حوار بلغة البلطجة

تم نشره السبت 19 شباط / فبراير 2011 12:42 صباحاً
حوار بلغة البلطجة
فهد الخيطان


الاعتداء على المتظاهرين وسط البلد يستدعي تحقيقًاً ومحاسبة .

اول امس كان الزميل موفق محادين يشارك مع عدد من الشخصيات السياسية في لقاء مع رئيس الوزراء للحوار حول ما تطرحه جمعية "التغيير" من آراء سياسية. ويوم امس كان محادين ونجله فراس ومعهما خمسة شباب اخرين ضحايا لعملية بلطجة منظمة ضد متظاهرين مسالمين وسط العاصمة عمان. فأي لغة يراد للمتظاهرين والمعارضين ان يثقوا بها ويصدقوها, لغة الحوار مع رئيس الوزراء ام هراوات البلطجية?!

ستصدر الروايات الرسمية تباعا لتنفي الصلة بما جرى وتلقي باللائمة على جهات مجهولة او تحميل الطرفين المسؤولية. لكن على المسؤولين منذ الان ان يعرفوا بانه يصعب تصديق هذه الروايات, فثمة مؤشرات قوية لا تخطئها العين تؤكد ان عشرات البلطجية المسلحين بالهراوات وقضبان الحديد والادوات الحادة لم ينزلوا الى الشارع على رؤوسهم. واذا كانوا مشاركين في مسيرة سلمية فكيف يسمح رجال الأمن لهم حمل العصي الطويلة والادوات الحادة. ولنفترض جدلا ان وجودهم كان مفاجئاً للأمن فلماذا لم يجر اعتقالهم على الفور فالصور التلفزيونية والفوتوغرافية للمسيرة تظهر بوضوح ان رجال الأمن اكتفوا بالفصل بينهم من دون ان يتخذوا اي اجراء ضد من يحمل الادوات الحادة ويعتدي على المتظاهرين بالضرب.

المشهد في وسط البلد كان محزنا ومؤسفا ومخزيا ايضا. محزن ومؤسف لأننا بهذا الاسلوب نضع المواطنين في مواجهة بعضهم بعضا وندفع باتجاه المزيد من الاحتقان والتأزيم في وقت نحن بامس الحاجة فيه الى التلاحم لحماية البلاد. ومخز لأننا نضع الاردن في خانة انظمة ادانها العالم كله عندما لجأت الى اسلوب البلطجة وزاد حقد الشعوب عليها.

في التجارب المماثلة امامنا هذه الايام بدأ اللجوء الى البلطجة كتعبير عن حالة يأس وفقدان التوازن. ونحن في الاردن لسنا في هذه الحالة ولا نريد ان نكون فيها, فمساحة الحوار والتفاهم واللقاء ما زالت كبيرة وواسعة والقواسم المشتركة متوفرة وتحظى بالشرعية, فلماذا نسيء لأنفسنا بهذه الطريقة, ونبدد فرص الاصلاح الديمقراطي والسلمي?!.

كيف للحكومة ان تقنع الرأي العام بأنها جادة في الاصلاح بينما البلطجية في الشارع يعتدون على مسيرة سلمية?

اذا كانت الحكومة معنية في المحافظة على مصداقيتها ومواصلة نهج الانفتاح والحوار الذي استهلت فيه عهدها فان عليها ان تفتح على الفور تحقيقاً مستقلاً في الحادث وتحيل الى القضاء كل المتورطين في هذه المؤامرة, وتتعهد في ذات الوقت بممارسة واجبها في حماية المتظاهرين وحقهم في التعبير السلمي.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات