زيادة الرواتب.. ماذا عن البقية ؟

تم نشره الأحد 23rd كانون الثّاني / يناير 2011 01:11 صباحاً
زيادة الرواتب.. ماذا عن البقية ؟
سلامه الدرعاوي

حزمة القرارات الاقتصادية الاخيرة التي اعلنتها الحكومة في الاسبوعين الماضيين كلفت الخزينة اكثر من 320 مليون دينار, كان آخرها زيادة رواتب العاملين والمتقاعدين 20 دينارا كعلاوة غلاء معيشة بكلفة 168 مليون دينار, ورغم ذلك فالحكومة تصر على انها ملتزمة بالعجز المستهدف في الموازنة.

هذا يؤكد ان الموازنة تتمتع بمرونة كبيرة وتقديرات فضفاضة تسمح للمعنيين باتخاذ قرارات من النوع السابق دون التأثير او المساس بالعجز, ولا غرابة في الموضوع, فبند النفقات الرأسمالية يتضمن مشاريع نظرية لا تؤثر على النمو ولا ينطبق عليها اية معايير اقتصادية, لا بل ان بعضها باستطاعة الحكومة تأجيله لسنوات وتوفير مخصصاته لشبكة الامان الاجتماعي كما هو الحال في مشروع السكك الحديدية المرصود له 150 مليون دينار.

على اية حال فان القرارات الاقتصادية الاخيرة جاءت متأخرة لان الاساس ان تكون تلك القرارات مترجمة بمشروع قانون الموازنة الذي هو الان في مجلس النواب, حيث ان الحكومة اعلنت انه لا تعيينات ولا زيادات, وفجأة وبعد موجة الضغط الشعبي تخرج الحكومة علينا بتلك القرارات التي اعتبرها البعض- بغض النظر عن تواضعها -مكسبا شعبيا.

زيادة الرواتب الاخيرة البالغة 20 دينارا شملت ما يقارب الـ 680 الف موظف يأخذون رواتبهم من الخزينة العامة, والمبلغ في الحقيقة لا يشكل سوى القليل لمواجهة التزامات الاسر الاردنية موجة الغلاء, والاصل ان تكون الزيادة مرتبطة بالتضخم كما اعلنت الحكومة في سنة 2009 على اعتبار ان البرامج الحكومية مسؤولية كل الحكومات وليست حكومة بعينها.

على اية حال هناك الالاف من العاملين والمتقاعدين الذين ينتظرون زيادة رواتبهم لان القرار الحكومي لا يشملهم, فمتقاعدو الضمان والعاملون في المؤسسات المستقلة والجامعات, كلهم بانتظار قرار مشابه من اداراتهم التي هي الاخرى بانتظار ايعاز غير مباشر من الحكومة.

ايضا المشكلة قد تكون هذه المرة للعاملين في القطاع الخاص, فلا يوجد ما يلزم القطاع باتخاذ خطوات مماثلة لقرارات الحكومة في زيادة الرواتب, ناهيك عن ان العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص- الذي بات الكثير منه متعثرا- غير سليمة, ويقدر عدد العاملين في القطاع الخاص باكثر من نصف مليون عامل.

الحكومة مطالبة بان يكون قرارها شاملا كل العاملين واتخاذ ما يلزم من تعليمات لان تطالهم الزيادات على الرواتب, فالقطاع الخاص مطالب هو الآخر بتحمل مسؤولياته تجاه العاملين وعدم التخلي عنهم بحجة انهم غير ملزمين برواتبهم اساسا.

موجة التضخم التي بدأ كابوسها يجتاح العديد من الانشطة والقطاعات تتطلب فهما واقعيا من الجهات الرسمية لتداعياتها, فآثارها لن تقتصر على نسب الارتفاع اساسا, بل ستزيد عن ذلك كثيرا, لان ذلك مرتبط بوعي التجار والحكومة معا, فاقتصاد السوق الحر يتطلب ازالة التشوهات المتمثلة اساسا بالاحتكارات وحالات الهيمنة من البعض, فالتدخل بالسوق ضروري لازالة تلك الاختلالات خاصة في هذه المرحلة, حتى يتسنى للزيادة الاخيرة على الرواتب ان تؤتي ثمارها بدلا من ان تمتصها موجة ارتفاع الاسعار اللامبررة في بعض الاحيان, فتتآكل دخول الاردنيين ونعود من جديد لنقطة الصفر.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات