"عين على القدس" يفتح ملف "أسرلة" المناهج في القدس
المدينة نيوز :- قال رئيس اللجنة الأهلية للدفاع عن المناهج التعليمية في القدس، راسم عبيدات، أن هناك خطة سياسية ممنهجة ومدروسة من المستوى السياسي في اسرائيل، وتحديدا من قبل وزير التعليم الاسرائيلي زعيم حزب البيت اليهودي المتطرف ،نفتالي بينيت، للسيطرة على العملية التعليمية بشكل كامل في مدينة القدس، والعودة بالتعليم الى ما حاول الإحتلال القيام به بعد عدوان عام 1967، حين سيطر على المدارس الحكومية في المدينة، وحاول أن يفرض المنهاج الإسرائيلي على الطلبة الفلسطينيين في المدينة المقدسة، بدل المنهاج الأردني الذي كان معمولا به في الضفة الغربية .
وأضاف عبيدات في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الإثنين، أن حكومة الإحتلال تشعر أن الظروف مواتية الآن للقيام بعملية فرض المنهاج الإسرائيلي على الطلبة الفلسطينيين في مدينة القدس، خصوصا أن هناك خطة حكومية في هذا الإتجاه، مشيرا الى الخطة الحكومية وضع لها أكثر من ملياري شيكل، وتسمى دمج المقدسيين الفلسطينيين في الإقتصاد والمجتمع الإسرائيلي، ويخصص من هذه الميزانية حوالي 975 مليون شيكل لأسرلة التعليم والمنهاج في مدينة القدس، و 715 مليون شيكل من أجل بناء مدارس جديدة وصيانة المدارس القائمة وفتح مدارس للتعليم التكنولوجي المهني ، يفرض عليها تعلم اللغة العبرية .
وأوضح أن العملية التعليمية في مدينة القدس تخضع لخمس مظلات تعليمية ، أكبرها المظلة التي تتبع حكومة الإحتلال الذي يسيطر على قرابة 43 بالمائة من العملية التعليمية بشكل مباشر، وهي المدارس التعليمية التي سيطر عليها مباشرة بعد الإحتلال، وهناك مدارس تتبع التعليم غير الرسمي، تسمى محليا بمدارس المقاولات، بالإضافة الى أن الإحتلال يتدخل في جزء من المدارس الخاصة في مدينة القدس .
وقال عبيدات أنه في إطار المواجهة والتصدي لمشروع أسرلة العملية التعليمية في مدينة القدس، لا بد من توفر عدة عوامل، مشيرا الى أن ما تقدمه الصناديق العربية والإسلامية لدعم العملية التعليمية في القدس هي أموال متواضعة جدا، مقارنة مع ما ترصده حكومة الإحتلال للسيطرة على العملية التعليمية في القدس.
واعتبر مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل، أن هذا العام من أصعب الأعوام الدراسية مع هذه الهجمة التي تمّ تمويل مبلغ كبير لها يقدر بنصف مليون شيكل للتعليم فقط، مما سيؤثر على واقع التعليم في مدينة القدس، لأن هذه الأموال تهدف الى تشويش النظام التعليمي، وليس لإعادة تنظيمه او ترتيبه، من أجل هيمنة الإحتلال على التعليم في القدس .
وأشار الى أن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تعمل جاهدة لحماية التعليم في القدس من خلال توفير منح، وتوفير الكتب مجانا ودعم المدارس الخاصة، وتوفير أنظمة تعليمية وبرامج تدريبية خاصة للمعلمين في جميع مدارس مدينة القدس .
وأعرب مدير كلية الشهاب المقدسي الدكتور أمجد شهابي، عن خشيته الكبيرة نتيجة استمرار الإحتلال بتحقيق نتائج على أرض الواقع، ومدى تأثير ذلك على المستقبل التعليمي الفلسطيني، ان لم يتم تدارك هذه الحالة بأسرع وقت.
وفي المحور المتعلق بتحدي تهويد القدس للوصاية الهاشمية على المقدسات، أكد رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب، النائب يحيى السعود، أن القدس والمقدسات ليس لها إلا الهاشميين، مشيرا الى أنه ما التقى يوما بجلالة الملك، إلا وكان همّه موضوع القدس والمقدسات، وهذا واضح في كل الزيارات واللقاءات والإتصالات التي يجريها جلالة الملك مع قادة العالم .
وأكد أنه ليس هناك أقرب للشعب الفلسطيني وقضيته من الشعب الأردني وقيادته، مشيرا الى أن الوصاية الهاشمية على المقدسات بدأت منذ عام 1924، وبالتالي هي وصاية تاريخية وممتدة تؤكدها مواقف ورسائل جلالة الملك السياسية في كل المؤتمرات واللقاءات، بأن الهاشميين لن يتخلوا عن وصايتهم ورعايتهم للمقدسات .
وناشد السعود القيادات العربية والإسلامية والشعوب العربية والإسلامية كافة توفير الدعم القوي لقضية القدس والمقدسات، ومساندة الأردن في وصايته على المقدسات .
وتحدث السعود عن النشاطات التي تقوم بها لجنة فلسطين النيابية التي هي من اللجان الفاعلة في مجلس النواب، مشيرا الى اجتماع اللجنة الذي تمّ أمس الإثنين مع وزير الخارجية حول الأزمة التي تعانيها وكالة (الأنروا) نتيجة القرار الأمريكي بقطع معوناتها عن الأنروا التي تشكل عنوانا أمميا لمأساة الشعب الفلسطيني، وتقليص خدماتها يعمّق محنة اللاجئين، مشيرا الى أن وزير الخارجية أطلعهم على الجهود المبذولة في هذه القضية، وردود الفعل الإيجابية للعديد من الدول الأوروبية تجاه القرار الأمريكي، الذي يزيد من الضغوطات على الأردن .
كما تحدث السعود عن اللقاء الآخر الذي تمّ بالأمس مع وزير الأوقاف من أجل التحضير لمؤتمر شعبي عالمي لإسناد دور الأوقاف الأردنية في القدس ورعاية المقدسات، والوصاية الهاشمية على المقدسات، مشيرا الى أن اللجنة ستقوم بالتحضير لهذا المؤتمر الشعبي بداية الشهر القادم، بالتعاون مع وزارة الأوقاف التي تقوم بجهود جبارة في يتعلق برعاية المقدسات، حيث تم الحديث في اللقاء عن برنامج المؤتمر، وآليات التنسيق الثنائية التي سيتم من خلالها دعوة أكثر من ألف شخصية لهذا المؤتمر من سياسيين وأكاديميين وعلماء ومفكرين ورجال دين مسيحيين وفعاليات نسائية .
وقال السعود ان لجنة فلسطين النيابية تتابع كل ما يجري للقدس والمقدسات مع الوزراء المعنيين والجهات ذات الصلة للتصدي للسياسات الإسرائيلية في القدس، بحدود إمكاناتها وصلاحياتها في ظل الموقف الوطني المتكامل الذي يعبر عنه جلالة الملك باستمرار، بأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وأن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته، هو مسجد إسلامي خالص يخص المسلمين وحدهم.
ولفت السعود الى خطورة القرار الذي صدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية، بالسماح للمستوطنين اليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى، .
وحذّر السعود من أنه اذا لم يتم اتخاذ القرارات التي تشكل اجراءات رادعة للقرار الإسرائيلي، وإذا لم يكن هناك وقفة من أهل القدس وفلسطين الذين يشكلون رأس الرمح، بإسناد من شعوب الأمة العربية والإسلامية، للضغط على الحكومات والرأي العام العالمي، فسوف ينجح الإحتلال في تنفيذ مخططه بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، مثلما حصل للحرم الإبراهيمي الشريف .
--(بترا)