مخاطر النمو والإصلاح !

تم نشره الإثنين 21st شباط / فبراير 2011 02:43 صباحاً
مخاطر النمو والإصلاح !
د. فهد الفانك

 

الانطباع السائد أن النمو الاقتصادي والتحديث والإصلاح السياسي يؤمن الهدوء والاستقرار في المجتمع. ولكن هناك من يقول بعكس ذلك، فهذه العوامل التي ترتقي بالبلد لها ثمن اجتماعي.

من شأن النمو الاقتصادي والانفتاح على الحريات العامة توليد الاحتجاجات، فهو يحرك المجتمع، ويضع حداً لحالة الركود والجمود المتوارث جيلاً بعد جيل.

ومن نتائج الازدهار الاقتصادي تفاقم حالة عدم المساواة، واتساع الفوارق بين الطبقات، وارتفاع منسوب الفساد، ونشوء حالة من عدم التأكد بسبب سلسلة المتغيرات.

في الوقت نفسه فإن قدراً من الازدهار الاقتصادي يرفع سقف التوقعات لدى الناس وخاصة الشباب، وينشئ مطالب عديدة، ويفتح الباب على مصراعيه للاضطرابات.

وفي الأدبيات الاجتماعية أن متاعب حكم تقليدي مسـتبد تبدأ عندما يقرر البدء بإصلاح نفسه، لأنه ليس مهيئاً لهذه المهمة، ولا تتقن عناصره سوى مقاومة التغيير باسم الاستقرار.

أبرز مثال على ذلك ما حدث في الاتحاد السوفيتي، حيث حاول غورباتشوف تحريك المياه الراكدة بقدر من إعادة الهيكلة والعلنية فخرج الجني من القمقم. وبعكس ذلك فإن بلدان مثل كوريا الشمالية أو سوريا تعتبر أمثلة على غياب العوامل التي تهدد الاستقرار.

هذا النوع من التفكير لبعض علماء الاجتماع، يناسب أنظمة الحكم التي تواجه ثورات شعوبها، فهي تفضل أن ُتعتبر ضحية لرغبتها في الإصلاح والانفتاح على العالم، وأن الثورة جاءت كقوة مضادة لتقدمية الأنظمة !! وقد جرب شاه إيران هذه الحجة ولم يصدقه أحد.

للرد على هذه النظرية من المفيد الإشارة إلى الإصلاح السياسي والازدهار الاقتصادي الذي تم في بلدان مثل سنغافورة، ماليزيا، إندونيسيا، تايوان، كوريا الجنوبية، في ظل استقرار سياسي وقدر من الديمقراطية.

الصين الشعبية وحدها تقف كاستثناء، حيث أمكن حدوث إصلاح اقتصادي جذري دون أن يرافقه إصلاح سياسي. وهو الشذوذ الذي يثبت القاعدة ويصعب أن يتكرر في مكان آخر.

لا بد من الإصلاح السياسي والاقتصادي. وإذا كان له ثمن اجتماعي فلا مناص من دفعه، فالتأجيل يزيد المسألة تعقيداً ويولد العنف، كل ما هنالك أن الإصلاح يحتاج لمصلحين أما القوى التقليدية فلا تستطيع أكثر من إعادة إنتاج نفسها.

(الراي)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات