الفساد الأصغر وراءه فساد أكبر

تم نشره الأربعاء 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2018 12:56 صباحاً
الفساد الأصغر وراءه فساد أكبر
عمر العياصرة

تثبت حادثة البشير التي اكتشفنا من خلالها مئات العمال الذين يتم دفع رواتبهم، دون ان يعرفوا مكان او زمان الدوام ان ثمة تحالفا لئيما بين الفساد الكبير والصغير.
ان يقبل مواطن عادي، فقير، بإدراج اسمه في قائمة رواتب لشركة مقابل خمسين دينارا، ويعلم ان ثمة «حوتا فاسدا» سوف يتقاضى باقي الراتب مقابل عدم ذهابه للعمل، فهذا دليل على ازمة التحالف بين الفسادين.
الفساد الصغير مترامي الاطراف في كثير من مفاصل حياتنا: رشوة، محسوبية، تنفيعات، بيع اصوات، واكاد اجزم ان هناك تحالفا غير صحي بين «رأسمال فاسد ومتهرب» وبين الفساد الاصغر.
الفقر ليس مبررا كي نسرق او نرتشي او نكون ادوات للفساد، ويخطئ من يدافع عن هؤلاء وغيرهم من الموظفين الصغار الفاسدين تحت اي عنوان او سبب، مع تقديري للدوافع التي يجب قراءتها من الدولة بإمعان.
هناك تقصير من الدولة، وترهل لا يوجد عين حمراء يشعر بها الصغار كي يخافوا، واخشى ما اخشاه ان يصبح الفساد الاصغر مؤسسة وثقافة لا نستطيع الا التصالح معها.
لكن ايضا هناك فاسد كبير يقف وراء تلك الصورة المرعبة المتنامية للفساد الاصغر، والى الان لم نر «حوتا فاسدا» واحدا وراء القضبان رغم بعض القضايا التي اكتشفت.
الرزاز حوّل ملف البشير الى مكافحة الفساد، هذا جيد، وبعدها قام بإلغاء قائمة قبول جامعي مررت من تحت عباءة القوائم الرسمية، وهذا جيد ايضا.
لكنه لا يكفي، هناك رأس دبرت الامر هنا وهناك، هناك متنفع كبير، يجب رفع الغطاء عنه ومحاسبته، ليرتدع الفاسد الصغير قبل الكبير.
لا يعقل ما يجري، نحتاج الى عملية تنظيفات جادة، ولا مانع ان تكون هادئة، لكن عند اكتشاف متورط كبير سيكون من المقتل ان نتجاوز عنه.
بعض الفاسدين الكبار وراء القضبان، وبعض الصغار ايضا، سيكون لذلك دور في التأسيس لمرحلة محاربة الفساد الحقيقية، اما ان تمر الامور بدون محاسبة، فلعمري تلك مساهمة بمأسسة الفساد.

السبيل - الاربعاء 10/10/2018



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات