عن ضم الجولان وأشياء أخرى

تم نشره الأحد 24 آذار / مارس 2019 12:51 صباحاً
عن ضم الجولان وأشياء أخرى
د.فطين البداد

لم يعرف أحد حتى الآن الطريقة التي يفكر بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، والذي يخرج بين الفينة والاخرى بتغريدات لا تخطر على قلب بشر .

فبعد إعلانه الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لاسرائيل وتنفيذه هذا الاعلان رسميا ، خرج بدعوة للإعتراف بضم الكيان العبري للجولان المحتل ، وهي مقدمة لاعتراف يشبه الاعتراف الاول .

هل ترامب يعي ما يفعل أم أن غروره أوصله لهذا المستوى من العداء والعنجهية للعرب والمسلمين ؟؟ .

المراقب لما يفعل هذا الرئيس ، وما فعله سابقا منذ فوزه المشكوك فيه وفق الديمقراطيين ، يدرك بأنه رئيس فئة من الأمريكيين وليس رئيسا لهم جميعا ، وإن أي قرار يتخذه لا يخرج عن مصالحه الشخصية ، ليس بدءا من فيتو الجدار مع المكسيك الذي جلب له انصارا جددا ، وليس انتهاء بتغريدته حول الجولان ، فالأولى ضمنت له رضا لدى حاملي عقيدته الاقصائية المتطرفة ، ، والثانية ستضمن له رضا وقبولا لدى اللوبي الصهيوني في الكونجرس وخارجه ، ضاربا بعرض الحائط كل ما قاله مجلس الأمن ودولته نفسها من قبل ، وما قررته الأمم المتحدة بكل منظماتها ، بل إن وثيقة الاعتراف بالجولان أرضا اسرائيلية سيوقعها ترامب خلال زيارة نتنياهو لواشنطن الاسبوع القادم كما سرب الاعلام الامريكي .

هذا التاجر الجشع فردي النزعة ، شيلوك العصر ، والجاهل بالمآلات ، همه الآن أن يجد أنصارا يخرجونه من ورطة تقرير روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الإنتخابات ، ومن فضائحه مع بائعات الهوى وتهربه من الضرائب لسنوات ، وكما يبدو ، فإن مستشاريه من المحافظين الجدد امثال بولتون وغيره ، لم يخبروه بما سوف يحدث إذا اتخذ قرارا كهذا ، ليس من جهة العرب والمسلمين الذين هم نائمون سامدون ، بل من جهة اسرائيل نفسها ونتنياهو بالذات .

إذ كيف سيتمكن ترامب من تسويق صفقة القرن إذا كانت الجولان أرضا اسرائيلية خالصة باعتراف أمريكي رسمي .. وإذا كانت القدس أرضا اسرائيلة تاريخية وعاصمة للشعب اليهودي كما يزعم : هل فكر ترامب بنتنياهو هذه المرة وكيف يمكن أن ينقلب الأخير على الصفقة الموعودة ولسان حاله يقول : القدس وابتلعناها ، والجولان وضممناها ، فما الذي يدعوني لانجاح صفقة ربحت نهايتها قبل تبدأ .. وهل تناهى إلى خلده بأن صهره لعب به وجعل منه محط ازدراء العالم أجمع عدا عنصرييه من المتطرفين البيض ؟؟ .

صفقة القرن التي يبشر بها كوشنر وترامب وبولتون باتت في مهب الريح ليس من قبل العرب الذين هم " غائبون طوشة " بل من قبل نتنياهو نفسه الذي وبضم الجولان المحتل ،

ومن قبلها القدس ، فإنه ليس بحاجة لا الى صفقة قرن ، ولا صفقة ناب ، طالما أن أغلب اهدافه تحققت ، ولم يبق إلا أن يعترف هذا الرئيس المجنون بضم الضفة أيضا ، ويلغي حق العودة ومن ثم ، يضغط لإيقاع الجميع في براثن التطبيع المجاني بدون أي صفقات .

كلها ملهاة ، يضحك بها ترامب وصهره وحاشيته على العرب ، وما أدراك ما حال العرب يا ولدي .

جى بي سي نيوز - الاحد 24-3-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات