كيف عرفت أنها كذبة؟

تم نشره الأحد 19 أيّار / مايو 2019 12:39 صباحاً
كيف عرفت أنها كذبة؟
عمر عياصرة

هناك مثل شعبي يقول: كيف عرفت أنها كذبة، فيأتي الجواب ليقول: من كُبرها، وهذا المثل ينطبق على تصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي المتعلقة بصواريخ المقاومة في غزة.
اياد علاوي، في ظهوره الاخير على قناة الشرقية خلط الحقائق ببعضها، وفارق الموضوعية بإسفاف واضح، وأراد ان يحرض على ايران من بوابة غزة، فحاك الاكاذيب المتعلقة بصواريخها.
يقول الدكتور العلاوي ان منصات الصواريخ في غزة موجهة الى مدن الخليج، وانها تنتظر أوامر طهران كي تدك مدناً عربية لا إسرائيلية.
الكذبة التي ساقها علاوي تبدو ساقطة من ناحية عسكرية، فغزة تبعد عن الخليج آلاف الاميال، ومن المنطق ان حديثا بهذا الشكل ستعتريه السخرية من كل النواحي.
اما من ناحية نضالية، فيبدو اياد علاوي الذي لا يملك هذا الحس، غير مدرك، ولا يعرف، ولا يريد ان يعرف، كم هي مقاومة غزة مرتبطة بأجندتها الداخلية الوطنية الفلسطينية.
ويبدو ايضا انه لا يعرف عن حروب غزة الثلاث الرئيسة، وغيرها من المناوشات، ولا عن مسيرات العودة، ويتعامى ايضا عن المحضن الغزاوي الواعي الذي لا يمكنه ان يسمح بمرور ترهات تحدث عنها الرجل.
هذا التحريض على غزة من رجل بمواصفات اياد علاوي ليس بالمستغرب، فالرجل دلس على صدام امام مؤسسات الولايات المتحدة، وصنع الاكاذيب بالتعاون مع الجلبي مما سبب غزو العراق ودماره الذي لا زلنا نعيشه لليوم.
في حينها، اقسم العلاوي اغلظ الايمان بأن «عراق صدام حسين» تملك اسلحة الدمار الشامل، وبعد الغزو ثبت انه واقرانه قد مارسوا الكذب وتسببوا برحيل العراق عن عمقه العربي.
هذه المهارة العلاوية يعاد انتاجها اليوم في التحريض على ايران، لكنه تعدى في اكاذيبه لتصل غزة ومقاومتها، متناسيا ان ثمة عدوا لنا جميعا اسمه اسرائيل.
اياد علاوي ليس مجرد كاذب يختلق المواقف، بل هو طامع، يعتقد انه لا زال بالامكان عودته على الدبابة الامريكية لحكم العراق، ونراه هنا يخلط الماء بالزيت، ويريد ارضاء الخليج واسرائيل، فالكذب يحتاج الى توسيع الرقعة لديه.
الولايات المتحدة الامريكية رغم عداوتها لغزة ومقاومتها، الا انها تعرف العلاوي جيدا، ولها خبرة عتيقة مع تدليسه المقصود، لكن ما يهم ان لا تستمع عواصم العرب لهذا العته السياسي المكشوف.
غزة اطهر من ان تتلاعب ببوصلتها الاجندات الاقليمية، وغزة الجمهور أوعى من ان تقبل ذلك، لكن مسلسل الاتهام والتحريض سيبقى مستمرا ما بقيت اسرائيل.

السبيل - السبت 18/مايو/2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات