سلطنة عُمان.. مشهد ثقافي يزاوج بين الأصالة والحداثة
المدينة نيوز:- بين المحافظة على الأصالة والتاريخ، وبين الحداثة والمعاصرة التي فرضت نفسها على الواقع الحياتي بكل تفاصيله، زاوجت عُمان بين هذا وذاك، في مشهد ثقافي واكب العصر وحافظ على التراث باعتباره امتدادا للحاضر.
وحرصت الجهات الثقافية المعنية في السلطنة على المنتج الثقافي الذي يؤرخ للماضي بقدر حرصها على مواكبة الحاضر للتعبير عن المشهد الثقافي العُماني بكل أبعاده، باعتبار عُمان همزة وصل بين ثقافات قديمة وحديثة، وباعتبارها تتوسط إقليما جغرافيا متعدد اللغات والتاريخ والثقافات، وهو ما يشير اليه جهود السلطنة ممثلة بوزارة التراث والثقافة التي تكللت بإدراج موقع مدينة قلهات الأثرية على قائمة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) خلال اجتماع لجنة التراث العالمي بالعاصمة البحرينية المنامة في 24 حزيران الماضي، كشاهد على ذلك كله. ويعكس هذا النجاح الحرص الدائم للسلطنة في إبراز تراثها الحضاري والثقافي والإنساني والتعريف بقيمته الاستثنائية وأصالته كتراث ثقافي عالمي، كما يعكس قناعة دولية بأهمية مدينة قلهات التاريخية العريقة كمعلم ثقافي عالمي وهو الموقع العماني الخامس الذي يتم إدراجه في قائمة لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو بعد قلعة بهلا (1987م) ، موقع بات والخطم والعين (1988م) ، مواقع أرض اللبان (2000م) ونظام الري بالأفلاج (2006م). وأكد مستشار وزير التراث والثقافة لشؤون التراث، حسن بن محمد اللواتي، أن هذا الاعتراف الدولي جاء ليعزز المكانة التاريخية للمدينة والدور المهم الذي لعبته في تاريخ المنطقة، إذ تعتبر مدينة قلهات الأثرية أول عاصمة اتخذها مالك بن فهم الأزدي مقرًا له، وكانت لاحقًا العاصمة الثانية لمملكة هرمز بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر نظرًا لموقعها الاستراتيجي المهم ما أكسبها أهمية تاريخية بسبب الدور الكبير الذي قامت به في تنشيط الحركة التجارية لمملكة هرمز في الخليج العربي والمحيط الهندي.
يقول مدير دائرة الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم لوكالة الانباء العمانية حميد بن سيف النوفلي ان "موقع قلهات الأثري يمثل أهمية تاريخية كبيرة لعُمان والمنطقة على حد سواء، وله قيمة استثنائية عالمية حيث كان البوابة الاقتصادية كميناء بحري للتبادل التجاري بين عُمان وحضارات العالم القديم، ويمثل إدراجه في قائمة التراث العالمي اعترافا من دول العالم والمجتمع الدولي بأن هذه المدينة تشكل تراثا ثقافيا للإنسانية".
وأوضح أن قلهات لها تاريخ طويل وكانت احدى العواصم السياسية لعُمان والمدينة الاقتصادية الثانية بعد صحار واتخذها حاكم هرمز العاصمة الثانية لحكمه، وقد توفي ودفن فيها ويؤكد هذا وجود شواهد قائمة حتى الآن إذ أقامت له زوجته "بيبي مريم" ضريحًا هو من المعالم الباقية حتى الآن ويتميز بزخزفته ونقوشه من الداخل.. كما يوجد بالموقع بقايا لمسجد كبير ومبنيين صغيرين على شكل أضرحة صغيرة وبقايا من سور المدينة بالإضافة إلى جزء من الحمامات".
وأشار الى أن قلهات تقع على مساحة كبيرة على شاطئ البحر ويبعد عن العاصمة مسقط 150 كيلومترًا وعن مدينة صور 22 كيلومترًا، وكانت المدينة ملهمة بموقعها كما أنها كانت محطةً مهمة للرحالة والمستكشفين حيث زارها الرحالة ابن بطوطة ووصف أسواقها بأنها كانت تصدر منها الجياد العربية والبهارات وبعض البضائع كما زارها البوكيرك وماركوبولو وغيرهم.
من جانبه قال مدير دائرة مواقع التراث العالمي بوزارة التراث والثقافة سلطان بن علي المقبالي إن إدراج مدينة قلهات الأثرية على قائمة التراث العالمي يمثل اعترافا دوليا بأهميتها التاريخية واستيفائها لمعايير القيمة الاستثنائية العالمية واحتفاظها بأصالتها التي نجمت عن هجر سكانها لها في بدايات القرن السادس عشر بعد الغزو البرتغالي.
وقد سبق إدراج المدينة على قائمة التراث العالمي جهود كبيرة بدأت في العام 2003 لتشمل مسوحات وحفريات اثرية، وإجراء مسح اثري بالتصوير الجوي والرسم، شاملا المقبرة الإسلامية الواقعة إلى الجنوب من ضريح بيبي مريم، وقد توالت أعمال تنظيف وإظهار أسوار المدينة التاريخية وإظهار الطرق والممرات التي تخترق البيوت والمرافق الأخرى التي تحويها المدينة، كما تم إبراز الجدار المواجه للشارع العام والأبراج التي تتخلل بعض أجزائه حيث من الملاحظ أن هذه الجدران بنيت باستخدام الحجارة غير المشذبة وبدون استخدام مادة لاحمة.
"معدن الأسرار في علم البحار" مخطوطة عالمية
وتعد مخطوطة "معدن الأسرار في علم البحار" لناصر بن علي بن ناصر بن مسعود الخضوري (1870 – 1962) واحدة من أهم المخطوطات العالمية في علم البحار ومن أهم المرشدات البحرية التي تم اعتمادها في تشرين الثاني من العام الماضي في برنامج "سجل ذاكرة العالم" لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وقد كتب المخطوطة ــ التي تعد اول تراث وثائقي تنجح السلطنة ممثلة بوزارة التراث والثقافة في تسجيله في سجل ذاكرة العالم ــ النوخذة الخضوري وهو من مواليد مدينة صور بمحافظة جنوب الشرقية، وكان قبطانا ممارسا للإبحار ومشهورا على مستوى عمان واليمن والهند والسند والملبار وشرق أفريقيا وجزر القمر وجزر سيشل ودول الخليج العربي وبلاد فارس والعراق وغيرها.
وقد كتب الخضوري المخطوطة عن ممارسة وخبرة بحرية ودراسة علمية في علوم الجغرافيا والرياضيات، والفلك، والملاحة البحرية، والأرصاد الجوية والبحرية وحركة الرياح، والعلم بآلات الرصد والقياس كالبوصلة والمربع والاسطرلاب وآلة السدس وآلة قياس مشي السفينة (الباطلي) ويعتبر من ربابنة البحر واساتذته المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والدراية بعلوم البحار.
وقال الدكتور عبدالله بن سيف الغافري رئيس الفريق الوطني المكلف بمتابعة برنامج سجل ذاكرة العالم ومدير وحدة بحوث الأفلاج بجامعة نزوى ان "الملف المعني بتسجيل المخطوطة تم تقديمه للتسجيل العام 2016 ومن حق الدول ان تقدم كل سنتين ملفين كحد اقصى"، مشيرا الى ان "المميز في المخطوطة التي تم اعتمادها في سجل الذاكرة العالمية عام 2017 البعد العالمي لمضمونها والأصالة حيث كتبت بخط يد المؤلف وهو الذي وثق المعلومات فيها بطريقة علمية ودقة شديدة جدا، ووصف الموانئ وطرق الإبحار وتتبع مسارات عديدة، وقد أخذت (اليونسكو) بهذه العوامل وستكون المخطوطة من خلال وجودها في سجل ذاكرة العالم متاحة للأجيال القادمة والباحثين".
وتضم المخطوطة التي أصدرت طبعتها الاولى وزارة التراث القومي والثقافة في كتاب عام 1994، وحملت الطبعة الثانية عام 2015 تفصيلات وشروحات تتناول قواعد العلوم البحرية في فترة تأليفها وقيادة السفن باستخدام الآلات البحرية وحساباتها الدقيقة، ووصف البوصلة وأجزائها وكيفية استخراج مساج السفينة وخطوط الطول والعرض وجداول الميل، ومطالع النجوم ورسم السفن وكيفية اخذ القياسات والموانئ حسبما رأى المؤلف بعينه.
ويقول حسن صالح شهاب الذي قام بشرح وتحقيق المخطوطة ان (معدن الاسرار في علم البحار) "واحدة من المخطوطات البحرية المحفوظة بدار المخطوطات البحرية التابعة لوزارة التراث والثقافة بسلطنة عمان وهي من الرحمانيات او المرشدات البحرية الحديثة التي عرفت لدى البحارة العرب في القرن التاسع عشر الميلادي والنصف الاول من القرن العشرين، وتوجد منها في دار المخطوطات ثلاث نسخ كتبها جميعا بخط نسخي واضح ناصر بن علي بن ناصر بن مسعود الخضوري.
ويؤكد الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير مساعد بقطاع دائرة الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم عضو الفريق الوطني لمتابعة أعمال ذاكرة عمان أن "مخطوطة (معدن الأسرار في علم البحار) من المخطوطات النادرة في موضوعها واتصفت بالدقة ووضحت مجاري السفن والطرق التي سلكها ربابنة السفن والبحارة العمانيون في البحار والمحيطات"، مشيرا الى ان "المخطوطة تأتي تكملة لمؤلفات احمد بن ماجد في علوم البحار من حيث المعرفة وكمية المعلومات التي أدت إلى تطور المعارف البحرية وعلم الملاحة".
مشروع جمع التاريخ المروي.. حياة البادية
وعملت وزارة التراث والثقافة منذ عام 2006 على تنفيذ برنامج لجمع التاريخ المروي العماني وفق جدول عمل يتناول مختلف محافظات السلطنة إدراكا منها لأهمية وشمولية التراث الثقافي غير المادي بكافة مجالاته وأبوابه بصفته الوعاء الذي حفظ للأمم والشعوب ثقافتها عبر التاريخ.
وأصدرت الوزارة 6 إصدارات جديدة عام 2016 جمعت نتائج المشروع في محافظة جنوب الباطنة (إصداران في كل محور) ضمت الفنون الشعبية والأدب الشعبي والمعتقد الشعبي في ولايات المصنعة، وبركاء، ونخل والرستاق . وكانت أصدرت قبل ذلك كتبا حول مشروع الحياة الاقتصادية والاجتماعية لولاية مسقط، ومشروع جمع التاريخ البحري لولاية صور، ومشروع جمع التاريخ المروي في ولايتي سمائل وقريات، وجمع التاريخ المروي لولاية نزوى.
وقال الباحث علي بن محمد الريامي مؤلف كتاب "مشروع جمع التاريخ المروي.. حياة البادية"، إن "الروايات الشفوية تعد مادة مهمة وخصبة للتشكل التاريخي يغفل عنها الكثير من المهتمين بعلوم التاريخ والسكان وتوزيعهم لما تمتلكه من معلومات ذات ابعاد شتى، وبلا شك فجمع التاريخ المروي لمفردات الحياة البدوية في محافظات الوسطى وشمال الشرقية وجنوب الشرقية من سلطنة عمان مهمة ليست باليسيرة لتتبع هذه الحياة ونمطها في زمن تحولت فيه الكثير من تلك المفردات التي تكاد تنمحي في خضم الحداثة والعصرنة الطاغية على الثقافة، إضافة إلى أن استحضار مثل تلك الحياة من ذاكرة كبار السن عمل مرهق للجانبين الجامع والراوي على حد سواء".
وأكد أن " ترتيب الكتاب جاء حسب الموضوعات التي استقيت المعلومات عنها من واقع المقابلات الشخصية للرواة فجاءت على هيئة مقابلات منها ما يمس الحياة الاجتماعية للبدو ومن امثلتها هيئة البدوي من خلال لباسه التقليدي ومصادر تلك الأقمشة وأنواعها وزينة النساء والرجال، كما تطرقت إلى الترحال ودواعيه وموسمي الحضور والربوع والوضع المعيشي من ناحية الأكل والشرب والعناء والمشقة اللذين تكبدهما الإنسان في سبيل ذلك وطريقة بناء المسكن، وعلى إثر ذلك تحاورت مع الرواة في تفاصيل أدق حول النار وما تمثله في حياة البدو وما يصاحبها من سمر.
وأشار الكاتب إلى أن الحديث خلال البحث ساقه إلى "الممارسات والأنشطة السائدة في المجتمع البدوي وحللت عناصرها وفصلت شيئا ما عن طرق الرعي والاهتمام بالماشية كونها العمود الفقري للنشاط المعيشي عند أهل البادية كما أشرت إلى القوافل التجارية والطرق التي تسلكها في بادية عمان وأهم السلع التي تتبادل بين المدن والصحراء كذلك الحرف التقليدية كالغزل والنسيج".
وأكد الكاتب أن " اللغة وعاء يحوي اللهجات المختلفة لمجتمع البادية بما فيها من الفروق البينية في النطق وتعاطي بعض المصطلحات إضافة إلى ما تشكله بعض اللغات البدوية كالحرسوسية من عمق وهوية تاريخية لتلك الجماعة من البدو، وما تختزله من مظاهر حضارتهم وإرثهم وطرق معيشتهم ورؤيتهم للحياة وفلسفتها، وكان للتعليم نصيب من حواراتي وما يعنيه للبدو فكتبت شيئا من الفنون المغناة والموروث الشعبي للشعر والقصة لديهم".
موسوعة عمان في التراث العربي
وفي مجال الإصدارات الثقافية صدر للباحث الدكتور هلال بن سعيد الحجري كتاب جديد يتكون من ثلاثة أجزاء عنوانه "موسوعة عمان في التراث العربي" وقد حمل كل جزء من الأجزاء عنوانا ثانويا وفقا للموضوع الذي يتحدث عنه، فقد جاء الجزء الاول بعنوان "موسوعة عمان في التراث العربي عيون الأدباء"، والثاني بعنوان "موسوعة عمان في التراث العربي في عيون المفسرين والمحدثين والفقهاء واللغويين والأطباء"، فيما حمل الجزء الثالث عنوان "موسوعة عمان في التراث العربي في عيون المؤرخين والنسابة والجغرافيين والرحالة".
ويذكر المؤلف في مستهل كتابه أن عُمان لم تكن مجهولة في التراث العربي فحين نتصفح مصادرَ هذا التراث تظهر لنا عُمان جُغرافيًّا ومَعرفيًّا أولَ أرضٍ تُشرقُ فيها الشمس في خارطة العالم العربي؛ ذلك أن حضورها يمتد عميقا في مختلف مَضَانِّ الثقافة العربية القديمة؛ الشعر الجاهلي، وتفاسير القرآن الكريم، ومسانيد الأحاديث الصحيحة، وأمهات تاريخ الأدب العربي، والتاريخ، والجغرافيا، وأدَب الرحلة.
ويضيف الحجري قائلا: "حاولتُ في هذا المشروع استقصاءَ حضور عمان، أرضا، وثقافة، ولغة، وعلماء، وشعراء؛ فكانت أهمُّ مصادر التراث العربي كريمةً في احتضان هذا الحضور. وكان الحضورُ ثَريّا ومضيئا يليق بهذا البلد الذي لم يكتف بشُغْلِ الخلفاءِ والأمراءِ فَحَسْب، وإنما شَغَل رموزَ التراث العربي بمختلف مشاربهم.
و قال إنها لَمَفْخَرَةٌ عظيمةٌ لعُمانَ أن يأتي ذِكْرُها على لسانِ الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث، وإنه لَشَرَفٌ لها أن يتردّدَ ذِكْرُها في أفواه صحابتِه الكرام، وإنه لتَخْليدٌ لاسمِها أن يَلْهَجَ به فطاحلُ الشعراء منذ الجاهلية إلى العصر الحديث.
ومن الصور التي تشكلت عن عمان في التراث العربي ما يسميه الحجري بـ "صورة الملاذ الآمن"، وهو يتحدث عن ذلك قائلا: ربما لبعدها ونأيها عن نفوذ السلطات المستبدة؛ كانت عمان ملاذا آمنا لبعض الشعراء العرب الذين فرّوا إليها خوفا من البطش والظلم. ولعل أول شاعر هاجر إلى عمان حقنا للدماء وطلبا للأمن هو قيس بن زهير العبسي الذي هاجر إليها بعد حرب داحس والغبراء في الجاهلية، "وقيل: إن قيس بن زهير لم يسر مع عبس إلى ذبيان وقال: لا تراني غطفانيةٌ أبدًا وقد قتلت أخاها أو زوجها أو ولدها أو ابن عمها، ولكني سأتوب إلى ربي، فتنصر وساح في الأرض حتى انتهى إلى عمان فترهب بها زمانًا، فلقيه حوج بن مالك العبدي فعرفه فقتله وقال: لا رحمني الله إن رحمتك" .
وفي العصر الأموي كثر الشعراء الذين فروا من بطش الحجاج بن يوسف وغيره من ولاة بني أمية، فكان الملاذَ الآمنَ لهم في الغالب عُمَانُ وإن طالتهم أيدي الحجاج أحيانا. ومن هؤلاء الشعراء عِمْرَان بن حطّان، وهو شاعر كما ذكر أبو الفرج الأصفهاني في أغانيه خرج من العراق "فنزل بعُمان بقوم يكثرون ذكر أبي بلال مرداس بن أدية ويثنون عليه ويذكرون فضله فأظهر فضله ويسر أمره عندهم وبلغ الحجاج مكانه فطلبه فهرب فنزل في روذميسان- طسّوج من طساسيج السواد إلى جانب الكوفة - فلم يزل به حتى مات وقد كان نازلًا هناك على رجل من الأزد.
هيئة الوثائق تصدر كتاب الأوسمة والنياشين والميداليات
كما صدر عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كتاب "الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطنتي عُمان وزنجبار" ضمن إصدارات الهيئة في الجزء الثالث عشر من سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية الذي يبرز جانبًا من الجوانب الحضارية والتاريخية لمسيرة عمان والعمانيين عبر مختلف العصور.
كما يضم الإصدار أربعة ملاحق: الأول لصور جلالة السلطان قابوس بن سعيد والثاني لصور الاحتفال باليوبيل الفضي للسلطان خليفة بن حارب سلطان زنجبار، والثالث لصور لبعض سلاطين عُمان وزنجبار وعدد من الشخصيات، والرابع وثائق لسلطنة عُمان وسلطنة زنجبار.
يأتي الاصدار ضمن سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية إضافة إلى عدد من الإصدارات والكتيبات الأخرى إضافة إلى مجموعة من الوثائق بركن الهيئة في المعرض.
وقال الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إن إصدار الكتاب يأتي انطلاقا من اهتمام الهيئة وسعيها الدؤوب للتعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لعُمان في كافة المجالات من خلال اعتمادها على تدعيم بحوثها ودراساتها باستغلال الوثائق والخرائط والصور والرسومات والمخطوطات وكل أشكال وأنواع المواد العلمية والفكرية التي تعين في إظهار موضوعات البحث والدراسة وتقديمها بصورة تبرز الحقائق التاريخية التي ارتكزت على دلائل الإثبات والتي لا تدع مجالا للتأويل أو التهويل وإنما تسهم في قراءة الواقع من خلال ما تقدمه الوثائق من مصداقية للحقائق والكشف عن موضوعات وحقائق مجهولة لدى أفراد المجتمع.
وأشار إلى أن جهدا كبيرا بُذل في إعداد الكتاب للبحث في وثائق الهيئة التي تتناول في بعضها تاريخ النشأة وتفاصيل كل وسام أو نيشان أو ميدالية والوثائق تؤكد بالإشارة إلى الأشخاص الذين نالوا شرف الحصول عليها، وأثبتت الوثائق تبادل السلاطين في عُمان وزنجبار للأوسمة والنياشين مع الملوك ورجالات الدولة.
وكانت الأوسمة في بداياتها عبارة عن أوسمة عسكرية دينية ظهرت إبان الحروب الصليبية وأطلق عليها مصطلح "نسق" ثم تطورت لتصبح أوسمة استحقاق وجدارة فيما بعد وتم استحداثها بشكل أوسع من السابق.
وقد خلدت الوثائق التاريخية التي في حوزة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية التاريخ الحافل للأوسمة والنياشين العمانية، حيث يعود تاريخ استحداث أول نيشان عماني إلى عام 1857م من قبل السلطان ماجد بن سعيد وقد أطلق عليه نيشان الكوكب الدري الذي ظل متوارثا من قبل السلاطين العمانيين في زنجبار حتى عام 1960م وما يميز النيشان في كل عهد هو وجود إضافات متفردة على النيشان تشير للسلطان الحاكم في تلك الفترة كالطغرائية السلطانية أو صورة السلطان وغيرها وظهر النيشان المجيدي الذي لا يقل عمرا عن نيشان الكوكب الدري.
"معدن الأسرار في علم البحار" مخطوطة عالميةوتعد مخطوطة "معدن الأسرار في علم البحار" لناصر بن علي بن ناصر بن مسعود الخضوري (1870 – 1962) واحدة من أهم المخطوطات العالمية في علم البحار ومن أهم المرشدات البحرية التي تم اعتمادها في تشرين الثاني من العام الماضي في برنامج "سجل ذاكرة العالم" لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وقد كتب المخطوطة ــ التي تعد اول تراث وثائقي تنجح السلطنة ممثلة بوزارة التراث والثقافة في تسجيله في سجل ذاكرة العالم ــ النوخذة الخضوري وهو من مواليد مدينة صور بمحافظة جنوب الشرقية، وكان قبطانا ممارسا للإبحار ومشهورا على مستوى عمان واليمن والهند والسند والملبار وشرق أفريقيا وجزر القمر وجزر سيشل ودول الخليج العربي وبلاد فارس والعراق وغيرها. وقد كتب الخضوري المخطوطة عن ممارسة وخبرة بحرية ودراسة علمية في علوم الجغرافيا والرياضيات، والفلك، والملاحة البحرية، والأرصاد الجوية والبحرية وحركة الرياح، والعلم بآلات الرصد والقياس كالبوصلة والمربع والاسطرلاب وآلة السدس وآلة قياس مشي السفينة (الباطلي) ويعتبر من ربابنة البحر واساتذته المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والدراية بعلوم البحار.
وقال الدكتور عبدالله بن سيف الغافري رئيس الفريق الوطني المكلف بمتابعة برنامج سجل ذاكرة العالم ومدير وحدة بحوث الأفلاج بجامعة نزوى ان "الملف المعني بتسجيل المخطوطة تم تقديمه للتسجيل العام 2016 ومن حق الدول ان تقدم كل سنتين ملفين كحد اقصى"، مشيرا الى ان "المميز في المخطوطة التي تم اعتمادها في سجل الذاكرة العالمية عام 2017 البعد العالمي لمضمونها والأصالة حيث كتبت بخط يد المؤلف وهو الذي وثق المعلومات فيها بطريقة علمية ودقة شديدة جدا، ووصف الموانئ وطرق الإبحار وتتبع مسارات عديدة، وقد أخذت (اليونسكو) بهذه العوامل وستكون المخطوطة من خلال وجودها في سجل ذاكرة العالم متاحة للأجيال القادمة والباحثين".
وتضم المخطوطة التي أصدرت طبعتها الاولى وزارة التراث القومي والثقافة في كتاب عام 1994، وحملت الطبعة الثانية عام 2015 تفصيلات وشروحات تتناول قواعد العلوم البحرية في فترة تأليفها وقيادة السفن باستخدام الآلات البحرية وحساباتها الدقيقة، ووصف البوصلة وأجزائها وكيفية استخراج مساج السفينة وخطوط الطول والعرض وجداول الميل، ومطالع النجوم ورسم السفن وكيفية اخذ القياسات والموانئ حسبما رأى المؤلف بعينه.
ويقول حسن صالح شهاب الذي قام بشرح وتحقيق المخطوطة ان (معدن الاسرار في علم البحار) "واحدة من المخطوطات البحرية المحفوظة بدار المخطوطات البحرية التابعة لوزارة التراث والثقافة بسلطنة عمان وهي من الرحمانيات او المرشدات البحرية الحديثة التي عرفت لدى البحارة العرب في القرن التاسع عشر الميلادي والنصف الاول من القرن العشرين، وتوجد منها في دار المخطوطات ثلاث نسخ كتبها جميعا بخط نسخي واضح ناصر بن علي بن ناصر بن مسعود الخضوري.
ويؤكد الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير مساعد بقطاع دائرة الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم عضو الفريق الوطني لمتابعة أعمال ذاكرة عمان أن "مخطوطة (معدن الأسرار في علم البحار) من المخطوطات النادرة في موضوعها واتصفت بالدقة ووضحت مجاري السفن والطرق التي سلكها ربابنة السفن والبحارة العمانيون في البحار والمحيطات"، مشيرا الى ان "المخطوطة تأتي تكملة لمؤلفات احمد بن ماجد في علوم البحار من حيث المعرفة وكمية المعلومات التي أدت إلى تطور المعارف البحرية وعلم الملاحة". مشروع جمع التاريخ المروي.. حياة البادية وعملت وزارة التراث والثقافة منذ عام 2006 على تنفيذ برنامج لجمع التاريخ المروي العماني وفق جدول عمل يتناول مختلف محافظات السلطنة إدراكا منها لأهمية وشمولية التراث الثقافي غير المادي بكافة مجالاته وأبوابه بصفته الوعاء الذي حفظ للأمم والشعوب ثقافتها عبر التاريخ.
وأصدرت الوزارة 6 إصدارات جديدة عام 2016 جمعت نتائج المشروع في محافظة جنوب الباطنة (إصداران في كل محور) ضمت الفنون الشعبية والأدب الشعبي والمعتقد الشعبي في ولايات المصنعة، وبركاء، ونخل والرستاق . وكانت أصدرت قبل ذلك كتبا حول مشروع الحياة الاقتصادية والاجتماعية لولاية مسقط، ومشروع جمع التاريخ البحري لولاية صور، ومشروع جمع التاريخ المروي في ولايتي سمائل وقريات، وجمع التاريخ المروي لولاية نزوى.
وقال الباحث علي بن محمد الريامي مؤلف كتاب "مشروع جمع التاريخ المروي.. حياة البادية"، إن "الروايات الشفوية تعد مادة مهمة وخصبة للتشكل التاريخي يغفل عنها الكثير من المهتمين بعلوم التاريخ والسكان وتوزيعهم لما تمتلكه من معلومات ذات ابعاد شتى، وبلا شك فجمع التاريخ المروي لمفردات الحياة البدوية في محافظات الوسطى وشمال الشرقية وجنوب الشرقية من سلطنة عمان مهمة ليست باليسيرة لتتبع هذه الحياة ونمطها في زمن تحولت فيه الكثير من تلك المفردات التي تكاد تنمحي في خضم الحداثة والعصرنة الطاغية على الثقافة، إضافة إلى أن استحضار مثل تلك الحياة من ذاكرة كبار السن عمل مرهق للجانبين الجامع والراوي على حد سواء".
وأكد أن " ترتيب الكتاب جاء حسب الموضوعات التي استقيت المعلومات عنها من واقع المقابلات الشخصية للرواة فجاءت على هيئة مقابلات منها ما يمس الحياة الاجتماعية للبدو ومن امثلتها هيئة البدوي من خلال لباسه التقليدي ومصادر تلك الأقمشة وأنواعها وزينة النساء والرجال، كما تطرقت إلى الترحال ودواعيه وموسمي الحضور والربوع والوضع المعيشي من ناحية الأكل والشرب والعناء والمشقة اللذين تكبدهما الإنسان في سبيل ذلك وطريقة بناء المسكن، وعلى إثر ذلك تحاورت مع الرواة في تفاصيل أدق حول النار وما تمثله في حياة البدو وما يصاحبها من سمر.
وأشار الكاتب إلى أن الحديث خلال البحث ساقه إلى "الممارسات والأنشطة السائدة في المجتمع البدوي وحللت عناصرها وفصلت شيئا ما عن طرق الرعي والاهتمام بالماشية كونها العمود الفقري للنشاط المعيشي عند أهل البادية كما أشرت إلى القوافل التجارية والطرق التي تسلكها في بادية عمان وأهم السلع التي تتبادل بين المدن والصحراء كذلك الحرف التقليدية كالغزل والنسيج". وأكد الكاتب أن " اللغة وعاء يحوي اللهجات المختلفة لمجتمع البادية بما فيها من الفروق البينية في النطق وتعاطي بعض المصطلحات إضافة إلى ما تشكله بعض اللغات البدوية كالحرسوسية من عمق وهوية تاريخية لتلك الجماعة من البدو، وما تختزله من مظاهر حضارتهم وإرثهم وطرق معيشتهم ورؤيتهم للحياة وفلسفتها، وكان للتعليم نصيب من حواراتي وما يعنيه للبدو فكتبت شيئا من الفنون المغناة والموروث الشعبي للشعر والقصة لديهم".
موسوعة عمان في التراث العربي وفي مجال الإصدارات الثقافية صدر للباحث الدكتور هلال بن سعيد الحجري كتاب جديد يتكون من ثلاثة أجزاء عنوانه "موسوعة عمان في التراث العربي" وقد حمل كل جزء من الأجزاء عنوانا ثانويا وفقا للموضوع الذي يتحدث عنه، فقد جاء الجزء الاول بعنوان "موسوعة عمان في التراث العربي عيون الأدباء"، والثاني بعنوان "موسوعة عمان في التراث العربي في عيون المفسرين والمحدثين والفقهاء واللغويين والأطباء"، فيما حمل الجزء الثالث عنوان "موسوعة عمان في التراث العربي في عيون المؤرخين والنسابة والجغرافيين والرحالة".
ويذكر المؤلف في مستهل كتابه أن عُمان لم تكن مجهولة في التراث العربي فحين نتصفح مصادرَ هذا التراث تظهر لنا عُمان جُغرافيًّا ومَعرفيًّا أولَ أرضٍ تُشرقُ فيها الشمس في خارطة العالم العربي؛ ذلك أن حضورها يمتد عميقا في مختلف مَضَانِّ الثقافة العربية القديمة؛ الشعر الجاهلي، وتفاسير القرآن الكريم، ومسانيد الأحاديث الصحيحة، وأمهات تاريخ الأدب العربي، والتاريخ، والجغرافيا، وأدَب الرحلة.
ويضيف الحجري قائلا: "حاولتُ في هذا المشروع استقصاءَ حضور عمان، أرضا، وثقافة، ولغة، وعلماء، وشعراء؛ فكانت أهمُّ مصادر التراث العربي كريمةً في احتضان هذا الحضور. وكان الحضورُ ثَريّا ومضيئا يليق بهذا البلد الذي لم يكتف بشُغْلِ الخلفاءِ والأمراءِ فَحَسْب، وإنما شَغَل رموزَ التراث العربي بمختلف مشاربهم.
و قال إنها لَمَفْخَرَةٌ عظيمةٌ لعُمانَ أن يأتي ذِكْرُها على لسانِ الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث، وإنه لَشَرَفٌ لها أن يتردّدَ ذِكْرُها في أفواه صحابتِه الكرام، وإنه لتَخْليدٌ لاسمِها أن يَلْهَجَ به فطاحلُ الشعراء منذ الجاهلية إلى العصر الحديث.
ومن الصور التي تشكلت عن عمان في التراث العربي ما يسميه الحجري بـ "صورة الملاذ الآمن"، وهو يتحدث عن ذلك قائلا: ربما لبعدها ونأيها عن نفوذ السلطات المستبدة؛ كانت عمان ملاذا آمنا لبعض الشعراء العرب الذين فرّوا إليها خوفا من البطش والظلم. ولعل أول شاعر هاجر إلى عمان حقنا للدماء وطلبا للأمن هو قيس بن زهير العبسي الذي هاجر إليها بعد حرب داحس والغبراء في الجاهلية، "وقيل: إن قيس بن زهير لم يسر مع عبس إلى ذبيان وقال: لا تراني غطفانيةٌ أبدًا وقد قتلت أخاها أو زوجها أو ولدها أو ابن عمها، ولكني سأتوب إلى ربي، فتنصر وساح في الأرض حتى انتهى إلى عمان فترهب بها زمانًا، فلقيه حوج بن مالك العبدي فعرفه فقتله وقال: لا رحمني الله إن رحمتك" .
وفي العصر الأموي كثر الشعراء الذين فروا من بطش الحجاج بن يوسف وغيره من ولاة بني أمية، فكان الملاذَ الآمنَ لهم في الغالب عُمَانُ وإن طالتهم أيدي الحجاج أحيانا. ومن هؤلاء الشعراء عِمْرَان بن حطّان، وهو شاعر كما ذكر أبو الفرج الأصفهاني في أغانيه خرج من العراق "فنزل بعُمان بقوم يكثرون ذكر أبي بلال مرداس بن أدية ويثنون عليه ويذكرون فضله فأظهر فضله ويسر أمره عندهم وبلغ الحجاج مكانه فطلبه فهرب فنزل في روذميسان- طسّوج من طساسيج السواد إلى جانب الكوفة - فلم يزل به حتى مات وقد كان نازلًا هناك على رجل من الأزد.
هيئة الوثائق تصدر كتاب الأوسمة والنياشين والميدالياتكما صدر عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كتاب "الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطنتي عُمان وزنجبار" ضمن إصدارات الهيئة في الجزء الثالث عشر من سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية الذي يبرز جانبًا من الجوانب الحضارية والتاريخية لمسيرة عمان والعمانيين عبر مختلف العصور.
كما يضم الإصدار أربعة ملاحق: الأول لصور جلالة السلطان قابوس بن سعيد والثاني لصور الاحتفال باليوبيل الفضي للسلطان خليفة بن حارب سلطان زنجبار، والثالث لصور لبعض سلاطين عُمان وزنجبار وعدد من الشخصيات، والرابع وثائق لسلطنة عُمان وسلطنة زنجبار.
يأتي الاصدار ضمن سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية إضافة إلى عدد من الإصدارات والكتيبات الأخرى إضافة إلى مجموعة من الوثائق بركن الهيئة في المعرض.
وقال الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إن إصدار الكتاب يأتي انطلاقا من اهتمام الهيئة وسعيها الدؤوب للتعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لعُمان في كافة المجالات من خلال اعتمادها على تدعيم بحوثها ودراساتها باستغلال الوثائق والخرائط والصور والرسومات والمخطوطات وكل أشكال وأنواع المواد العلمية والفكرية التي تعين في إظهار موضوعات البحث والدراسة وتقديمها بصورة تبرز الحقائق التاريخية التي ارتكزت على دلائل الإثبات والتي لا تدع مجالا للتأويل أو التهويل وإنما تسهم في قراءة الواقع من خلال ما تقدمه الوثائق من مصداقية للحقائق والكشف عن موضوعات وحقائق مجهولة لدى أفراد المجتمع.
وأشار إلى أن جهدا كبيرا بُذل في إعداد الكتاب للبحث في وثائق الهيئة التي تتناول في بعضها تاريخ النشأة وتفاصيل كل وسام أو نيشان أو ميدالية والوثائق تؤكد بالإشارة إلى الأشخاص الذين نالوا شرف الحصول عليها، وأثبتت الوثائق تبادل السلاطين في عُمان وزنجبار للأوسمة والنياشين مع الملوك ورجالات الدولة.
وكانت الأوسمة في بداياتها عبارة عن أوسمة عسكرية دينية ظهرت إبان الحروب الصليبية وأطلق عليها مصطلح "نسق" ثم تطورت لتصبح أوسمة استحقاق وجدارة فيما بعد وتم استحداثها بشكل أوسع من السابق. وقد خلدت الوثائق التاريخية التي في حوزة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية التاريخ الحافل للأوسمة والنياشين العمانية، حيث يعود تاريخ استحداث أول نيشان عماني إلى عام 1857م من قبل السلطان ماجد بن سعيد وقد أطلق عليه نيشان الكوكب الدري الذي ظل متوارثا من قبل السلاطين العمانيين في زنجبار حتى عام 1960م وما يميز النيشان في كل عهد هو وجود إضافات متفردة على النيشان تشير للسلطان الحاكم في تلك الفترة كالطغرائية السلطانية أو صورة السلطان وغيرها وظهر النيشان المجيدي الذي لا يقل عمرا عن نيشان الكوكب الدري."بترا"