعية باعتبارها مدرسة في التعبير الأدبي تأخذ الواقع كما هو، فالواقع في الحياة في رأيه يصير واقعا فنيا في العمل الأدبي.

 

 ونشر  الكاتب والاديب السوري  جان صالح في وقت سابق  مقالا عن  حنا مينة قائلا :

حنا مينه، نستطيع أن نصنفه بأنه من المثقفين المتخاصمين مع الثورة السورية، أو المختلفين مع الشعب الثائر ضد نظام الأسد وحكم البعث. قد يكون ذلك لأسباب أيدولوجية، حيث قناعاته الثورية أو السياسية لا تتطابق مع مبادئ الثورة السورية، تحت مظلة أنها ثورة إسلامية تخرج من المساجد، كما فعل أدونيس.

لكن هذا التبرير غير الواعي واللامنطقي يحاول الهروب من مواجهة النظام وقمعه لكل مفاصل الحياة السورية، ومن الانحياز لصوت العامة الذين يعيشون في دولة المهانة والخوف منذ الستينيات، ولهذا كان موقف حنا مينه سلبيًا جدًا في الثمانينيات من قيام النظام باعتقال وتعذيب وإذلال السوريين مصرحًا بأنه لن يكتب قصصًا أبطالها من المدن التي تبدأ بحرف الحاء "حماة وحلب، وربما حمص".

وهذه لغة إيحائية سياسية، فالروائي التقدمي والشيوعي ينسب ما جرى في سوريا في تلك السنوات إلى مدن سورية، ويربط تلك المحافظات وما جرى فيها، بطرف ذي عقيدة سياسية رجعية، دفعته للصمت على قتلهم بالقصف والسجون والتعذيب، واليوم وضع الروائي الكبير نفسه في خانة المثقف الصامت تجاه ما يجري في بلده، أو صمته ذاك كان هو موافقة ضمنية على كل هذا القمع والفوضى في سبيل الحرية ونهاية ديكتاتور.

إنه لم يبد موقفًا واضحًا من الثورة السورية، التي أظن أنه كان يعتقد بسبب خلفيته السياسية كاشتراكي راديكالي أنها ليست ثورة حريات، بل جماعات إسلامية مسلحة بأيد خارجية "كما لسان حال السلطة". لكن تبقى الحقيقة غامضة ونتساءل: هل كان حنا مينه خائفًا أن يرفع صوته كمثقف كبير، وأن يقف مع الشعب الفقير في الواقع، وليس فقط بين صفحات الكتب والخيال؟

من الناحية الأدبية تبقى أعماله ونتاجه الإبداعي خالدًا ومنبعًا للأجيال القادمة، لكن ستبقى هذه النقطة المتعلقة بصمته عن جرائم الإبادة بحق الشعب السوري من قبل نظام الأسد حبرًا أسود في صفحاته كماركسي الفكر، وروائي الفقراء والكادحين منذ مراهقته ومن خلال كل رواياته التي عكست هذا الواقع الاجتماعي السوري، فالسوريون غاضبون من كل مثقف سوري لا يقف مع حقهم في الحريات والتغيير، ولم يمنعهم من النقد الشديد بحق أدونيس "رغم نتاجه المبدع".

فبتصوري المبدع هو نتاج مجتمعه، وعليه أن يكون حقيقيًا مع البسطاء في طموحاتهم وأحلامهم في التغيير وحكم الشعب للشعب، لا أن يكون متناقضًا مع فلسفته الثقافية وما يكتبه في مدن الكتابة، ورغم أن حنا مينه قال إن الحرية أهم من الخبز، لكن صمته الغامض ترك وراءه لغزًا حول الحرية والخبز وصوته مع الأشقياء والفقراء من صانعي الثورات.

وعودة إلى مواقفه السياسية ، فقد رأى الكثير من المراقبين والنقاد بأن  الأديب الراحل كان يجاري في دعم الأسد الفنان السوري " غوار الطوشة " دريد لحام الذي صدع رؤوس العرب بمسلسلاته ومسرحياته وافلامه  عن الحرية ليفاجأ القارئ العربي بأن          كل ذلك لم يكن سوى خدعة تنفيسية سمح بها الأسد الأب للممثل  دريد لحام  ابن طائفته في اللاذقية ، وعندما انطلقت الثورة السورية ووقعت المذابح بأبناء الشعب السوري وقف هذا الأديب الذي كان يزعم أنه شيوعي وماركسي ومع الفقراء والمضطهدين صامتا لاعتقاده بأن كل الشعب السوري أرهابيون اسلامويون.

حنا مينة ودريد لحام وجهان لعملة واحدة ، هكذا قيل عنهما باختصار .
  



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات