جنبلاط يعلن تأييد حزب الله في رئاسة الحكومة اللبنانية
المدينة نيوز - قال زعيم الطائفة الدرزية اللبنانية اليوم الجمعة إنه لم يعد يؤيد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وإنه يساند المعارضة بقيادة حزب الله في المشاورات التي تجرى الأسبوع المقبل لتسمية رئيس وزراء جديد. وقال وليد جنبلاط في مؤتمر صحفي \\\"سوف اؤيد المعارضة(حزب الله) وسوريا\\\". وبذلك يتحدى جنبلاط حليفه منذ وقت طويل الحريري الذي يسعى للعودة لرئاسة الحكومة عقب انهيارها في وقت سابق من الشهر الحالي بعد انسحاب حزب الله في نزاع على تحقيق للأمم المتحدة في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005 . وتتألف كتلة جنبلاط النيابية من 11 نائبا وتعتبر كتلته وازنة في تسمية رئيس الحكومة ، في ظل الانقسامات السياسية الحالية التي تشهدها الساحة اللبنانية وهو الذي أعلن مرارا أن موقعه السياسي يقع في الوسط. وقال جنبلاط إن البلاد وصلت\\\"إلى مفترق ومنعطف خطير\\\"واعتبر أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، التي تنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري \\\" أخذت بعدا سياسيا بامتياز صار يهدد الوحدة الوطنية والأمن القومي\\\". وأوضح أن \\\" التسريبات المتنوعة والمتكررة في صحف عربية ودولية \\\" تؤكد هذا البعد السياسي المشبوه للمحكمة، مشيرا إلى أن مسار هذه المحكمة تحول وأصبح \\\" بمثابة أداة تخريب\\\". ورأى أن المحكمة\\\"خرجت عن مسار العدالة لتدخل في بذار السياسة وسوق الابتزاز، والابتزاز المضاد\\\". وأشار إلى أن المبادرة العربية كانت واضحة وكانت \\\"تنص على إلغاء ارتباط لبنان بالمحكمة من خلال إلغاء بروتوكول التعاون ووقف التمويل وسحب القضاة\\\". وقال جنبلاط إنه أيد \\\"المبادرة العربية لأنها تشكل حلا للأزمة الراهنة\\\" ، مشيرا أن كل الأطراف المعنية وافقت عليها. وأشار إلى أنه اتفق مع الرئيس السوري بشار الأسد \\\"على الخروج من الأزمة ...وتثبيت بنود تلك المبادرة من خلال البيان الوزاري عبر النقاط الآنفة الذكر وهي موجودة ومصدقة من الأسد ونصر الله والحريري\\\". وأضاف أن \\\" قوى دولية لم تكن لتوافق أو تحبذ أو تقبل بحصول تقارب سوري-سعودي يمكن التوصل من خلاله إلى تسوية لبنانية-لبنانية تردع مفاعيل المحكمة وقرارها الظني السري نظريا والمعلن في كل وسائل الإعلام الأمر الذي ضرب كل مصداقية المحكمة وأكد أنها مسيسة\\\" . ووصف جنبلاط تزامن تسليم القرار الظني مع موعد الاستشارات النيابية بأنه\\\" تزامن مريب ومشبوه\\\" معتبرا أنه حصل \\\" في سياق التخريب على المبادرة العربية\\\". وكان رئيس الجمهورية أعلن عن تأجيل الاستشارات النيابية إلى الإثنين المقبل حيث سيكون رئيس الحكومة المقبل من يحوز على أكبر عدد من أصوات النواب البالغ عددهم 128 نائبا . يأتي تأجيل الاستشارات وسط انقسام حاد بين السياسيين اللبانيين حيث يؤيد فريق منهم عودة رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري إلى منصب الرئاسة الثالثة في لبنان، بينما يرفض فريق المعارضة عودة الحريري إلى هذا المنصب. وأكد جنبلاط على\\\"تلازم مسار العدالة مع مسار الاستقرار\\\" مشيراً إلى أن\\\"اعتراضات على موقفه واجهته \\\" من سفراء من هنا أو مبعوثين من هناك يريدون للمحكمة الدولية أن تكون أداة اقتصاص وابتزاز\\\". وأبدى جنبلاط تقديره لما\\\"أعلنه الحريري أمس وفقا لمنطق الديمقراطي الذي تتميز به الحياة السياسية اللبنانية\\\" ، معتبراً أن \\\" أي خروج عن هذا المنطق أو لجوء إلى الشارع من هنا أو هناك\\\" هو خيار \\\"يزيد التشنج ولا يخدم القضية المركزية في الحفاظ على منجزات المقاومة\\\". وأشار إلى ضرورة الأخذ بالاعتبار \\\"طموحات اللبنانيين في قيام دولة مستقرة ورافضين كل حملات التشهير والازدراء من أي جهة أتت ، منبهين مسبقا من الممارسات الكيدية التي اعتمدت سابقا\\\" . وأعتبر أن\\\"أي قهر أو قهر مضاد مخالف لأعراف التوافق والتقاليد اللبنانية \\\" ، وأن أي محاولة \\\"إلغاء لطرف آخر محاولة لا تولد إلا التشرذم\\\". وأمل جنبلاط أن يشكل موقفه \\\"فرصة ومتنفس لاستعادة الهدوء والاستقرار\\\". إلا أن إعلان جنبلاط لم يردع أنصار الحريري. وقال أحد أنصار الحريري ، النائب أحمد فتفت ، لوكالة الأنباء الألمانية \\\"ما زلنا نؤمن أننا أصحاب اليد العليا في تسمية رئيس الوزراء الجديد\\\". وقال نائب أخر مصطفى علوش إنه إذا ما خسر الحريري ، فإن حلفاءه لن يشاركوا\\\" في حكومة برئاسة حزب الله \\\". ويمتلك حزب الله 57 مقعدا في البرلمان بينما يسيطر الحريري على 60 مقعدا. ويرأس الحريري حاليا حكومة لتصريف الأعمال انتظارا لنتيجة المشاورات المقرر أن تجرى أوائل الأسبوع المقبل بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان والبرلمان. إلا أن مصادر قريبة من الرئيس اللبناني توقعت احتمال تأجيل المشاورات المقبلة لتمهيد الطريق أمام المزيد من المباحثات وجهود الوساطة من جانب دول المنطقة مثل سوريا وتركيا وقطر والسعودية.(وكالات)
