القدس نقطة ارتكاز في خريطة السياسة الاردنية

تم نشره الثلاثاء 22nd كانون الثّاني / يناير 2019 03:00 مساءً
القدس نقطة ارتكاز في خريطة السياسة الاردنية
العلمان الاردني والفلسطيني - ارشيفية

المدينة نيوز- بشرى نيروخ- :  تتصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على القدس وخصوصا داخل داخل الحرم الشريف، وعموم المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وفق سياسة ممنهجة تتضح ظلاميتها وجرائمها في الآونة الأخيرة، بحسب خبراء ومتابعين.
هؤلاء الخبراء قالوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان القضية الفلسطينية وجوهرها القدس تشكل نقطة ارتكاز في السياسة والدبلوماسية الأردنية، وقد بذل الأردن وما يزال يبذل جهوداً كبيرة على الصعيد الإقليمي والعالمي.
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، يرى ان إسرائيل استغلت إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل وما تبعه من نقل السفارة الأميركية إلى القدس، بإصدار قانون القومية اليهودي بتاريخ 19/7/2018، ونص على اعتبار القدس الكاملة الموحدة عاصمة لإسرائيل، لتنشط بعدها الدبلوماسية الإسرائيلية نحو محاولة كسب تأييد دول العالم للاعتراف بالقدس عاصمة لها، وبالتزامن مع مساعيها الدبلوماسية لتغيير مواقف الرأي العام الدولي، استمرت اسرائيل في سياسة التضييق على المقدسيين في اطار خطتها ومساعيها لتهويد المدينة المقدسة.
كنعان اشار الى انه من هذه الممارسات المتسارعة مؤخراً قيام إسرائيل بنصب أعمدة خشبية وهياكل معدنية بالقرب من حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك ومصادرة وسرقة حجر كبير سقط من الجدار الغربي للمسجد الأقصى في شهر تموز من العام الماضي، كنتيجة طبيعية لسياسة إسرائيل القائمة على حفر الأنفاق والحد من عمليات الترميم والاعمار ومضايقة القائمين عليها، إلى جانب تسهيل وحماية الاقتحامات المتواصلة، فهذه الإجراءات تأتي بالتوازي مع قيام إسرائيل الترويج لأكاذيبها وزيفها ومزاعمها حول خرافة الهيكل، الذي لم تدلل عليه أية دراسة أو بحوث علمية وآثارية، بما في ذلك ما يقوم به الإسرائيليون أنفسهم من تنقيبات ودراسات شاملة طاولت كل شبر تحت المسجد الأقصى وحوله دون نتيجة، سوى ضررها المتعمد على أساسات المسجد الأقصى، إضافة إلى الانهيارات والتشققات التي سببها حفر شبكة من الأنفاق تحته.
واضاف ان الأمر الذي يجعل إجراءات اسرائيل العدوانية على القدس ومقدساتها والمسجد الأقصى بالذات باعتباره المستهدف في المقام الأول (وهو كل ما أحاط به السور ومساحته 144دونما)، يخالف قرارات الشرعية الدولية كلها والمنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إضافة إلى معارضة هذا العمل لقرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنها القرار الصادر في تشرين الاول 2016، والذي نص :"إن المسجد الأقصى / الحرم الشريف موقع إسلامي مقدس مخصص لعبادة المسلمين، وان باب الرحمة وطريق باب المغاربة والحائط الغربي للمسجد الأقصى وساحة البراق جميعها أجزاء لا تتجزأ من المسجد الأقصى/ الحرم الشريف، ويجب على إسرائيل تمكين الأوقاف الإسلامية الأردنية من صيانتها وإعمارها حسب الوضع التاريخي القائم قبل الاحتلال عام 1967م"، وصدر عن منظمة اليونسكو قرارات عديدة لاحقة بنفس المضمون ثبتت المسميات التاريخية ومنها حائط البراق رافضة المسمى الزائف الذي تحاول إسرائيل ترويجه وهو لفظ ( حائط المبكى)، الذي لا أساس تاريخي أو ديني حقيقي يؤكده.
