ما جرى في الجزائر!!

تم نشره الإثنين 18 آذار / مارس 2019 12:49 صباحاً
ما جرى في الجزائر!!
صالح القلاب

من أسوأ ما سمعنا بالنسبة لما جرى في الجزائر العزيزة فعلاً هو أن هناك من ذهب بعيداً في تمنياته الإجرامية وبأن يغرق هذا البلد بما غرقت به دول عربية أخرى من بينها سوريا وليبيا..والعراق قبل أن «تعتدل» أوضاعه ولعلَّ هؤلاء لا يعرفون أنه إذا اشتعلت النيران في بلد المليون ونصف المليون شهيد، لا سمح االله، فإن إخمادها سيحتاج إلى سنوات طويلة فالأمور هناك تختلف كثيراً عن الأمور في دول أخرى وها هو التاريخ أمامنا وبالإمكان مراجعته للتعرف على حالات كثيرة. كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ الـ «Fis «قد أغرقت الجزائر في عام 1992 في حرب مدمرة إستمرت لعشرة أعوام أطلق عليها الجزائريون الـ «عشرية السوداء» والواضح أن هذه الجبهة ومعها، بالإضافة إلى بعض الإنتهازيين، تشكيلات متطرفة كثيرة تحاول إحباط خطوات التهدئة، والحل المطلوب الذي أقدم عليه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه، وتحاول إختطاف التظاهرات السلمية الشبابية وتصعد بها إلى الجبال وإعادة تشكيل «الجيش الإسلامي للإنقاذ» الذي قيل أن مواجهاته مع الدولة الجزائرية قد أسفرت عن خسائر تم تقديرها بمئات المليارات من الدولارات وهذا بالإضافة إلى 200 ألف قتيل وخسائر أخرى ماثلة لا تزال آثارها ماثلة للعيان. لقد أدرك عبدالعزيز بوتفليقه الذي هو آخر ما تبقى من جيل المجاهدين، وبالطبع معه بعض رفاق هذه المسيرة العظيمة، أن شرعية الثورة قد إنتهت وأن شرعية الدولة من المفترض أنها بدأت وأن الشباب الذين بادروا إلى هذه الإنتفاضة السلمية الضرورية تختلف مطالبهم وتطلعاتهم عن تطلعات ومطالب جيل المجاهدين والجيل الذي جاء

لاحقاً في إطارهم وأنه لا بد من الإستجابة لهؤلاء فكانت هذه المبادرة الخيرة التي وضعت هذا البلد العظيم على بداية مرحلة جديدة غير المرحلة السابقة التي إستمرت منذ عام 1962 وحتى هذه الأيام الأخيرة. والمشكلة، التي يجري الحديث عنها في الجزائر، أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ بقيادة عباس مدني وعلي بلحاج، الذي يقال أنه على صلة بـ «داعش» وبما يسمى الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، قد لجأت، حتى بعد المبادرة الخيرة فعلاً التي أقدم عليها الرئيس بوتفليقة، إلى التصعيد وأنها ومعها بعض التنظيمات الأخرى تحاول إختطاف هذه «الهبة الشبابية» السلمية تسديداً لحسابات قديمة وهنا فإن هناك من يتهم الإخوان المسلمين بأنهم هم بدورهم متورطون في حرف هذه الإحتجاجات عن مسارها السلمي ووضعها على طريق التذابح والإقتتال وعلى ما كانت عليه الأوضاع ولعشرة أعوام دامية بعد عام 1992. وعليه فإنه لا شك أن الأوضاع في هذا البلد لم تستقر بعد وأن هناك مخاوف فعلية من أن تنزلق الأمور إلى غير ما أرادته الإنتفاضة الشبابية لكن مما يطمئن فعلاً هو أنَّ هناك مساحة فعلية لإنجاح مبادرة الرئيس بوتفليقة وهو أن التفوق هو لجبهة العقلاء وهو أيضاً أن العمل لتنفيذ كل ما جاء في هذه المبادرة قد بدأ جدياًّ وفعلياًّ وهذا وقبل كل شيء، أن الشعب الجزائري حريص على بلده الذي إنتزع إستقلاله بثورة عظيمة ونادرة إستمرت منذ العام 1954 وحتى العام 1962 سقط خلالها مليون ونصف المليون شهيد.. واللهم إحفظ الجزائر وجنبها كل سوء.

الراي - الاثنين 18-3-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات