إطلاق مبادرة "متلازمة الحب" في "الأردنية"

المدينة نيوز:-  أطلقت كلية اللغات الأجنبية في الجامعة الأردنية مبادرة لدعم أبنائها من ذوي "داون سيندروم" بالتعاون مع جمعية الياسمين ورعاية وزارة التنمية الاجتماعية.

وقال عميد الكلية الدكتور تركي بني خالد إن إطلاق هذه المبادرة يؤكد على دور الجامعات الأكاديمي في تكثيف عمل البحوث العلمية والنشاطات الهادفة من أجل خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف ظروفهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة بحقهم في المجتمع.

وأضاف "أن ذوي "داون سيندروم" ممن أسمتهم الجامعة في هذه المبادرة بـ "متلازمة الحب" هم أشخاص مسؤوليتنا تجاههم كبيرة وعلينا التوعية بحقوقهم في الرعاية والتأهيل والتدريب والكشف المبكر وتوفير حياة كريمة، فضلا عن مساهمتنا في إعطائهم فرصة لتذوق الحياة بكرامة؛ لأنهم بحاجة إلى بيئة ملائمة ورعاية صحية خاصة".

من جانبه لفت مدير مديرية شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية جريس عماري إلى أن تقدم المجتمعات يقاس في عصرنا بمقدار ما توليه من اهتمام وعناية لمواطنيها بشكل عام والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص؛ موضحا أن الحفاظ على حقوقهم وتعزيز حصولهم على الخدمات بيسر وعدالة يشكل معيارا للتقدم والنهوض الذي تعيشه الأمة.

وأكد عماري أن الأردن أصبح حريصا أكثر من ذي قبل على اقتران مناهج تنمية ورعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية والخطط التنموية والإدارية العامة للوطن، مشيرا إلى أن الأردن كان من أوائل الدول التي واكبت الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة.

ونوّه بأن تنمية قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة على اختلاف نوعها ودرجتها وتأمين حقوقهم وتلبية احتياجاتهم من أولويات وزارة التنمية الاجتماعية، لافتا إلى حرصها على خدمة كافة الشرائح دون تمييز بهدف تمكينهم جميعا من باب تطبيق المساواة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ودمجهم ليصبحوا أفرادا منتجين في المجتمع.

وأشاد عماري بدور الجامعات في النهوض بالعمل الاجتماعي التنموي للأشخاص ذوي الإعاقة وإلحاق الطلبة المتدربين في المراكز والمؤسسات العاملة معهم، وتلبية احتياجاتهم التي تمكنهم من الاندماج في المجتمع على قدم المساواة مع أقرانهم، لافتا إلى أن نسبة الطلاب المتدربين في التخصصات ذات العلاقة من طلاب الجامعة الأردنية زادت عن 40 % في مراكز ومؤسسات وزارة التنمية الاجتماعية الحكومية والخاصة عن باقي الجامعات الأخرى.

بدورها قالت مديرة جمعية الياسمين عواطف أبو الرب أن الجمعية تعمل للوصول إلى الأشخاص المصابين بمتلازمة داون من الأطفال واليافعين على اختلاف الطبقة الاجتماعية والعلمية وتقديم البرامج اللازمة لهم لتأهيلهم في الجانب الاجتماعي والثقافي والتعليمي والرياضي ودمجهم في المجتمع المحلي وسوق العمل.

وأضافت أن الهدف من الجمعية يكمن بالتوعية بحقوق الأشخاص من متلازمة داون في الأسرة والمجتمع والدولة، وتقديم الدعم المعنوي لأسر هؤلاء الأطفال من خلال خدمات التوعية والإرشاد في مراحل الطفولة الأولى، إلى جانب تأهيلهم منذ الولادة بالتدخل المبكر ومتابعة مراحل النمو والدراسة مجانا بغض النظر عن الجنس أو الجنسية أو العقيدة، بالإضافة إلى دمجهم في مدارس التعليم العام، وتوفير فرص عمل تتناسب وقدراتهم.

وشكرت أبو الرب الجامعة على هذه اللفتة وهذا الاهتمام، مبيّنة أن الجمعية تبذل جهدها في التعريف بمتلازمة داون وتصحيح المفاهيم الخاطئة من خلال عقد ورش عمل وندوات صحية وتثقيفية متخصصة عنهم، وإقامة النشاطات الاجتماعية والترفيهية لدمج الأطفال منهم واليافعين بالمجتمع المحلي.

مساعدة العميد لشؤون خدمة المجتمع والتواصل الخارجي الدكتورة هالة أبو طالب أشارت إلى أن هذه المبادرة تمكنت من دمج المجتمع الأردني بمؤسساته الحكومية والمدنية فعليا على اعتبارها نشاطا جامعيا فتح آفاق التعاون الخارجي والتواصل بين جميع الأطراف بشكل مباشر.

من جهتها أوضحت صاحبة الفكرة الموظفة الإدارية في قسم اللغات الآسيوية إسلام سالم أن "متلازمة الحب" هي مبادرة تسلط الضوء على مصابي متلازمة داون سندروم؛ وجاء تسميتها كذلك لأن كل من يراهم يقع في حبهم ويعتبرهم مصدرا للسعادة لكونهم دائمي الابتسامة وهم أولى الناس بحبنا وعطفنا من غيرهم، منوهة بأنهم أطفال لا يعرفون الحقد ولا يكرهون أحدا ولا يحسدون ولا ينقضون ميثاقا أو يخونون عهدا.

ولفتت سالم إلى أن المبادرة تمت بالتعاون مع كلية علوم التأهيل والعلوم التربوية والتربية الرياضية ومركز خدمة المجتمع، مثمنة جهود جميع القائمين على إنجازها ونجاحها وكل من شارك في إبراز محبته لفئة من المجتمع كان قدرها أن تعاني من تلك الإصابة التي لا يمكن اعتبارها وراثية لأن معظمها ناجم عن زيادة في الكروموسوم رقم 21.

وتخلل الحفل محاضرة تثقيفية للدكتور عماد علي من كلية العلوم التربوية تحدث فيها عن أهمية التدخل المبكر لمصابي "داون سيندروم" وتهيئتهم وتدريبهم ورعايتهم لأطفال حتى وصولهم إلى السن المؤهل لدخول المدارس العادية، معرجا على بعض الحقائق حول أولئك الأطفال بأنهم أطفال لديهم قدرات، وأن "متلازمة داون" تسبب صعوبات وتحديات معرفية وجسمية لكنها ليست مرضا.

وتابع علي في حديثه عن الحقائق أن كل شخص متلازمة داون لديه شخصية مختلفة وكثير منهم يعملون بنجاح وبمختلف قطاعات العمل في كثير من الدول، كما أنهم يتشاركون في خصائص جسمية عامة إلا أن شخصياتهم وسلوكياتهم كثيرا ما تتأثر بأسرهم والمحيط الذي يعيشون فيه، لافتا إلى أن العمر المتوقع لهم كان 25 سنة عام 1983 بينما يعيش كثير منهم اليوم 60 عاما وأكثر.

تخلل حفل إطلاق المبادرة الذي تولى عرافته كل من الطالبين محمد الضمور وإسراء البخيت أغنية ترحيبية بأطفال "متلازمة داون" للفنان سائد العجيمي، وعدد من الفقرات قدمها مصابو داون سيندروم اشتملت على معزوفة موسيقية ودبكة شعبية وعرض لرياضة الكراتيه.