هل عاد (الربيع العربي) من بوابة السودان و الجزائر؟

تم نشره الأحد 03rd آذار / مارس 2019 12:12 صباحاً
هل عاد (الربيع العربي) من بوابة السودان و الجزائر؟
د. حسين البناء

انطلقت (موجة الربيع العربي الأولى) عام 2011 كاستحقاقٍ طبيعيٍ و موضوعيٍ و متوقع لتراكمات سلبيةٍ هيمنت على الأقطار العربية لنصف قرنٍ من الزمن، اتسمت بالدكتاتورية و الفساد و سوء الإدارة. كان يُؤمَّل من ثورات الشباب أن تنجح في بناء نموذج معاصر للدولة الحديثة حيث الديمقراطية و التنمية و التحرُّر، غير أنَّ (أجهزة الدولة العميقة و عسكرة الثورات و تشابك المصالح ما بين الدكتاتوريات العربية و المصالح الدولية و الإقليمية) قد حَوَّل الربيع العربي لمحرقةٍ مفتوحةٍ ما زالت تنزف في اليمن و ليبيا و سوريا، و نجحت جزئيًا في تونس، و انتكست في مصر.

الثورات الشعبية التحرُّرية تنتقل ما بين الأمم تباعًا، و تتعلَّم كل ثورةٍ من سابقتها و تتأثَّر بها؛ لقد كان لحجم الدم و النار الذي شهده الإنسان العربي في (سوريا و اليمن و ليبيا) دور المثبِّط و المحبط له و لحراكه، لذلك لاحظنا وقف المد التحرري فجأةً بعد أن اجتاح سبع دول عربية في غضون عام واحد فقط، وكان هذا نتيجة التبعات الكارثية التي جعلت الجميع يبدو كخاسرٍ.

الظروف الموضوعية للثورة ما زالت قائمة في أغلب دول العالم الثالث و بالذات الدول العربية، حيث الفقر و البطالة و الفساد و الطبقية و التفرد بالسلطة و غياب الأمل. لقد كان من المتوقع جدًا استعادة الثورات العربية موجتها من جديد، فنجاح ثورة تونس ما زال يبث الأمل لدى الشباب العربي بإمكانية التغيير، برغم الانتكاسة الكبيرة في ساحات التحرُّر الأخرى.

الشباب العربي اليوم يخرج بِنَفَسٍ جديد في الجزائر و السودان، معلنين بوضوحٍ انطلاق الموجة الثانية للربيع العربي، و يبدو أن الإنسان العربي قد بات مستعدًا للحرية و بأي ثمنٍ، و يبدو أنه لم يعد مقبولًا أن يعيش ملايين الشباب حالة اليأس و الإحباط و البطالة بينما يتفرد بالسلطة ديناصورات آن لها الانقراض بعد الفشل الكامل و المزمن في بناء الدولة العصرية الحديثة المزدهرة و الديمقراطية التي يُؤمَّلُ منها حفظ كرامة و حقوق الإنسان.

واهمٌ من يعتقد بأن هنالك سبيل غير طريق الديمقراطية للعبور إلى المستقبل، و واهمٌ أكثر من اعتقد بأن الدكتاتورية تستطيع أن تحقق للشعوب غير الفشل و الظلم و الفساد و التسلط. الوطن العربي اليوم على عتبة مرحلة جديدة من التاريخ، سيكتبها الشاب العربي و جلاده الدموي.

 أكاديمي وخبير سياسات

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات