دولة العدل والحرية هي الإمارة الإسلامية

تم نشره الإثنين 28 شباط / فبراير 2011 04:36 صباحاً
دولة العدل والحرية هي الإمارة الإسلامية
ياسر أبو هلالة

كم بدا عبدالحكيم الحفاظي (مرافق سابق لبن لادن) أميرا حقيقيا وهو يعلن أنه أحد المشاركين في ثورة الشعب الليبي، وأنه لم ولن يقيم إمارة إسلامية في درنة، وأنه يسعى كما الشعب الليبي إلى إقامة دولة العدل والحرية بحسب تصريحاته للجزيرة. إن الحركة الإسلامية الليبية، وخصوصا التيار الجهادي فيها كانت صاعق الثورة الليبية. فشهداء سجن أبو سليم هم من التيار الإسلامي، وذلك لم يحولهم إلى طواويس تزهو بما قدمت من قبل ومن بعد.

وكباقي التيارات الجهادية، لم تنشأ الجماعة الليبية المقاتلة في ظروف العدل والحرية، نشأت في ظل نظام دموي انقلب على الديمقراطية بدعوى إقامة الوحدة العربية. في الذاكرة شهداء الإخوان وحزب التحرير، وفي المشهد كان اختطاف النصر الديمقراطي الذي حققته الحركة الإسلامية في المغرب، سواء الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر أم حركة النهضة في تونس.

لم ترتكب الجماعة مجازر بشعة، قامت بمحاولة اغتيال القذافي، وهي محاولة لو نجحت لجنبت البلاد كثيرا من المجازر والدماء. وقبل محاولة الاغتيال لم يكن القذافي حاكما رحيما أو متسامحا، فقد ولغ بالدماء منذ تذوق طعم السلطة، ولم يقم وزنا للحياة البشرية. وبعد أربعة عقود من حكمه الدموي، شاهد العالم فظاعاته عيانا. وقبل محاولات الجماعة لاغتيال القذافي، فشلت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا (أكثريتها إخوانية) في اغتياله في الثمانينيات، وأعدم قادتها على شاشة التلفزيون في شهر رمضان المبارك.

للتاريخ، قام سيف الإسلام القذافي بجهد حقيقي للمصالحة مع الجماعة، ودخل بالاستعانة بعلماء مستقلين مثل علي الصلابي بحوارات جدية معها، أفضت إلى مراجعات، عبر عنها أميرها عبدالحكيم بلحاج، وهي تختلف تماما عن مراجعات الجماعة الإسلامية في مصر التي جرت تحت سياط أمن الدولة، وتمكن من الإفراج عن معتقليها. وقبلها أفرج عن معتقلي الإخوان المسلمين وسمح بعودة مهجريهم. ولو مضت ليبيا إلى نهاية الشوط في المصالحة والتحول الديمقراطي، لجنبت البلاد حمام الدم. لكن تغلب في النهاية الطبع الدموي للقذافي على تطبع ابنه.

بالنتيجة، تأكد أن مراجعات الجماعة جدية وناضجة، ومن موقع القوة يقول أميرها إنه يسعى لدولة العدل والحرية، وهو ما يتطابق مع اسم حزب الإخوان المسلمين في مصر "العدل والحرية". فهل باع الإسلاميون في مصر وليبيا وتونس مشروعهم وتنكروا لدماء شهدائهم؟ كلا، فالمشروع الإسلامي ليس نوبات صرع كالتي تمس القذافي، بل هو تجسيد لأشواق الإنسان العربي وتطلعات الأجيال الشابة. في استطلاع "غالوب"، تبين أن 94 % يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية، و100 % يرون أن للدين دورا أساسيا في حياتهم. وفي مشهد سقوط مبارك المهيب خرت الملايين سجّدا شكرا لله في ميدان التحرير.

إن الشريعة الإسلامية، والإمارة الإسلامية، والدولة الإسلامية.. وغير ذلك من أسماء، جوهرها الحرية والعدل. وقد سقطت كل محاولات بن علي ومبارك والقذافي في تخويف العالم من "الإخونجية" و"القاعدة". فالثورة في المنشأ والمآل ثورة شعوب تسعى في حياة طبيعية، والإسلاميون جزء من هذه الشعوب، ويشرفهم أنهم دفعوا الثمن الأغلى في مواجهة الأنظمة المستبدة.

(الغد)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات