شخصيات فلسطينية تؤكد أهمية العمل على دعم صمود وثبات المقدسيين

المدينة نيوز :- أكد مسؤولون وشخصيات فلسطينية، أهمية العمل على دعم صمود وثبات المقدسيين، وترسيخ هويتهم الوطنية، وحماية الهوية العربية الاسلامية والمسيحية للمدينة، والحفاظ على طابعها الحضاري التاريخي الديني والتراثي ودعم مؤسساتها الحيوية العاملة على الأرض. وقال وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية، فادي الهدمي، في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الإثنين، إن مهمة وزارته لها صعوبات كبيرة، لأن القدس تعاني الأمرين منذ أن احتلت العام 1967، حيث نشهد تسارع وتيرة السطوة الاحتلالية على كل ما هو فلسطيني في مختلف القطاعات ومناحي الحياة، وارتفاع وتيرة الهجمة الشرسة والاقتحامات بحق المسجد الأقصى المبارك.
وقال ان هذه التحديات في بشقين، الاول أننا يوميا أمام تحديات وخط مواجهة مع خطط الاحتلال الاسرائيلي في كافة مناحي الحياة لدى المقدسيين، والثاني أنه يجب أن يكون لنا نظرة لتجسيد القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية على الأرض بالأفعال، وليس فقط بالأقوال.
واعتبر الهدمي أن العاصمة تتجسد على الأرض من خلال الأطياف والفسيفساء المقدسية، ومن خلال المؤسسات الفلسطينية التي لها بصمات وأكد أن الهوية الفلسطينية مترسخة في وجدان كل مقدسي وفي كافة الأطر، لأنها تشكل قضية وجود لدى المقدسيين، وهي مستهدفة بكامل مكوناتها، مشيرا الى أن مجلس الأوقاف هو جزء من هذا النسيج وهذه الهوية الراسخة للقدس، وهم عنوان أصيل في الحفاظ على الإرث الديني والثقافي، بالإضافة الى المؤسسات والقطاعات المختلفة التي لها نتائج قوية على الأرض وظاهرة للعيان، ومنها الأطر والمؤسسات الدينية المسيحية .
وتحدث عن الوصاية الهاشمية ودور جلالة الملك عبدالله الثاني، والدور الهاشمي عبر التاريخ في القدس، مؤكدا أنها أحد الركائز الأساسية التي نستند إليها، والى أنها تشكل صمّام أمان رئيسي في الحفاظ على هوية القدس ذات البعد العروبي.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي، ان القدس كانت وما زالت وستبقى محور الصراع ومفتاح الحل، لأن كل محاولات ضم القدس وتغيير ملامحها، ومحاولة إقصاء الديانات الأخرى، ومحاولة اقصاء البعد الانساني والحضاري والثقافي عنها، هذه كلها تشكل قضايا جوهرية لا يمكن القبول بها لا فلسطينيا ولا عربيا ولا دوليا.
وأشارت عشراوي الى الجهود الحثيثة والمؤثرة لجلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس، لأنهما أصحاب القضية، وجهودهما وضعت حدا للتمادي الأمريكي، لأن الولايات المتحدة تظن أنها تستطيع أن تبيع هذا الحل للعرب، فكان الموقف الصريح والصارم أردنيا وفلسطينيا، موقفا مشتركا أوضح الأمور ووضع النقاط على الحروف، وأيضا وقف في وجه محاولات التطبيع العربية مع اسرائيل، ومحاولة ضم القدس وتهويدها، باعتبارها قضية منتهية.
وأضافت عشراوي، أن كل هذه المواقف أرسلت رسالة واحدة واضحة للأمريكان من ناحية، وللعالم العربي والاسلامي، وأيضا الدول الغربية الأوروبية ودول العالم، بأن هذه المحاولات لن تم .
وأكد أستاذ الشريعة في جامعة القدس الدكتور حمزة ديب مصطفى، أنه لا يمكن أن يكون هناك حل في المنطقة، ولا يمكن أن يكون سلام واستقرار فيها، ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقه المشروع، ويحقق أهدافه الوطنية، وعلى رأسها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
ولفت الى أن الإدارة الأمريكية الحالية موقفها مختلف عن الإدارات الأمريكية السابقة، مما يجعلنا في مرحلة أحرج وأصعب وأقسى من المراحل السابقة، ويجب أن نفكر كيف نخرج من هذه الأزمة أقوياء عصيين على الكسر، وذلك بالوحدة الوطنية الفلسطينية، ووحدة الموقف العربي، وأن تبقى القدس عنوان القضية وعنوان اقامة الدولة المستقلة .
وفي المحور المتعلق باستعدادات القدس لشهر رمضان المبارك، ومنع المقدسيين من تزيين البلدة القديمة، قال الناشط المقدسي راسم عبيدات، إن الاحتلال لا يريد أي شكل من مظاهر السيادة والبهجة الفلسطينية في مدينة القدس، ولذلك هو يمنع أي فعل او نشاط، سواء كان هذا النشاط له جانب ديني او تراثي او ثقافي او حتى تعليمي.
وأضاف، أن هذا يندرج في اطار رؤية الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة، بأن القدس ليست عاصمة فقط لدولة الاحتلال، بل هي عاصمة لكل يهود العالم، وما كان مقبولا قبل قرار الرئيس الامريكي دونالد ترمب فليس مقبولا الآن، وهم يعتقدون أن تزيين البلدة القديمة، او القيام بأنشطة وفعاليات لها علاقة بالثقافة والتراث والهوية المقدسية ينازع السيادة الاسرائيلية ويتحدى وجودها الاحتلالي.
وأكد أن المقدسيين مستمرون في مواصلة تزيين البلدة القديمة، وهذا تعبير عن حق شرعي لشعبنا في أن يحتفل بشهر رمضان من خلال تزيين المدينة، وإدخال البهجة على هذا الشهر الفضيل، خصوصا أن الأوقاف الاسلامية تستعد لاستقبال عشرات الآلاف من المصلين الفلسطينيين الذين سيؤمون المسجد الأقصى من فلسطين 1948، او مدينة القدس، او من الضفة الغربية.
وقال، كان هناك خلية نحل في المسجد الأقصى للاستعداد للشهر الفضيل، حيث إقامة معسكر القدس الأول الذي نظمته الأوقاف الاسلامية بالتعاون مع الحركة الاسلامية- الجناح الجنوبي-، وكان هناك أكثر من ستة الاف متطوع قدموا من 50 بلدة في الداخل الفلسطيني، وهؤلاء قاموا بعمليات التنظيف والصيانة والترتيب لكل مساجد الحرم القدسي ومصلياته وساحاته، وفي عدة أماكن أخرى، منها تنظيف وصيانة مقبرة باب الرحمة والمقبرة اليوسفية، بالإضافة الى صيانة وترميم عدة مدارس وروضات فقي ساحات المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة.
وتحدث نائب مشاريع إعمار المسجد الأقصى المهندس طه عويضه عن التحضيرات والإجراءات التي قامت بها دائرة الأوقاف الاسلامية لاستقبال شهر رمضان الفضيل في المسجد الأقصى المبارك، ومنها نصب المظلات لحماية المصلين من أشعة الشمس، والإنتهاء من مشاريع داخل قبة الصخرة المشرفة، وتجهيز الأسقف لإتاحة المجال الأكبر لعدد المصلين وعدم مضايقتهم، والإنتهاء من تدريب قسم الإطفاء بحضور وفد من مديرية الدفاع المدني الأردني، وكذلك الانتهاء من التمديدات الكهربائية والإنارة والتأكد من جاهزية السماعات وصلاحيتها لإقامة الصلوات في المسجد الأقصى المبارك .
وأضاف، عملنا على تحديث جميع المتوضآت داخل المسجد الأقصى، وإعادة تأهيلها وتغيير التمديدات وتنظيف التمديدات الصحية للمتوضآت وتهيئتها بشكل كامل.
وأكد مسؤول اللجنة الإعلامية لباب حطة أحمد بدير، أن زينة شهر رمضان بالنسبة لنا هي جزء من جمال مشهدية مدينة القدس في أجمل شهور العام، والذي هو بالنسبة للمقدسيين يمثل شهر التحدي كما هو شهر الصيام وشهر العمل المجتمعي، والتأكيد على أن القدس هي مدينة فلسطينية عربية اسلامية.
وأشار الى أن الزينة هي جزء من العادات والتقاليد المقدسية الي سنحافظ عليها ما بقينا في هذه المدينة، اذ يعكف شباب الأحياء وحتى الرجال والنساء فيها، على تزيين المدينة المقدسة بسواعدهم، لتظهر بأجمل حللها عند استقبال شهر رمضان، الذي تستعد له القدس عامة والبلدة القديمة بشكل خاص بكل أزقتها وحاراتها، وهي بأبهى صورها، ويعمل الجميع معا لخدمة زوار مدينة القدس في شهر رمضان المبارك .
--(بترا)