الكلمة الفصل بشأن صفقة القرن

تم نشره الإثنين 25 آذار / مارس 2019 12:51 صباحاً
الكلمة الفصل بشأن صفقة القرن
جميل النمري

اختصر الفتى الفلسطیني عمر ابو لیلى الموقف الفلسطیني من صفقة القرن وبدون مطولات تحلیلیة عن مواقف الاطراف وسیناریوھات الالتفاف فالسطر الأخیر كتبتھ ید الفتى البطل التي انتزعت سلاح الجندي المحتل وقاتلت بھ على مدار یومین. لیست أول بطولة لكنھا في تفاصیلھا اكتسبت من الرمزیة والمعاني التي التقطھا الرأي العام في كل مكان .. ھذا الشعب لن یستسلم والمقاومة سوف تستمر بأي وسیلة بالعمل السیاسي بالتظاھر وبخطف سلاح جندي وقتل الاعداء وكل طریقة ممكنة .. ولیس ذلك عنادا ومكابرة فالقیادة الفلسطینیة تمارس اقصى اشكال الواقعیة والقابلیة للبحث عن تسویة معقولة لكن لا شيء ممكن دون الخط الأحمر السیادة والاستقلال والقدس. والعقبة أمام السلام ھي تنكر الاحتلال للحل الطبیعي والوحید الممكن وھو انھاء الاحتلال وممارسة الشعب الفلسطیني لحقھ في تقریر المصیر والسیادة على ارضھ، وما دام ھذا التنكر مستمرا فلا اتفاق ولا سلام والشعب الفلسطیني لن یتزحزح عن ارضھ ولن یكون ھناك طبعا من یوقع نیابة عنھ. فماذا عن صفقة القرن إذن ؟! كل ما یكتب عن السیناریوھات القادمة لھذه الصفقة الكبرى لم أر فیھا بصراحة غیر فذلكات تحلیلیة یتشاغل بھا صحفیون ومراقبون أو تحلیقات خیالیة لأصحاب نظریة المؤامرة فھي في الجوھر التساوق النھائي مع الرغبة الإسرائلیة في الاستیلاء على القدس ومعظم أرض الضفة الغربیة بما في ذلك الشریط على نھر الأردن والغاء حق العودة ومنع قیام الدولة الفلسطینیة مقابل وعود اقتصادیة براقة .. ھذا الحل لا یمشي، ولن یوجد فلسطیني او عربي یقبلھ ولذلك فھو لیس حلا ولیس صفقة یوقعھا طرفان بل سیاسة امیركیة ستعلن، وقد اعلن بعضھا وستلتزم امیركا بھا وتمثل دعما مفتوحا للموقف الاسرائیلي انما التنازل الذي سیقدمھ العرب ھو السیر بخطوات تطبیعیة رغم ذلك ، وھو ما نراه الآن في بعض الخطوات التي قد یكون ھناك المزید منھا في المستقبل وربما على ذلك یجب تركیز العیون والجھود .. أي مقاومة ونبذ كل تطبیع مع العدو وتعبئة الرأي العام في كل دولة عربیة

وخصوصا الخلیج ضد التطبیع. أردنیا كان حدیث جلالة الملك بالزرقاء یرید قطع الشك بالیقین .. لا تنازل عن القدس وبالتالي لا لقاء مع صفقة القرن والرسالة التالیة ان الضغوط سیتم مواجھتھا بالتحام الموقف الرسمي والشعبي وقد استقوى جلالة الملك صراحة بالرأي العام الشعبي في مواجھة كل ضغط محتمل. والحقیقة أننا ما كنا نحتاج انتظار ھذا التصریح لفھم الموقف وكل فرضیة عن تفكیر بالتساوق مع حل یربط اھل الضفة مع الأردن بصیغة فدرالیة أو سواھا ھي محض خیال لن تجد أردنیا أو فلسطینیا واحدا یوافق علیھا لأنھا حرفیا ھي مشروع التصفیة والوطن البدیل. في علم النفس الجماھیري فإن تكرار الحدیث عن توقع شيء غیر مطلوب ولا مرغوب یخلق في النھایة انھاكا من الانتظار واستعجالا لقدومھ وكثرة الحدیث عن صفقة متبلورة واكیدة على الطریق یصب في مصلحة الترویج و“الترویض“ للصفقة المفترضة والاصح أن نفعل العكس أي تجاھل ھذه الصفقة بل رمي ھذا التعبیر ذاتھ في سلة النفایات والحدیث عن موقف أمیركي غبي وصفیق وفاشل لا یوصل لأي نتیجة ولا یخدم المصالح الحقیقیة للجمیع بما في ذلك الولایات المتحدة.

الغد - الاثنين 25-3-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات