باحثون يناقشون دور الثقافة في تطور الشعوب

تم نشره الأربعاء 26 أيلول / سبتمبر 2018 09:40 مساءً
باحثون يناقشون دور الثقافة في تطور الشعوب
جانب من القاء

المدينة نيوز :- ناقش مشاركون في "ملتقى الأمن الثقافي"، الذي نظمته مؤسسة عبد الحميد شومان ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، اليوم الاربعاء دور الثقافة في تطور الشعوب ومكونات الهوية الثقافية وبنيتها ومحدداتها التي تخص الفرد.
كما ناقشوا في الملتقى الذي انطلقت فعالياته اليوم في منتدى عبد الحميد شومان ويستمر يومين، أهمية دور الثقافة في تطور الشعوب، وغيرها من الظواهر الثقافية. واعتبرت الرئيسة التنفيذية لـ "مؤسسة شومان" فالنتينا قسيسية في كلمة القتها بافتتاح الملتقى، أن الملتقى ثمرة شراكة مزدهرة ومتواصلة بين مؤسستي "شومان" و"العويس"، مؤكدة الحرص على هذه الشراكة، والسعي إلى تطويرها باستمرار، خصوصا أنها تتيح للطرفين نظرة أكثر شمولية على الواقع الثقافي الذي تعيشه بلداننا العربية.
ورأت قسيسية، أن الملتقى يندرج تحته عشرات العناصر التي يمكن أن نسميها ثقافة، كما يثير أسئلة عديدة حول السبل التي من الممكن أن نحقق من خلالها أمننا الثقافي، وأن نعزز من أدواتنا الثقافية في سبيل الحفاظ على هويتنا وتراثنا.
واشتملت فعاليات اليوم على ثلاث جلسات، الأولى أدارها وزير الصحة الأسبق الدكتور زيد حمزة، وتحدث فيها كل من: الدكتور حسن مدن (البحرين)، والدكتور محسن الموسوي (العراق).
ورأى الدكتور الموسوي في ورقته التي حملت عنوان "مفاهيم الثقافة ومشكلات الحصانة الثقافية في عصر العولمة"، أن مفكري الثقافة يكتبون غالباً عند ظهور منعطفات معينة في تاريخ المجتمعات، على خلاف كتابات الفلاسفة والمفكرين في القرن الثامن عشر في أوروبا، مشيرا إلى أن صاموئيل هانتنجتون، كان سبّاقاً في اصطياد منعطف التحول في سياسة الغرب منذ الحرب على العراق العام 1991، وأن كتاب هانتنجتون "صراع الحضارات"، شكل حصيلة فكرية بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط حائط برلين.
وبين أن قضية الأمن الثقافي باتت تندرج في عصر تكون فيه ثقافة المنثور المطبوع، والمجالسة والمشافهة، أمراً عرضياً إزاء تداول عاصف للمعلومات والمشاهد وعروض "الفرجة"، وهو تداول قابل للخرق والتأليف والتزوير والتدليس. وقال الدكتور مدن في ورقة بعنوان "العولمة في مواجهة الثقافة الوطنية"، إن "التقنيات الحديثة، كما كان الحال فترة الثورة الصناعية، هي وسائل سيطرة ونفوذ بيد القوى النافذة القادرة على إخضاع العالم وغزو أسواقه ببضائعها، تحقيقا لأهدافها الخاصة"، مضيفا "هذا الامر يعني أن البلدان المتخلفة، مهما سعت لمجاراة العالم المتقدم ستظل متخلفة".
وأوضح أنه لفهم آليات الهيمنة في عالم اليوم، يحب أن نوجه النظر نحو البعد الثقافي، الذي هو في الجوهر قوة إكراه، لكنها مخملية الملمس.
ودعا مدن، إلى تحرير الصعد القومية والوطنية الخاصة بالشعوب وتخليصها من نزعات الشعور بالدونية التي أملاها المركز الغربي عليها، ومن المشاعر الشوفينية التي تدفع للتزمت والتعصب، وللعنف أيضا.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها امين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، وتحدث فيها الدكتور فريدريك معتوق (لبنان)، والدكتور مدحت الجيار (مصر) عن "الثقافة بين الانغلاق والتبعية"، أشار الدكتور الجيار إلى أن الأمن الثقافي يعني وجود ثقافة فاعلة وقادرة على حماية نفسها وحماية المؤمنين بها، ومستخدميها، لأن الخطر يأتي من الانغلاق الذي يمنع الثقافة من التمدد والنمو.
وأعتبر أن الانغلاق عدو الثقافة، فهو يغلقها ويجعلها فريسة لأعدائها، فتتحول من الحرية والقوة إلى الضعف والاستسلام، كما أن الجهل وسيلة الهدم الجوهرية للثقافة التي تحولها إلى ثقافة تابعة تحقق أغراض الأعداء. ورأى أن الثقافة المتفتحة القوية تحتاج إلى أمنا ثقافيا يقودها نحو تحقيق الغايات والرفاهية، والأمن هنا، يعني كل أنواع الأمن ومتطلباته المادية والمعنوية؛ لضمان استمرارية دور الثقافة والمثقف في بناء الاوطان. أما الدكتور معتوق تناول موضوع القومية والدين واستغلالهما في لعبة مصالح سياسية، سرعان ما تحوّلت إلى لعبة استقواء واستضعاف، إذ تعتمد ثنائية القوميّة والدين، في طورها الأول، إشكاليّة تقارب.
ورأى أن هذا التقارب يأتي انطلاقًا من مصلحة غالبة لدى أحد الطرفين؛ فالحاجة تبدو متبادلة غير أنه، عند التدقيق، يتبيّن أنها تأتي في لحظة يكون فيها أحد المكوّنين في حالة ضعف أو وهن، ويحتاج بالتالي إلى معاضدة.
أما الجلسة الثالثة التي أدراها الدكتور غسان عبد الخالق، واشتملت على ورقتين، الأولى للدكتور سعيد حمدان (الإمارات) بعنوان "الثقافة بوصفها فعل مقاوم"، والثانية حول "الهوية الثقافية وتحصين الأمة من الذوبان" للدكتور أحمد بو حسن (المغرب)، فقد رأى حمدان أن الثقافة كثيراً ما عانت من مشكلات أمنها الذاتي، وكان نطاقها القومي مدار اشتغالها وفاعليتها، حيث أن العولمة نفسها ما صارت كذلك، أي عولمة، إلا حين حملت على ركاب ثقافي وأنتجت ثقافتها العابرة للحدود.
وأعتبر أن السعادة والمستقبل والشباب؛ هي مكونات للمساهمة في صناعة الأمن الثقافي الذي تبحث عنه الدول المتطورة، وكذلك التسامح الذي يعد أهم مقومات الأمن الثقافي للتغلب على تياري العنف والارهاب.
وأشار إلى أن دولة الامارات قامت بمشاريع استراتيجية تصب في مفهوم الأمن الثقافي، وهي مبادرة "عام 2016.. عام القراءة"، لتمثل خطوة جديدة في مسيرة الدولة نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة والاطلاع على ثقافات العالم.
وذهب الدكتور بو حسن في ورقته "الهوية الثقافية وتحصين الامة من الذوبان"، إلى أن الهوية الثقافية مفهوما متعددا يحتاج من الباحثين إلى تفكيكه وتحليل مختلف علاقاته الداخلية والخارجية قبل الخوض في مختلف تجلياته في الأفراد والجماعات. ورأى أن الشعور بأهمية الهوية الثقافية وما تتعرض لها من نخر داخلي وخارجي، هي مرحلة أساسية في الوعي بهذه الهوية وبالأخطار التي تهددها وتنذرها بالطمس والذوبان، موضحاً أن هناك تصورات كثيرة ومختلفة حول مفهوم الهوية قائمة على خلفيات عرقية وتاريخية ونفسية واجتماعية وغيرها عرفتها التنظيرات للهوية وتحليلاتها.
وبين أن تحصين الهوية يعتمد على تقوية الذات وتمكينها من كل المقومات المادية والفكرية والعلمية والتقنية والتواصلية، كذلك حمايتها من الطمس والذوبان.
وحضر فعاليات الملتقى، من جانب مؤسستي "شومان" و"العويس" كل من: "وزير الثقافة الأسبق الشاعر جريس سماوي، ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين محمد الضمور، والمستشار في سفارة الامارات فيصل آل مالك، والملحق الثقافي في سفارة البحرين ندى الحربان، والمدير التنفيذي لمؤسسة العويس عبد الإله عبد القادر، الأمين المالي - عضو مجلس الأمناء في مؤسسة العويس ناصر العبودي، عضو مجلس الأمناء في مؤسسة "العويس" الدكتور محمد المطوع". ويأتي الملتقى تنفيذاً لمذكرة التفاهم بين مؤسسي "العويس" و"شومان"، العام 2010، وتقتضي تنظيم فعاليات فنية وندوات فكرية واسابيع ثقافية تعقد بين الإمارات والأردن.
--(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات