قوات الامن تنسحب في بنغازي والاحتجاجات تواصل انتشارها في شمال شرق ليبيا
المدينة نيوز - قال شاهد عيان ان قوات الامن الليبية في ثاني أكبر المدن الليبية قتلت ثلاثة اشخاص على الاقل اليوم السبت لكنها انسحبت الى مجمع محصن وذلك بعد أسوأ اضطرابات على مدار أربعة عقود من حكم الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان 84 شخصا قتلوا خلال الايام الثلاثة الماضية في اعنف حملة تشنها قوات الامن لاخماد احتجاجات مناهضة للحكومة تحاول محاكاة الانتفاضتين في تونس ومصر المجاورتين لليبيا.
وليست هناك مؤشرات على انتفاضة شعبية تعم ليبيا حيث يتركز العنف حول بنغازي على بعد نحو 1000 كيلومتر الى الشرق من طرابلس وهي منطقة لا يتمتع فيها القذافي تقليديا بنفس التأييد الذي يتمتع به في بقية البلاد.
وقال احد سكان بنغازي ان قوات الامن التي قتلت عشرات من المحتجين على مدار الايام الثلاثة الماضية تراجعت الى مجمع سماه مركز القيادة حيث يطلق قناصة نيرانهم على المحتجين.
وقال شاهد العيان الذي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز //قتلوا اليوم من المبنى بالرصاص ثلاثة محتجين.. في الوقت الحالي الوجود العسكري الوحيد في بنغازي محصور في مجمع مركز القيادة في المدينة وبقية المدينة قد تم تحريرها.
//تجمع الالاف والالاف من الناس أمام مبنى محكمة بنغازي وهناك الان مستشفيات ميدانية وعربات اسعاف ومكبرات صوت وكهرباء. المكان مجهز تماما.
//ليس هناك نقص في الطعام على الرغم من ان ليس كل المحال مفتوحة. البنوك مغلقة. كل مكاتب اللجنة الثورية /الحكومة المحلية/ ومراكز الشرطة في المدينة احرقت.// ولم يتسن التحقق من مدى دقة هذه الشهادة. وكان مصدر أمني قد أعطى شهادة مختلفة حيث قال ان الموقف في منطقة بنغازي //تحت السيطرة بنسبة 80 في المئة.// ونشرت صحيفة قورينا الخاصة والتي تصدر من بنغازي والمرتبطة بأحد أبناء القذافي ان 24 شخصا قتلوا في بنغازي أمس الجمعة.
وأضافت أن قوات الامن فتحت النار لمنع محتجين يهاجمون مقار الشرطة وقاعدة عسكرية حيث توجد مخازن للاسلحة.
وأضافت أن //الحرس اضطر لاستخدام الرصاص في مواجهة المحتجين للحيلولة دون وصولهم الى تلك المخازن.// ولم تصدر الحكومة أي أرقام عن القتلى والجرحى أو تدل بأي تعليق رسمي عن العنف.
وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان لديه تقارير تفيد بأن أسلحة ثقيلة ووحدات من القناصة استخدموا ضد المتظاهرين. وأضاف في بيان //هذا أمر غير مقبول بشكل واضح ومروع.// وبعيدا عن المنطقة الشرقية تبدو البلاد هادئة.
وقال مراسل لرويترز ان عدة مئات تجمعوا حاملين صورا للقذافي ورددوا هتافات مؤيدة لزعيم الثورة في الميدان الاخضر في وسط طرابلس وبجوار البلدة القديمة المحاطة بسور.
ويقول مراقبون للاوضاع في ليبيا ان الوضع مختلف عن مصر لان القذافي يملك سيولة نقدية نفطية للتغلب على المشكلات الاجتماعية. كما ان القذافي لايزال يحظى باحترام في معظم البلاد.
وقال المصدر الامني ان الاشتباكات لا تزال جارية في المنطقة بين بنغازي ومدينة البيضا على بعد نحو 200 كيلومتر حيث قال سكان المدينة ان قوات الامن قتلت العشرات خلال 72 ساعة الماضية.
وصرح المصدر لرويترز //الوضع في المنطقة الشرقية من البيضا الى بنغازي تحت السيطرة بنسبة 80 في المئة .. اضرمت النار في عدد من مراكز الشرطة او اتلفت.// ومضى قائلا //ارجوكم لا تصدقوا ما تذكره الاذاعات ومحطات التلفزيون الاجنبية. معلوماتها ليست دقيقة.// ومنع صحفيون اجانب من دخول ليبيا منذ بدء الاضطرابات وحظر على صحفيين محليين السفر الى بنغازي. وتكرر انقطاع الخدمة عن خطوط الهاتف المحمول في المدن الواقعة بشرق البلاد.
الاحتجاجات تواصل انتشارها في شمال شرق البلاد
من جهة اخرى ذكرت جماعتان معارضتان بارزتان في ليبيا أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة تواصلت لليوم الرابع على التوالي في البلاد اليوم السبت.
وقال "المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية" إن ثمانية متظاهرين جرحوا في مدينة مسراتة ثالث أكبر المدن الليبية وتقع شرقي البلاد، لكن لم يتضح على الفور متى أو كيف حدثت الإصابات.
وقالت "الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا" إن المحتجين كانوا يسيرون في مدينة مسراتة مرددين هتافات "يسقط القذافي " .
وبدت المظاهرات في الأيام القليلة الماضية متمركزة حول المدينتين الشماليتين بنغازي والبيضاء.
وقال "المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية" إن 35 شخصا على الأقل قتلوا في الأيام الماضية من الاحتجاجات في مدينة بنغازي.
وقدرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان أن 84 محتجا على الأقل قتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية من الاحتجاجات ضد الزعيم الليبي معمر القذافي، استنادا إلي حوارات هاتفية مع أطقم المستشفيات وشهود عيان.
وتحولت الاحتجاجات المتجددة إلى أعمال عنف في جميع أنحاء ليبيا أمس الجمعة، وقال نشطاء المعارضة إن العشرات قتلوا بالرصاص خلال جنازات ومسيرات لأولئك الذين قتلوا في المظاهرات المناهضة للحكومة في الأسبوع الماضي.
وامتدت الاحتجاجات ضد حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى العاصمة طرابلس في وقت متأخر من أمس الجمعة. وذكر شهود عيان بأن السكان خرجوا إلى الشوارع في عدد من الأحياء الغربية.
ويطالب الآلاف من الليبيين الذين تأثروا بثورتي تونس ومصر بالإطاحة بالقذافي، الذي يتولى السلطة منذ 41 عاما.
ويبلغ عدد سكان ليبيا، وهي منتج رئيسي للنفط، نحو ستة ملايين نسمة.(وكالات)
