ثلاثة افتراضات خاطئة

تم نشره الإثنين 29 تمّوز / يوليو 2019 12:36 صباحاً
ثلاثة افتراضات خاطئة

عندما نقوم بتحليل ظاهرة ما تتعلق بالعمل المؤسسي وتطوير الأداء في القطاع العام فإننا في الغالب نقع في مجموعة من الاخطاء القائمة على افتراضات مسبقة حول طبيعة العمل المؤسسي والقدرة على تحقيق الانجاز، هذه الافتراضات الخاطئة تسبب مزيجا من الاحباط وتضاؤل الثقة في السياسات العامة .
اولى الافتراضات الخاطئة لدى الاعلان عن توجه او سياسة عامة ترغب الحكومة في تنفيذها، هي أن الطاقات الموجودة في القطاع العام والكوادر الموجودة قادرة على تنفيذ تلك السياسات، فعلى سبيل المثال حينما تعلن الحكومة انها تتبنى موازنة موجهة بالنتائج، فإن الافتراض هو ان وزارة المالية لديها ما يكفي من الموارد والطاقات لكي تقوم بالتنفيذ، والحاصل ان هذا الموضوع لا يتعدى كونه شعارا لأن التنفيذ يتطلب قدرات في كافة مستويات القرار وفي مختلف المؤسسات، وهي ببساطة ليست موجودة لا تقنيا ولا فنيا بما يسمح بالتحول المرغوب، فنستمر في ترديد الشعار، ولكن المضمون الحقيقي لا ينفذ.
الافتراض الثاني، هو ان مجرد اعلان السياسة العامة مثلا حول تحديد رحلة المستثمر، هو قرار اتخذ ويجب تطبيقه على كافة المستويات، وهناك رغبة في التنفيذ، وهناك خريطة طريق، والاشخاص المؤهلون سوف يؤمنون “عبور المستثمر” بالشكل اللائق وسوف ينزل القرار من اعلى المستوى الإداري الى ادناه بكل وضوح وشفافية، ومن لا يلتزم التنفيذ سوف يتم تحييده على اقل تقدير لكي لا يعيق مسيرة التحول. هذا الافتراض يتجاهل الفجوات الموجودة والتي حذر منها اكثر من تقرير حول الاردن والتي تتحدث عن مستويات مقبولة في اعلى الهرم الاداري لا يماثلها مستوى مشابه في المستويات الادارية المختلفة والتي تحتاج الى استثمار وتواصل دائم معها، مما يفرغ السياسات العامة من مضمونها العملي.
الافتراض الثالث، هو اننا حسمنا هوية الاقتصاد الاردني، فهو اقتصاد خدمي يعمل على تعزيز الميزة التنافسية في بعض القطاعات مثل الخدمات المالية، السياحة، التعليم وبعض الخدمات الهندسية والاستشارية الميسرة للأعمال، والاردن بوابة العبور للجوار العربي وهو مفتوح لاستقطاب الاستثمار، والوصف السابق يمكن ان نستمع اليه وبشكل دائم من كافة المسؤولين، لكن التطبيق العملي لا يذهب بهذا الاتجاه، فموضوع القطاعات ذات الأولوية والتي يجب ان تحظى بمزيد من الاهتمام وبناء عناقيد حولها ليس موضوعا محسوما، وهناك مراوحة في نفس المكان وتردد اعتقدنا أن التحضير لمؤتمر لندن حسمه، لكن الواقع يشي بغير ذلك.
هذه افتراضات اساسية، ويجب الا نتوقع تغييرا في النتائج، مهما رددنا من شعارات، والافق الاقتصادي بات واضحا حتى ضمن توقعات صندوق النقد الدولي في ظل المعطيات السائدة، وإذا كان للنمو ان يتحقق وأن يتم ضخ روح جديدة في الاقتصاد فيجب اسقاط هذه الافتراضات والعمل على تقييم الواقع بشكل عملي، فالنوايا الحسنة وحدها لن تساهم بالقفزة التي نرغب لتحقيق النمو. 

الغد - الاحد - 28-7-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات