اليوم الوطني لقطر.. عام مشرق بالإنجازات

المدينة نيوز:- تحتفل دولة قطر غداً الأربعاء بذكرى اليوم الوطني تحت شعار "فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا"، يغمرها الأمل بغد مشرق ومستقبل ملؤه النجاح والإنجاز والسلام، وهي تستذكر في هذا اليوم السيرة العطرة للمؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني يرحمه الله الذي أرسى قبل حوالي مائة وأربعين عاماً عند تسلمه مقاليد الحكم في البلاد يوم 18 كانون الأول 1878 دعائم الدولة الحديثة، ووضع أسس بنائها ونهضتها.
ويكتسب الاحتفال بهذا اليوم في قطر أهمية خاصة وهي تواصل مسيرتها برؤية واضحة وخُطط وبرامج غير مسبوقة، واستراتيجيات متقدمة تدعمها إرادات صلبة ومشاريع طموحة غدت البلاد معها نموذجا في الرفاه والتطور الاقتصادي والاجتماعي القائم على ركائز ومقومات موروثة جيلا بعد جيل، والسير بخطى راسخة وواثقة نحو المستقبل.
ونقل تقرير لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) عن وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن العام 2018 كان مضيئاً ومشرقاً بالإنجازات والنجاحات والتفوق لقطر في مختلف القطاعات داخلياً وخارجياً، حيث شهدت الدولة إحدى أسرع الطفرات الاقتصادية في العالم، وقد تربعت على عرش انتاج الغاز المسال في العالم وغدت قوة كبرى في مجال الاستثمارات الخارجية، فضلاً عن إنجازات على مختلف المستويات والمجالات السياسية، والاقتصادية والعلمية، والثقافية، والاجتماعية، والتشريعية.
ولعل أبرز ما يتقدم إنجازات قطر هذا العام انفتاحها على مختلف الدول والشعوب بدبلوماسية نشطة وهادئة قائمة على سياسة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والتي رسم آفاقها أمير البلاد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورفدها بتوجيهات لبناء صرح الاستقلال الاقتصادي للدولة وتعزيز وتوطيد علاقاتها الثنائية مع كافة دول العالم.
ولتعزيز العلاقات القطرية مع الدول الكبرى الفاعلة على الصعيد الدولي، عُقدت خلال العام الجاري جولة الحراك الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية، وشملت أربعة منتديات اقتصادية بهدف تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية القوية التي تمتلكها الدولة، والتعريف بالمشاريع التنموية الكبرى التي يتم تنفيذها لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 والمشاريع المرتبطة ببطولة كأس العالم. وفي بداية العام الجاري عُقد في العاصمة الأميركية واشنطن، الحوار الاستراتيجي الأول بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، وترسيخ العلاقات التاريخية بين الدوحة وواشنطن على جميع الأصعدة، كما عقدت جولتان من الحوار الاستراتيجي مع كل من بريطانيا والصين لهذا الغرض.
وكان للخطوات الدفاعية نصيب متميز من التحركات والفعاليات القطرية خلال العام الجاري حيث تم الإعلان عن إنشاء "قاعدة تميم الجوية"، كما تم إطلاق سرب العمليات المشترك بين القوات الجوية الأميرية القطرية والقوات الجوية الملكية البريطانية، والاتفاق على تأسيس أسطول عمليات مشترك بين قطر والمملكة المتحدة لزيادة الإجراءات المشتركة في مكافحة الإرهاب وتطوير الجهود الاستراتيجية نحو تحقيق الاستقرار في الإقليم وخارجه، إضافة الى توقيع اتفاقية أمنية مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" لترسيخ الأمن والسلم في المنطقة.
وفي إطار اهتمام الدولة بالمسيرة التعليمية، تم الاحتفال بيوم التميز العلمي في دورته الحادية عشرة تحت شعار "بالتميز نبني الأجيال" وإطلاق البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وهو الأول من نوعه في تاريخ العرب والعربية، ويعكس حرص قطر على حماية اللغة العربية وتعزيز هوية الأمة العربية عبر النهوض بلغتها.
وفي هذا الإطار نجح برنامج "علم طفلاً" التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع في بلوغ هدفه وإعادة إلحاق 10 ملايين طفل بالمدارس في العالم.
وفي المجال الاقتصادي احتفل بتدشين مشروع الخزانات الاستراتيجية الكبرى لتأمين المياه في قطر، ويعد هذا المشروع من المشروعات الأكبر من نوعها على مستوى العالم، كما تم إطلاق القمر الصناعي القطري "سهيل سات" من قاعدة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأميركية لزيادة وتعزيز القدرات الفضائية للدولة، كما تمت الموافقة على إنشاء المجلس الوطني للسياحة والذي يهدف لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة والبرامج المتفرعة عنها، وتنظيمها وترويجها داخلياً وخارجياً، وإنشاء المنطقة الإعلامية الحرة بهدف استقطاب الإعلام العالمي والشركات التكنولوجية والمؤسسات البحثية والتدريبية في المجال الإعلامي والإعلام الرقمي.
وفي إطار الانفتاح الاقتصادي أبرمت الحكومة القطرية اتفاقيات ثنائية مع العديد من الشركاء في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي ساهم في ارتفاع حجم التبادل التجاري لدولة قطر مع العديد من دول العالم، ونظمت غرفة التجارة خلال العام الحالي أكثر من 170 فعالية ما بين مؤتمرات وندوات ولقاءات، واستقبلت 52 وفداً تجارياً عالميا، ونظمت 7 زيارات خارجية لأصحاب الأعمال القطريين إلى عدد من دول العالم للتباحث حول تعزيز علاقات التعاون بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم في مختلف دول العالم، في وقت واصل ميناء حمد دوره كبوابة بحرية كبرى لتجارة قطر مع العالم في وقت فاز مطار حمد الدولي للسنة الثانية على التوالي بجائزة "أفضل مطار في الشرق الأوسط".
وفي موازاة ذلك كان الأمن الغذائي وتنمية الموارد الطبيعية من أبرز اهتمامات الدولة حيث اعتمدت وزارة البلدية والبيئة خططاً وبرامج لزيادة إنتاج السلع الزراعية واللحوم الحمراء والدواجن والبيض والأسماك، وزيادة عدد المصانع المنتجة للأغذية ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي في القطاعات النباتية والحيوانية والسمكية، وبلغ عدد الشركات الزراعيّة التي تم تأسيسها في الدولة منذ بداية الحصار إلى الآن بلغ نحو 164 شركة، وتم لهذه الغاية تدشين شركة "حصاد" الغذائية وشركة "محاصيل" للتسويق الزراعي.
وفي إطار مشاريع البناء والبنية التحتية، أعلنت شركة الكهرباء والماء القطرية اكتمال مراحل إنتاج المياه بمحطة أم الحول للطاقة، التي ستصبح عند اكتمالها من أكبر محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه في منطقة الخليج، كما أعلنت المؤسسة القطرية العامة للكهرباء والماء "كهرماء"، عن تأهيل 16 شركة من كبرى الشركات العالمية الرائدة في إنشاء وتطوير محطات الطاقة الشمسية، تمهيدا لإنشاء أول محطة طاقة شمسية كبرى لإنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الخلايا الكهروضوئية.
وفي مجال الطاقة، تمكنت قطر للبترول من تحقيق خطوات متسارعة محليا وعالميا فيما يتعلق بقطاعي النفط والغاز خلال العام الحالي، حيث أنجزت دراسة فنية دولية لتقييم مختلف الأحواض الرسوبية على مستوى العالم بالتعاون مع شركة فرنسية، وستستخدم هذه الدراسة في توجيه خطط قطر للبترول المستقبلية في مجال الاستكشاف والإنتاج الدولي. أما على صعيد الاستحواذ فازت تحالفات تضم قطر للبترول بعقود استكشاف مناطق بحرية في سلطنة عمان والبرازيل والمكسيك والأرجنتين وجنوب أفريقيا، ووقعت قطر للبترول وشركة شل للغاز والطاقة اتفاقا لتطوير البنية التحتية في مواقع استراتيجية في مختلف أرجاء العالم لاستخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود للشحن البحري، كما تم دمج قطر غاز وراس غاز في كيان واحد اسمه "قطر غاز"، ما سيوفر ملياري ريال قطري من الكلفة التشغيلية سنويا، كما أعلنت قطر للبترول أن عمليات الحفر في مشروع زيادة إنتاج الغاز الطبيعي من حقل الشمال ستبدأ في العام 2019.
وعلى الصعيد الرياضي، تم الإعلان عن تصميم استاد لوسيل، الذي سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، فيما تمضي كافة مشاريع البطولة بصورة طبيعية وفق الجدول الزمني المحدد لها، وتسلم سمو الأمير تميم في موسكو في تموز الماضي، استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 رسميا، واعتمدت اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث "إطار أمن إلكترونيا متكاملا" استعدادا لكأس العالم لكرة القدم.
وفي إطار التنمية البشرية وحماية حقوق الإنسان، اتخذت الحكومة العديد من المبادرات وأصدرت العديد من القوانين والتشريعات والقرارات، لتطوير بيئة الأعمال والاستثمار في الدولة من أجل تعزيز النمو الاقتصادي وتوسيع دور القطاع الخاص في مختلف الأنشطة، وسنت قانونا ينظم موضوع اللجوء السياسي إليها قانونيا أسوة بالدول المتقدمة، وقانوناً آخر يمنح بموجبه حق الإقامة الدائمة في الدولة بموجب شروط يحددها القانون، وعدلت قانون خروج ودخول الوافدين وإقامتهم، وأصدرت قانون استثمار رأس المال غير القطري، وقانون المناطق الاقتصادية، كما تمت الموافقة على إنشاء صندوق دعم وتأمين العمال.
وظل موقف دولة قطر الداعم للقضية الفلسطينية ثابتا وراسخا وملتزما، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للأشقاء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والقدس الشريف وفي كافة المجالات، وفي هذا الاطار أعلن صندوق قطر للتنمية عن دعم بقيمة 150 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة للتخفيف من تفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.
وانطلاقا من ثوابتها في الوقوف الى جانب الأشقاء والأصدقاء تعهدت قطر بتوفير10 آلاف فرصة عمل في دولة قطر لشباب وشابات المملكة الأردنية الهاشمية، بالإضافة إلى استثمار 500 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية والسياحة في الأردن، وتقديم مبلغ 500 مليون دولار في شكل قرض ميسر واستثمارات دعما للبنان، وضاعفت مساهمتها في الصندوق العالمي لإشراك المجتمعات ومساعدتها على الصمود في مواجهة التطرف العنيف إلى عشرة ملايين دولار. وتعددت مشاريع ومبادرات الدعم المالية والمادية بما فيها الأغذية والأدوية والوقود وإمدادات الإغاثة والتمويل القطرية من الجهات الرسمية والشعبية، ووصلت إلى أعداد ضخمة من الناس في مختلف مناطق الأزمات والكوارث والمحن.