صعوبة الاقلاع عن التدخين..هذه هي الاسباب

تم نشره الأربعاء 12 كانون الأوّل / ديسمبر 2018 09:00 مساءً
صعوبة الاقلاع عن التدخين..هذه هي الاسباب
تعبيرية

المدينة نيوز :- لا يشعر بصعوبة توقيف التدخين الا المدخن نفسه، فكما يقول المثل الشائع ، الجمرة لا تحرق سوى مكانها. كثيرون هم المنظرون و كثيرون هم الذين بستخفون بعوارض و صعوبة التوقف عن التدخين ، لكن حقيقة الامر ليست بهذه السهولة. فكم من مرة حاولتم ايها المدخنون الاقلاع عن آفة التدخين و فشلتم بعد فترة قصيرة او اكثر.

و في احدى الدراسات العلمية ، لقد تبين ان هناك عوامل جينية تجعل البعض يدمنون على التدخين اكثر من غيرهم.

و مع ان معظم المدخنين يريدون الاقلاع عن التدخين و برغم توفر الكثير من الادوية التي تساعد على التخلي عن هذه العادة، الا ان هناك 1.3 مليار انسان مازالوا يدخنون حول العالم.

فما هي اهم اسباب صعوبة التخلي عن التدخين؟

إنها في الواقع أسباب معقدة تتراوح بين الإدمان على النيكوتين إلى التعلق بوجود السيجارة في اليد والفم إلى أسباب جينية ونفسية متباينة من شخص إلى آخر.

ولأن معرفة أسباب الإدمان تعطينا تفهّما أوضح لجذور المشكلة، فهي تسهّل فرص معالجتها. وسنشرح هنا أبرز الأسباب التي تجعل الإقلاع عن التدخين صعبا.

الإدمان على النيكوتين

تحتوي السجائر على مادة النيكوتين، وهي مادة موجودة في نبات التبغ لها تأثير التنشيط والاسترخاء معاً، وتنتقل المادة خلال ثوانٍ إلى الدماغ حين يتم استنشاقها، ما يسبب شعورا بالراحة وتخفيفا في مستوى التوتر، ويقوم النيكوتين أيضا بتعديل المزاج وزيادة سرعة نبضات القلب. غير أن هذا الشعور مؤقت، وبعد أن تزول المادة من الجسم يزداد الاشتهاء لسيجارة أخرى، ما يسبب حلقة مفرغة من الإدمان. وقد اعتبر تقرير لكبير الأطباء في الولايات المتحدة أن "النيكوتين مادة مسببة للإدمان بنفس مستوى الهيروين والكوكائين".

يضاف إلى ذلك، أن شركات التبغ قامت خلال العقود الماضية بإعادة تصميم السجائر لتكون أكثر إدمانا، وفقا لدراسة أعدتها وزارة الصحة العامة في ماساشوسيتس بالتعاون مع كلية الطب في جامعة ماساشوسيتس.

وتشمل أعراض نقص النيكوتين في الجسم الشعور بالتوتر والخمول وصعوبة في النوم وتعكر المزاج وصعوبة في التركيز وزيادة الشهية للطعام. ومع أن هذه الأعراض تكون على أشدّها في الأيام والأسابيع الأولى، إلا أنها قد تستمر أشهراً، لكنها تتضاءل تدريجيا في كل يوم يخلو فيه الجسم من النيكوتين.

التلازم اليدوي والشفوي

يتعلق كثير من المدخنين بالسجائر لأنهم يشعرون بحاجة دائما لأن يكون هناك ما يُشغل يدهم أو فمهم. فطريقة الإمساك بالسيجارة وتلازمها مع الفم (فيما يسمى بالتلازم الشفوي oral fixation) جزء أساسي من الإدمان. كما أن التدخين بالنسبة للكثيرين مرتبط بعادات أخرى مثل شرب القهوة أو الشاي أو الكلام مع الأصدقاء المدخنين، فتصبح هذه العادات "معززات ثانوية". في هذه الحالات يكون هناك احتمال عال للفشل في الإقلاع عن التدخين باستخدام علاجات التعويض عن النيكوتين، لأن المدخن يعتمد على وسائل سلوكية للراحة، لذا يحتاج إلى إلهاء يديه وشفتيه ببدائل عن السجائر.

الميول الجينية للإدمان

وجدت العديد من الدراسات أن هناك عوامل جينية تجعل البعض يدمنون على التدخين أكثر من غيرهم. فقد وجدت دراسة نشرت في مجلة "الإدمان" Addiction متغيرا جينيا أطلق عليه CHRNA5 يزيد من احتمال التعلق بالتدخين بعد التجربة الأولى.

كما وجدت دراسة نشرت في "مجلة الجمعية الطبية الأميركية" أن المراهقين الذين لديهم عامل جيني ميال إلى الإدمان لديهم ميل أكبر بنسبة 24 في المئة لأن يكونوا مدخنين يوميا بعد السيجارة الأولى بحلول سن الـ15، كما أن لديهم ميل أكبر بنسبة 22 في المئة لأن يفشلوا في محاولات الإقلاع عن التدخين بعد أن يبلغوا مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم هذا العامل الجيني.

العوامل النفسية والعاطفية

يرى الدكتور جون فتزجيرلد، عالم النفس المتخصص في شؤون الإدمان أن من أبرز الأسباب التي تجعل الناس يفشلون في الإقلاع عن إدمان مثل التدخين أنهم لا يعالجون القضايا الأساسية الكامنة وراءه والتي كثيرا ما تعود إلى المعاناة النفسية قبل فترة البلوغ. ويقول إن القضايا الأساسية تأخذ أشكالا مختلفة لكن من أكثرها شيوعا الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وارتباط التدخين بأنواع أخرى من الإدمان مثل القمار والجنس والمخدرات، والصدمات النفسية أو الجسدية أو الجنسية، وقضايا العلاقات العاطفية والعائلية، والبدانة وآثارها النفسية، والحزن بعد فقدان عزيز دون معالجة مشاعر الأسى بطريقة مناسبة.

ويقول فتزجيرالد "أرى أن معالجة القضايا النفسية الأساسية هي في صميم مساعدة شخص على الإقلاع عن أي نوع من الإدمان بشكل كامل لأن هذه القضية كثيرا ما تستخدم كوسيلة تعايش مع المشكلة". ويضيف "هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها لتسوية تلك القضايا الكامنة، لكنها تبدأ بقرار يتخذه الإنسان من أجل التغيير".

أضرار التدخين تظهر بعد سنوات طويلة

ومن الأسباب الأخرى التي تجعل الإقلاع عن التدخين صعبا هو عدم الشعور بالضرورة العاجلة للإقلاع. فعلى عكس الأنواع الأخرى من الإدمان، فإن الأضرار الصحية للإدمان على السجائر لا تظهر إلا ببطء شديد، بعد سنوات طويلة من التدخين، وبعد أن تصبح عادة مترسخة، كما أن القدرات العقلية تبقى سليمة في غالب الأحيان، وليس هناك تأثير يذكر على السلوكيات الاجتماعية.

كل هذه العوامل لا تشكل خطرا عاجلا بالنسبة للمدخن الشاب، ولا تخلق دافعا قويا للإقلاع، فيستمر في التدخين، ظانا منه أنه سيستطيع الإقلاع عن العادة في فترة لاحقة من حياته,وفق الديار .

وعلى المستوى الاجتماعي، يؤكد برنارد لون، رئيس مؤسسة بروكور التي تسعى لتعزيز صحة القلب في البلدان النامية أن المجتمعات تأخرت في اتخاذ خطوات لمعالجة الآفة التي تقتل الملايين بسبب تأخر ظهور آثارها الاجتماعية.

الخوف من زيادة الوزن

يعتبر الخوف من زيادة الوزن أحد العوامل التي تعيق المدخنين عن الإقلاع، لا سيما بالنسبة لمن يعانون أصلا من الوزن الزائد، فالنيكوتين مادة كابحة للشهية، وكثيرا ما استغلّت شركات التبغ الرابط المفترض بين التدخين والنحافة في إعلاناتها. ويزداد وزن المقلعين عن التدخين بمعدل خمسة كيلوغرامات في السنة الأولى من الإقلاع ممن لا يعتمدون على العلاجات المعوّضة للنيكوتين، وفقا لدراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية.

غير أن الدراسة نفسها وجدت أن الزيادة تكون في معظمها في الأشهر الثلاثة الأولى، وأكد الباحثون أن فوائد الإقلاع عن التدخين تفوق بكثير أضرار زيادة الوزن.

من ناحية أخرى، وجدت دراسة أجريت في جامعة أوتاغو في نيوزيلندا أن الإقلاع عن التدخين لا يؤدي إلى زيادة الوزن على المدى الطويل، بل وجدت أن الذين بقوا مدخنين زاد وزنهم أكثر من المقلعين في نهاية المطاف.

غير أن زيادة الوزن يمكن تجنبها إذا كان برنامج الإقلاع مصحوبا ببرنامج رياضي. فقد وجدت دراسة أجريت في جامعة هارفارد أن النساء المقلعات عن التدخين لم يزدد وزنهم إلا بمعدل 1.3 كيلوغرام حين مارسن الرياضة خلال فترة الإقلاع.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات