أبو غزالة : أزمة اقتصادية خطيرة ستضرب العالم قبل 2020

تم نشره الأربعاء 21st تشرين الثّاني / نوفمبر 2018 09:10 مساءً
أبو غزالة : أزمة اقتصادية خطيرة  ستضرب العالم  قبل  2020
طلال أبوغزالة

المدينة نيوز - : توقع الدكتور  طلال أبوغزالة المؤسس والرئيـس لمجموعة “طـلال أبوغـزاله” المزود العالمي الرائد للخدمات المهنية والتعليمية، حدوث أزمة اقتصادية عالمية خلال الفترة المقبلة بسبب الخلافات التجارية العالمية، كما أنه اختلف مع تقييم الصندوق النقد الدولي الذي يشير إلى نمو الاقتصاد العالمي لهذا العام بنسبة 3.9%.

يرأس الدكتور الاردني طلال أبو غزالة المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم “ASRENA”، ألمانيا، أيضاً يشغل منصب رئيس التحالف العربي للصناعات الخدمية وعضو لجنة منظمة التجارة العالمية الخاصة بتحديد مستقبل التجارة، كما ترأس منصب رئيس لجنة شؤون الدول الصناعية والنامية الحديثة، لجنة معايير المحاسبة الدولية، ويعد أحد القيادات الأكثر نفوذاً في العالم، بإنجازات ومساهمات بارزة في التعليم والمحاسبة، والملكية الفكرية وإدارة الأعمال والإدارة، والتجارة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعلوم والتكنولوجيا والقانون وغيرها من المجالات.

فقد أسس شركة ربحية خاصة متعددة النشاطات والاختصاصات مهمتها ورسالتها المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الوطن العربي.

وكان هذا نص الحوار الذي اجرته سارة محمود من صحيفة الوطن الامراتية تنشره المدينة نيوز لاهميته :

*تشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.9% هذا العام، في حين يتنبأ عدد من الخبراء حدوث أزمة اقتصادية عالمية مشابهة لأزمة عام 2008، فما هو رأيكم؟

اختلف مع تقييم صندوق النقد الدولي وأؤيد رأي الخبراء، فمن خلال متابعتي لهذا الأمر منذ شهور وجدت أن كل الدراسات والدلائل تشير إلى حدوث أزمة مالية دولية عام 2020 وربما قبل ذلك، ولكنها ستنتقل من أزمة مالية إلى اقتصادية ينتج عنها كساد وركود وغلاء في الأسعار، وهي تختلف تماماً عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت قبل عشر سنوات والتي كانت نتيجة لإنهيار سوق المال والتي تعنى بـ “الأسهم و الستندات”.

لقد صرحت عام 2008 وقت الأزمة المالية العالمية بأنني غير قلق على الاقتصاد، لأن الإنهيار في سوق المال يؤثرعلى الثروات الشخصية للمتعاملين أو المضاربين في البورصة دون إحداث أي تغيرات على النمو الاقتصادي أو المؤشرات الاقتصادية، وأكدت حينها أن ما يدعو للقلق حقاً تأثر النشاطات الاقتصادية المنتجة كإغلاق مطعم أو فندق وخلافه.

إن الأزمة المتوقعة ليست من نوع انهيار سوق المال وإن كان انهياره أحد مظاهرها، ولكن من مظاهرها الأخرى والأهم زيادة سعر الفائدة وارتفاع أسعار النفط بمعدلات هائلة.

*ما مدى تأثير الخلافات التجارية العالمية مثل فرض رسوم جمركية عقابية أمريكية على الصين وإعادة التفاوض في اتفاقية التبادل الحر “نافتا” و خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” وغيرهم على الاقتصاد العالمي؟

إن تأثير الخلافات التجارية العالمية لم يظهر بعد، لكنه ومن المؤكد أنها ستؤثر على الطرفين على حد سواء مما يزيد تأزم الوضع وتفاقم الأزمة الاقتصادية عالمية، كما يتنبأ الخبراء وكنتيجة متوقعة لهذه الأزمة خوض الولايات المتحدة الأمريكية حرب عسكرية حقيقة وليس حرب تجارية أو مالية أو اقتصادية، كون أمريكا لن تسمح بانهيار اقتصادها أو تقليص نفوذها وعليه ستتخذ أي إجراء لإسترداد مكانتها وفرض قوتها وهيمنتها، ما يعني أننا نواجه ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.

قناعتي الشخصية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير راض عن النظام المالي والنقدي والاقتصادي العالمي، ويريد فرض تغيرات والتي لن تحدث إلا من خلال عقد مباحاثات بين القوتين العظمى “وليس ثلاث قوى عظمى” وهما الصين وأمريكا للإتفاق سوياً على طريقة إدارة العالم، الهدف كيف نصل إلى عالم ثنائي السيطرة وثنائي القمة ليصبح هناك G2 بدلاً من G20 “مجموعة العشرين”.

أأكد مرة أخرى أن الفترة المقبلة ستشهد صراعات أكثر مما نراه حالياً، ونتوقع خلال عام 2019 حدوث فوضى تامة في سوق التجارة العالمية بسبب فرض كل دولة شروط تناقض ما وقعت عليه من اتفاقيات كما تفعل أمريكا، فما نواجهه الأن أن هناك رئيس يرغب في تغيير النظام العالمي مما يتسبب في وقوع خلافات ومشاكل وأضرار كبيرة على مستوى جميع الأطراف.

*ما العوامل التي تشكل خطراً على استقرار الاقتصاد العالمي، وما هي الحلول للحد من الأزمة؟

ـ حقيقة إن هذا السؤال بالغ الأهمية ولكن الرد عليه يتطلب دراسة كل دولة الإجراءات الإحترازية للحد من وقوع أضرار أو منع حدوثها مسبقاً، لذلك أنصح بتشكيل فرق عمل تدرس ما هي الإقتراحات الإحتياطية المسبقة المانعة للحدث والتي يفترض البدء في تنفيذها من الآن وليس وقت الأزمة، علماً بأن اقتصاد الدول المنتجة للنفط يختلف عن الدولة الزراعية أو الصناعية وغيرها، لذلك من الضروري أن تشكل فرق عمل لوضع الدراسة المناسبة لها.

*ما تأثير الحروب التي تشهدها المنطقة على الاقتصاد العربي والعالمي؟

ـ لكي نكون صادقين مع أنفسنا نحن ليس لنا قرار فيما يحدث لنا، فنحن جزء من نظام القوى العظمي العالمي الذي يخوض ويقود المعارك في العالم، والمؤلم في الأمر أنه لا يوجد منطقة في العالم مستهلكة وتستنزف ثرواتها ومواردها وإمكانياتها للدول الخارجية لتنهبها مثل منطقتنا العربية، ولعل ما يفسر وضعنا مقولة كيسنجر “إن المبادئ والمعايير والقيم هي لنا وليس للعالم الخارجي” ما يعني أن حقوق الإنسان والديمقراطية وما يدعوه لهم لا لغيرهم، كذلك ومع الأسف نحن في وضع أننا مأخوذين بدون قرار أو قدرة على المقاومة من قبلنا.

*ما تقييمكم للوضع الاقتصادي العام محلياً ؟ وما هي نقاط القوة ونقاط الضعف؟

أُحي دولة الإمارات العربية المتحدة لأنها أول دولة في المنطقة وضعت استراتيجية للذكاء الإصطناعي واستراتيجية للإبداع والاختراع فهذا هو المستقبل وما سيصنع الدولة ويجعلنا محصنين ضد الغرب.

قبل عشرين عام وقعت خلافات بين بيل غيتس والحكومة الأمريكية، وحين سئل آنذاك عن تطورات الأحداث أجاب بأنه والدولة شركاء ولا يمكن لطرف الإستغناء عن الآخر، فكهذا تكون قوة المؤسسات الإبداعية لأن المستقبل لا يوجد به مصدر للثروة سوا صنع المعرفة والاختراعات، وكون الدولة ركزت على هذا الموضوع واعتبرت الإبداع واجب ومسؤولية تقع على كل شخص فيها بالإضافة إلى اعتمادها على الذكاء الإصطناعي فهذا بحد ذاته يعد مصدر قوة.

قبل ثلاثين عام اجتمعت مع بيل غيتس في ندوة وسألته كيف تصف في كلمتين هذا القرن “حتى نهاية الألفية” وكان رده “الذكاء الإصطناعي”.

نحن لا نزال في بدايات الثورة الصناعية الرابعة والتي تختلف عن الثورات السابقة كونها ستدخل في كل شيء يخص حياتنا وتؤثر على مختلف مجالات الحياة مثل الزراعة الذكية والتعليم وغيره، لذا أقول أنه من المهم التركيز على كيفية استعمال الذكاء الإصطناعي وكيفية الاختراع، وبهذه المناسبة أعلن عن إصدار كتابي الجديد بعنوان “عالم معرفي واثق الخطى” والذي من المتوقع صدوره خلال الأسبوع الجاري.

مضيفاً أنشأنا في مجموعة طلال أبوغزالة أول كلية جامعية في العالم لا يتخرج منها الطالب بشهادة بل بإختراع، بمعنى أنه يتم تخريج مخترع ينشأ مشروع ويتيح لغيره فرص عمل، وهذا التوجه نريد أن نقوده ونتنمى أن يكون نموذج في كل جامعتنا.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات