الجزائر تستقل قطار التغيير للحفاظ على النظام

تم نشره السبت 05 شباط / فبراير 2011 11:54 صباحاً
الجزائر تستقل قطار التغيير للحفاظ على النظام

 

المدينة نيوز- يبدو ان حكام الجزائر خلصوا لصحة  ما قاله جوسيبي دي لامبادوسا في روايته الفهد التي ترجع للقرن التاسع  عشر //كل شيء ينبغي ان يتغير كي تبقى جميع الامور على حالها.//     أضحت الجزائر أحدث دولة عربية تعلن تغييرات سياسية تهدف للحفاظ  على نظام تهيمن عليه الاجهزة الامنية وتفادي احتجاجات مطالبة  بالديمقراطية أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي وتهدد  الرئيس المصري.
وربما تنجح هذه الالية لان ثروة البلاد من النفط والغاز تتيح مهلة  للحفاظ على السلام الاجتماعي بينما المعارضة متشرذمة فيما لا تزال  ذكريات ذكريات الحرب الاهلية في التسعينات التي راح ضحيتها 150 الف  شخص تطارد المواطنين.
وبشكل مفاجىء قررت السلطات رفع حالة الطواريء التي فرضت في عام  1992 بعد الغاء انتخابات عامة كانت الحركة الاسلامية تتجه للفوز بها.
وقاد ذلك لعقد من اعمال العنف ارتكب خلاله الجانبان اعمالا وحشية  لينتهي بسحق جبهة الانقاذ الوطني.
والان يقول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الوجه المدني لنظام  يهيمن عليه الجنرالات والشرطة السرية انه سيخصص وقتا لجميع الاحزاب  السياسية القانونية في اجهزة الاعلام الرسمية وسيسمح بالتظاهرات في جميع  انحاء البلاد باستثناء العاصمة الجزائر والمنطقة المحيطة بها.
ويقول بنيامين ستوريا اكبر المؤرخين الفرنسيين لتاريخ الجزائر //من  الواضح انه استجابة للاحداث في تونس ومصر ومحاولة من السلطات  الجزائرية تجاوز المنحني وتفادي احتجاجات شعبية كما حدث في اليمن.//     وتابع //لم يراودهم حلم رفع حالة الطواريء على أي نحو اخر .//     كما يبدو ان النظام ينتهج سياسة فرق تسد لبث الفرقة في صفوف  الجبهة الوليدة المطالبة بالديمقراطية المكونة من احزاب سياسية  علمانية صغيرة والرابطة الجزائرية لحقوق الانسان التي كانت تميل منذ فترة  للحوار مع اسلاميين .
وقال فضيل بومالة احد منظمي مسيرة احتجاجية وجهت الدعوة  لتنظيمها في 12 فبراير / شباط //امل ألا تكون خدعة جديدة من جانب  السلطات.//     وتابع //أعتقد ان السلطات تحاول كسب الوقت بدلا من الوصول لجذور  المشكلة. يريدون سحب البساط من تحت قدم المعارضة بقولهم - طلبتم رفع  حالة الطواريء وقد تحقق.//     وتراقب الصفوة الحاكمة - التي تشكلت حول الضباط الذين حاربوا في  حرب الاستقلال عن فرنسا في الفترة من عام 1954 - 1962 - عن كثب الاحداث  في مصر ويحكمها نظام مماثل يتمثل في حكومة يسيطر عليها عسكريون ذات  واجهة مدنية.
ويتحدث كثير من الجزائرين عن /القوى المهيمنة/ في اشارة لاجهزة  أمنية مبهمة تسيطر على الاقتصاد وعلى الجانب الاخر حكومة مشكلة من  ساسة مدنيين يشاركون في مناقشات في البرلمان ويحددون الوان اشارات  المرور.
وعلى مدار ثلاثة عقود منذ الثورة الاسلامية في ايران في عام 1979  ضمن حكام الجزائر ومعظم الدول العربية دعما دوليا بتصوير انفسهم  كحصن اخير في مواجهة مد اسلامي.
وتحت مسمى الاستقرار غضت الحكومات الغربية الطرف عن المذبحة  الجزائرية في التسعينات ولخصها رئيس وزراء الجزائري الاسبق رضا مالك  بقوله ان الفزع ينبغي ان ينتقل للطرف الاخر.
وانتقل الفزع لطرف الاخر في تونس و مصر حيث تحدى محتجون خطر الموت  والاصابة للتظاهر من اجل الديمقراطية وضد حكامهم.
ولم تتضح التطورات في الجزائر بسبب //لعنة الموارد// في قطاع الطاقة  الذي مول الصفوة وشجع على قيام اقتصاد يعتمد على الواردات واضعف  الانتاج المحلي.
وكبحت البيروقراطية قيام مشروعات ولم تترك للشبان الجزائريين مفر  سوي الاختيار بين الهجرة حتى أغلقت الدول الاوروبية أبوابها أو البطالة.  ولم تتواكب مشروعات بناء المساكن مع النمو السريع للسكان.
وقادت الاحباطات الاجتماعية والاقتصادية التي اججت المد الاسلامي  لاحتجاجات محلية متكررة لم تدم طويلا في اغلب الاحوال.
وعلى عكس تونس حيث تصاعد حادث اضرام بائع خضروات محبط للنار في  نفسه ليتحول الى حركة احتجاج وطنية فان السلطات في الجزائر سريعا ما  تتدخل بالمال لاحتواء احتجاجات ضد الاسعار ونقص في المساكن لم تدم طويلا.
وقام حكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على القمع  السياسي والمحسوبية ولكنه ساهم في ظهور طبقة متوسطة متعلمة وقطاع خاص  مزدهر وضع الاساس لحركة ديمقراطية.
وربما يكون التحدي السياسي الذي تمثله الجبهة الوليدة المطالبة  بالديمقراطية اكثر صعوبة في المواجهة من الاضطرابات الاقتصادية ولكن  الصحافة الخاصة التي تعبر عن رايها ونوعا من المناقشات في البرلمان كانت  بمثابة وسيلة للتنفيث .
وتحكي مزحة شائعة في منطقة المغرب العربي مأخوذة عن الحقبة  الشيوعية في اوروبا تحكي عن كلبين التقيا على الحدود بين الجزائر  والمغرب.
وسال الكلب التونسي الاخر //لماذا تريد المجيء الى تونس.. //     فاجاب الكلب الجزائري //اريد ان اكل ولكن لماذا تريد انت القدوم  الى الجزائر .
فاجاب الاول //كي أنبح.//    (رويترز)  



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات