لكي لا نعود للعنف من جديد!

تم نشره الجمعة 07 كانون الأوّل / ديسمبر 2018 01:05 صباحاً
لكي لا نعود للعنف من جديد!
موفق ملكاوي

مؤسف جدا ما حدث في جامعة البترا يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن عاث مقتحمون بحرمة الجامعة، وأدوا إلى نشوب مشاجرة كبيرة، أصيب فيها طلبة ممن جاؤوا إلى الجامعة لتلقي العلم، ولكي يعيشوا مع زملائهم حياة آمنة داخل أسوار الجامعة.
قد نتفهم أن ينشب خلاف بين الطلبة أنفسهم، وقد يتطور إلى مشاجرة. ولكن ما لا نفهمه هو أن يتورط أناس من خارج الجامعة بعنف كبير من أجل الاحتجاج على قرارات إدارية من الجامعة!
الاقتحام الفاضح لحرم الجامعة، وبحسب الإدارة، جاء على خلفية مشاجرة سابقة حققت فيها واتخذت قرارات بفصل سبعة طلاب متورطين. لكن هذا الأمر لم يعجب أهالي أولئك الطلبة، لذلك خططوا لـ"غزوتهم"، وانتهكوا حرم الجامعة من خلال تحطيمهم إحدى البوابات الرئيسية، دون أي احترام للحرم الجامعي، ولا لقدسية دور العلم!
البشاعة التي تم فيها الأمر أعادنا إلى سنوات قليلة مضت، يوم "ازدهر" مصطلح "العنف الجامعي"، من خلال عشرات المشاجرات الجامعية التي اندلعت خلال أشهر معدودة، وفي العديد من الجامعات الحكومية والخاصة.
حينها، كان التعليم كله "على كف عفريت"، فقد أدى ذلك العنف إلى تعطل الدراسة في العديد من الجامعات، وأصبحت البيئة الدراسية غير صديقة للطلبة، ولا هي آمنة لهم.
أتذكر الكثير من النظريات التي قيلت حينها في محاولة لتفسير هذا العنف الذي ابتلينا فيه بذلك الحجم من غير سابق إنذار، وأذكر أن بعضها كان يحمل صفة "نظرية المؤامرة" التي تشير إلى تورط جهات بعينها في هذا العنف للفت الأنظار بعيدا عن قضايا جوهرية. ورغم أن جميع النظريات لم تثبت صحتها، لكن المهم هو أن تلك الحقبة انتهت على خير، وعاد الهدوء إلى الجامعات من جديد.
اليوم، نضع أيدينا على قلوبنا حين نشاهد الانتهاك الفاضح لحرمة جامعة البترا، والعنف الكبير الذي اندلع في حرمها، فنحن لا نريد أن نعود إلى سنوات مضت، وأن يعود مصطلح "العنف الجامعي" إلى الظهور من جديد، مهددا أبناءنا وعملية التعليم برمتها.
إن كنا نريد علاجا فعالا، فينبغي أن يتم التعامل مع هذه القضية بحزم وصرامة، وضمن القوانين المرعية، سواء القوانين الداخلية للجامعة التي من المفترض أن يخضع لها الطلبة المتورطون، أو قوانين الدولة التي يجب تطبيقها على الطلبة وعلى مقتحمي الجامعة.
بدون ذلك، فنحن نفتح بابا واسعا للعنف والقلاقل وعدم الاستقرار. كما أننا نطيح بسنوات الهدوء التي أعقبت زوبعة كبيرة من العنف الجامعي والمجتمعي الذي عانينا منه جميعنا.

الغد - الجمعة 7-12-2018



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات