اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين واعتقالات لاجهاض الاحتجاجات

المدينة نيوز - وقعت اشتباكات الاربعاء بين قوات الامن ومتظاهرين في القاهرة والسويس واعتقل 500 شخص على الاقل غداة تظاهرات لم تشهدها مصر منذ عقود طالبت برحيل الرئيس حسني مبارك.

وارتفع عدد القتلى في الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين منذ الثلاثاء الى ثلاثة متظاهرين وشرطي، مع وفاة متظاهر صباح الاربعاء.

ووقعت الاشتباكات امام مقر نقابة الصحافيين في القاهرة، عندما بدأت اجهزة الامن في ضرب مئات المتظاهرين بالعصي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم فرد المتظاهرون بالقاء الحجارة ولكن رجال الشرطة كانوا ايضا يقذفون المتظاهرين بالحجارة، بحسب صحفي من وكالة فرانس برس.

وكان المتظاهرون يهتفون "الشعب يريد اسقاط النظام ".

وتم اعتقال ثمانية صحفيين من امام مبني نقابتهم من بينهم عضو مجلس النقابة محمد عبد القدوس.

وفي السويس، وقعت اشتباكات بين قرابة الفي متظاهر وقوات الامن عصرا امام مشرحة المدينة بسبب رفض قوات الامن تسليم جثمان متظاهر توفي صباح الاربعاء واصرارهم على توقيع الكشف عليه من جانب الطب الشرعي، بحسب مراسل فرانس برس.

وحاول المتظاهرون اقتحام المشرحة ولكن قوات الامن منعتهم وفرضت حصار امنيا عليها وامتدت الصدامات الى وسط المدينة بعد ذلك.

وافادت مصادر امنية ان 500 شخص اعتقلوا في عدة محافظات الاربعاء اثر تحذيرات السلطات الامنية من انها لن تسمح بتجمعات مماثلة لتظاهرات الثلاثاء.

واكدت وزارة الداخلية في بيان اصدرته في ساعة مبكرة من صباح الاربعاء انه "لن يسمح بأي تحرك اثاري او تجمع احتجاجي او تنظيم مسيرات او تظاهرات ".

واضافت "سوف يتخذ الاجراء القانوني فورا وسيتم تقديم المشاركين الى جهات التحقيق ".

والقي القبض على 200 شخص تقريبا خلال تظاهرات الثلاثاء التي سقط خلالها ثلاثة قتلى هم متظاهران في مدينة السويس (شمال شرق العاصمة) وشرطي في القاهرة.

ودعت حركة 6 ابريل الشبابية الى تظاهرات تخرج من جميع مساجد مصر عقب صلاة يوم الجمعة المقبل.

وتراجعت البورصة المصرية وهبط مؤشرها الرئيسي بنسبة 6,14% عند الاقفال بينما انخفض سعر الجنية المصري الى ادنى مستوى له منذ العام 2005 اذ بلغ سعر الدولار 5,836 جنيها.

ونزل عشرات الالاف من المصريين الثلاثاء الى الشوارع في القاهرة والعديد من المحافظات مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ قرابة ثلاثين عاما وفرقت الشرطة بعد منتصف الليل اكثر من 10 الاف شخص كانوا لايزالون معتصمين في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية.

واعلن موقع تويتر للرسائل النصية القصيرة انه مغلق في مصر منذ الساعة 16,00 تغ تقريبا الثلاثاء وهو التوقيت الذي اتسع فيه نظاق التظاهرات في القاهرة ومحافظات مصرية اخرى عديدة.

وكانت الاتصالات عبر الهاتف المحمول توقفت مساء الثلاثاء كذلك في منطقة ميدان التحرير، حيث اعتصم الاف المتظاهرين، وفي الشوارع المجاورة له، وفق شهادات متطابقة.

واعتمد الشباب الذين اطلقوا هذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة، المستهلمة من الانتفاضة التونسية، على المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنت للتواصل والتعبئة والحشد.

واثارت التظاهرات في مصر ردود فعل عديدة.

ودانت منظمة العفو الدولية "قمع التظاهرات " ودعت السلطات المصرية الى "الامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة " ضد المحتجين.

ودعا البيت الابيض الاربعاء القاهرة الى رفع الحظر المفروض على التظاهرات، وناشدت وزيرة الخارجية كلينتون الاربعاء جميع الاطراف في مصر "ضبط النفس " وحضت السلطات على السماح بحرية التعبير ورفع القيود المفروضة على المواقع الاجتماعية على الانترنت.

وقالت كلينتون للصحافيين بعد محادثات مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة "ندعو جميع الاطراف لتوخي ضبط النفس والامتناع عن العنف ".

وتابعت "اننا ندعم حقوق الشعب المصري الكاملة، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتجمع ونحض السلطات المصرية على عدم حظر الاحتجاجات السلمية او منع الاتصالات بما في ذلك المواقع الاجتماعية على الانترنت ".

واقترح ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة الاربعاء خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عقد :اجتماع عربي لمناقشة واقرار استراتيجية حول مستقبل وتقدم الامة العربية من اجل الشعوب العربية وامنها واستقرارها ".

وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الاربعاء ان الاحتجاجات في مصر تظهر "الرغبة في التغيير السياسي " كما انها "مؤشر " على تطلعات العديد من المصريين عقب احداث تونس.

واعرب رئيس الاتحاد الاوروبي جيرزي بوزيك عن امله في ان تستمتع السلطات المصرية الى "التطلعات المشروعة " لمواطنيها.

وقال بوزيك "ان لدى السلطات المصرية اليوم فرصة فريدة للاستجابة لمطالب الشعب المصري ".

واعربت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري عن اسفها لسقوط ضحايا خلال التظاهرات وقالت ان فرنسا تؤيد ان يكون هناك "مزيد من الديموقراطية في كل الدول ".

وحث وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ السلطات المصرية على ان "تأخذ في الاعتبار ما يشغل المتظاهرين وان تحترم حرية التعبير والتجمع ".

كما دعا السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات المصرية الى الاستجابة "للهموم المشروعة " لشعبها.

واعربت الحكومة الالمانية عن "قلقها البالغ " واشارت الى "ضرورة اتخاذ تحولات ديموقراطية ".

واعرب نائب وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم عن امله في الا يكون للاضطرابات في مصر تأثير على العلاقات مع اسرائيل.

وكانت مصر اول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1979.