وعن الدور الأردني تجاه القدس في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، قال كنعان ان الأردن حرص على القيام بدوره النابع من أبعاد دينية وتاريخية وقانونية (تتصل بمشروعية الوصاية) تجاه القضية الفلسطينية وجوهرها القدس، وهذا الدور والواجب المقدس قائم على حمل أمانة الدفاع عنها في المحافل المحلية والإقليمية والعالمية كافة.
وأوضح ان المطالع لمسودات ومشاريع القرارات المقدمة والصادرة عن هيئة الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها يجد أن الأردن هو من أوائل الدول المطالبة والفاعلة في إصدارها، ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي المتواصل بتوجيه مباشر ودائم من القيادة الأردنية بصفتها القائمة على الوصاية التاريخية للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وباعتراف دولي نصت عليه عدد من القرارات الدولية مثل قرار منظمة اليونسكو الصادر في تشرين الاول 2016، وما تلاه من قرارات، واعتراف عربي وإسلامي نصت عليه مؤتمرات القمة العربية والمؤتمرات الإسلامية، حيث تم الإشارة في البيان الختامي لجميع هذه المؤتمرات للوصاية الهاشمية، كما اعترفت بها إسرائيل نفسها بمقتضى المادة التاسعة من اتفاقية وادي عربة.

واضاف ان نيل جلالة الملك عبد الله الثاني، جائزة تمبلتون العالمية يؤكد دور جلالته العالمي في تحقيق الوئام الديني والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهو دليل على الاعتراف بهذه الوصاية والرعاية التاريخية الهاشمية، ويكرر جلالته باستمرار وفي معظم خطاباته ومقابلاته خطورة السياسة التي تنتهجها إسرائيل وأثرها على العملية السلمية وحتى على موقف الدول المؤيدة لإسرائيل والتي تقبع الآن في حالة من الحرج والقلق، حيث يقول جلالته في مقابلة له مع قناة (فوكس نيوز) بتاريخ 26 أيلول 2018: ((إن حل الدولة الواحدة يشكل برأيي مشكلة رئيسية لإسرائيل في كيفية تعريفها لنفسها وكيف تعرف نفسها داخليا أيضاً، فحقيقة الأمر أننا سنكون بصدد نظام فصل عنصري. ولذلك، هناك الكثير من الداعمين لإسرائيل في الخارج يساورهم القلق حول المسار الذي تتخذه إسرائيل))، بمعنى أن حالة التذمر من السياسة الإسرائيلية تبدو اليوم كبيرة وعامة بخاصة مع تصعيدها وتيرة الانتهاكات والاعتداءات غير المبررة ضد شعب أعزل صاحب حق وشرعية أزلية.
وبين أن دعوات الدبلوماسية الأردنية لإسرائيل والمتكررة بضرورة التوقف عن سياسة الانتهاك والاعتداء تأتي كمطالب قانونية وفي نفس الوقت مشروعة لا يمكن لإسرائيل تجاهلها، كما ان الخارجية الأردنية تبذل جهوداً كبيرة في هذا المجال لوضع العالم وجميع الهيئات والمنظمات القانونية والحقوقية أمام حالة التأزم السياسية والمعيشية الصعبة لفلسطين والقدس، وهي جهود مقترنة بدور بارز لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية والتي تنشط في رعاية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية ودور الصندوق الهاشمي فيها.
وأضاف ان عن نشاط العديد من اللجان المحلية ومنها اللجنة الملكية لشؤون القدس التي تُعنى في تقريرها اليومي الذي يوزع منه ورقياً والكترونياً ما يزيد عن "120" ألف نسخة لوضع المهتمين بصورة التطورات والانتهاكات اليومية في القدس، للمساهمة مع غيرها من الجهات الرسمية والأهلية المعنية في الأردن في جهود تحريك الرأي العام ومطالبته بالضغط على إسرائيل للكف عن انتهاكاتها.
وأوضح انه آن الوقت أن يلتفت العالم ومنظماته لحجم الجرائم التي تنتهك ضد الشعب الفلسطيني من دولة تدعي الديمقراطية والرغبة في السلام، علماً أن واقع الحال يظهر رفضها للسلام وتمسكها وبعنجهية بسياسة التقتيل والتهويد ، ونحن نرى ونسمع ونطلع على مطالبات العديد من المنظمات الدولية والعربية والإسلامية وكذلك المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان بما فيها الناشطة في إسرائيل نفسها .
وتساءل كنعان عن عدم معاقبة إسرائيل بشكل رادع وكفيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وقال ان من حق الأردنيين وأهل فلسطين التساؤل هل القدس وفلسطين قضية فلسطين فقط أم أردنية وعربية وإسلامية، وهم يجدون الأردن يقف وحيداً ومتصدراً الدور الدفاعي عن الأمة في وجه الإجراءات والاعتداءات الصهيونية اليومية ومخططاتها في تهويد القدس ومقدساتها.
خبير القانون الدولي المحامي انيس فوزي القاسم، قال ان كل المواثيق الدولية تقدم حماية منذ ميثاق عصبة الامم ولغاية الان ، وكافة القرارات التي صدرت عن الامم المتحدة بما فيها مجلس الامن الدولي، والجمعية العامة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي واليونسكو ومحكمة العدل الدولية، اذ ان جميعها تؤكد على ان القدس الشرقية أرض محتلة، وتخضع لحمايات القانون الدولي.
وبين انه وحتى يومنا هذا لم تجد القدس قرارا سياسيا عربيا او اسلاميا لتنفيذ هذه الحمايات القانونية، ولم تتخذ الدول العربية بما فيها منظمة التحرير ولا الدول الاسلامية ، قرارات ذات صبغة تنفيذية لتنفيذ ما يقول به القانون الدولي عن القدس، بل على العكس ، فإن بعض الدول الاسلامية الرئيسية تتواطأ مع الاحتلال الاسرائيلي وتنسى موضوع القدس.
وأشار الى ان القيادة الفلسطينية تتحمل العبء الاكبر في تجنيد الرأي العام لاسيما العربي والاسلامي لتقديم حمايات للقدس واهلها.
الرئيس السابق لجمعية يوم القدس الدكتور صبحي غوشه، قال انه على الرغم من وجود القانون الدولي ، الا ان الكيان الصهيوني لا يحترم القانون وقرارات هيئة الامم المتحدة ، منذ ان صدرت ولغاية الان.وما يجري مؤخرا من اعتداءات على مسجد قبة الصخرة المشرفة التي تم اغلاقها بعد تدنيس الكيان الصهيوني للمصلى، والحملات الشرسة على المقدسات المسيحية كما حدث في حيفا في معرض الصور المسيئة للسيد المسيح والسيدة مريم العذراء.
واضاف : انا ضد قرار التقسيم لأنه جائر، وهو اول قرار دولي لم ينفذه الكيان الصهيوني، الذي يتجاهل هذه القرارت، غير معتمدين على حسن نوايا الكيان الصهيوني في تنفيذ أي قرار ، ويجب البحث عن وسائل أخرى تحمي حقوقنا ودعم مصير بلدنا".
وعن دور الهيئة العامة للامم المتحدة في حماية الشعب الفلسطيني بقراراتها، بين الدكتور غوشة ، ان الهيئة لا يمكنها تنفيذ أي من القرارت أو حماية الشعب الفلسطيني من الانهاكات وسلب الاملاك او حماية البيوت من التدمير، فالهيئة والقوانين الدولية عاجزة عن تنفيذ اي منها، فهي باعتبار ان هذه القرارات مجرد "اسمية لا فعلية" على ارض الواقع بحسب تعبيره.
واضاف انه لابد من تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه ، والسعي للحصول على دعم دولي كبير وتوسيع حملة المقاطعة للكيان الصهيوني ليصبح الرأي العام مهيأً لاتخاذ اجراءات ضد هذا الكيان، مؤكدا "انه لابد من تدعيم قوتنا الذاتية، ويجب ان نمكّن موقفنا الداخلي بتوحيد الصفوف، وان نمتّن علاقاتنا مع الدول العربية المساندة في مواجهة الاعتداء ماديا ومعنويا وتمتين علاقتنا مع الهيئات الداعمة لحقوقنا وحماية شعبنا الفلسطيني".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات