البرادعي يعود الى مصر للمشاركة في التظاهرات والحزب الحاكم يقلل من اهميتها
المدينة نيوز - عاد المعارض المصري محمد البرادعي الى مصر مساء الخميس مبديا استعداده لقيادة "مرحلة انتقالية " في بلاده ومعلنا مشاركته في التظاهرات الاحتجاجية التي لا سابق لها ضد نظام الرئيس حسني مبارك والتي اوقعت ستة قتلى وادت الى اعتقال نحو الف شخص منذ الثلاثاء.
وعلق الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس لاول مرة على التظاهرات في مصر قائلا "ان العنف ليس الحل في مصر " فيما دعت الحركات الاحتجاجية الشبابية الى "يوم غضب " الجمعة تخرج خلاله التظاهرات من كل المساجد بعد الصلاة.
وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة "لاتنحاز الى اي طرف " في ما يحدث في مصر.
وقلل الحزب الوطني الحاكم من اهمية وحجم التظاهرات قائلا "ان المسألة لم تكن كما صورها البعض بخروج الملايين ولكن كانت عدة آلاف وتم التعامل معهم بضبط النفس "، على لسان الامين العام للحزب الوطني الحاكم رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف.
واكد الشريف ان "الدولة تتصدى لمحاولات بعض المحرضين الذين يحاولون أن يركبوا الموجة وينشروا الفوضى فى البلاد " من دون ان يوضح من يقصد، لكنه كان يشير على الارجح الى جماعة الاخوان المسلمين.
وعشية تظاهرات دعت اليها حركة 6 ابريل في جميع انحاء مصر بعد صلاة الجمعة غدا، وصرح البرادعي للصحافيين فور وصوله الى مطار القاهرة "انها مرحلة حساسة في تاريخ مصر ولقد جئت للمشاركة مع الشعب المصري " في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة ايام.
واضاف في تصريح مقتضب "يجب احترام الرغبة في التغيير. ويجب على النظام عدم استخدام العنف في التظاهرات ".
وتابع البرادعي "جئت الى هنا املا في مواصلة العمل من اجل تغيير منظم وسلمي. وامل ان يتصرف النظام بهذا الشكل. وان يوقف العنف والاعتقالات والتعذيب ".
وقبيل مغادرته فيينا الخميس، ابدى البرادعي استعداده، في حال طلب منه الشعب ذلك، لان "يقود مرحلة انتقالية " في مصر.
وقال البرادعي للصحافيين في مطار فيينا قبيل مغادرته الى مصر "اذا طلب الشعب وخاصة الشباب مني أن اقود مرحلة الانتقال، فلن اخذلهم ".
واكد انه سيشارك في التظاهرات المتوقعة غدا بعد صلاة الجمعة دون ان يحدد مع ذلك مكان تواجده.
وتابع "كنا نامل ان لا نضطر للنزول الى الشارع للضغط على النظام. لقد جربنا المذكرات وقاطعنا الانتخابات لكن لا شيء من ذلك نفع ".
وقال علي البرادعي ان شقيقه المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اصبح من ابرز المعارضين المصريين "قرر العودة خصيصا للمشاركة في تظاهرات الجمعة ".
واكد "ان هدفي هو أن اضمن ان تسير الامور بشكل منظم وسلمي .. انني متوجه الى هناك لاكون معهم ".
الا ان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال "ان اولويتي الان هي رؤية مصر جديدة من خلال انتقال سلمي ".
وقال البرادعي، الذي يعد أحد اشد منتقدي حكم مبارك الذي يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود، "انني اواصل دعوة النظام الى فهم انه من الافضل لهم ان يستمعوا (الى الناس) وبسرعة، وعدم استخدام العنف وادراك ان التغيير لا بد أن ياتي. لا يوجد خيار اخر ".
واكد انه متوجه الى القاهرة "لضمان ان الامور تدار بطريقة سلمية ".
وقال ان "الشباب الذين خرجوا الى الشوارع فقدوا الصبر ولم يروا اي امل في محاولة العمل باية طريقة منهجية مع النظام الذي لم يعطهم حتى مؤشر على استعداده للاستماع " لهم.
وقال "ساكون هناك مع الناس خاصة الشباب الذي قادوا ونظموا واداروا التظاهرات السلمية في الشوارع. وعلي ان اقدم لهم الكثير من الدعم السياسي والروحي والمعنوي وان افعل كل ما باستطاعتي. ساكون معهم، فهم شعبي وعلي ان اكون هناك، واود ان ارى مصر جديدة ".
وقال انه اذا استخدمت الحكومة القوة فان "ذلك سيؤدي الى وضع فظيع للغاية ".
وكان البرادعي قال في رسالة قصيرة بثها على موقع تويتر، "سنواصل ممارسة حقنا في التظاهر السلمي لاستعادة حريتنا وكرامتنا وسينقلب عنف النظام ضده ".
وقتل خمسة متظاهرين ورجلا شرطة فيما اصيب العشرات منذ الثلاثاء في مناطق متفرقة من البلاد.
واستمرت الاشتباكات الخميس في مصر.
ووقعت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة السويس، على بعد 100 كيلومتر شرق القاهرة، حيث احرق المتظاهرون مركزا للمطافئ والقوا الزجاجات الحارقة على الشرطة التي هاجمتهم من جانبها بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع.
وفي الاسماعيلية قال شهود ان الشرطة اطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بالقاء الحجارة.
وفي السلوم اشتبك عمال مصريون مساء الخميس مع الشرطة بعد ان فوجئوا باغلاق منفذ السلوم الذي يستخدمونه للعبور الى ليبيا حيث يعملون.
واعلن اتحاد كرة القدم المصري تاجيل المباريات التي كانت مقررة الجمعة والسبت في اطار دوري كرة القدم.
وتعد التظاهرات التي تشهدها مصر منذ الثلاثاء الاكبر منذ تولي الرئيس مبارك (82 عاما) الحكم عام 1981.
ويعيش اكثر من 40% من 80 مليون مصري باقل من دولارين في اليوم.(ا ف ب)
