الحجايا يترك رسالته الأخيرة على "الطريق الصحراوي"

تم نشره الجمعة 30 آب / أغسطس 2019 09:05 مساءً
الحجايا يترك رسالته الأخيرة على "الطريق الصحراوي"
المرحوم الدكتور احمد حجايا

المدينة نيوز :-  خيّم الحزن على الأوساط التربوية والنقابية والمجتمعية الأردنيّة برحيل نقيب المعلمين الدكتور أحمد الزبون الحجايا، ونعاه السياسيون بحزن وألم بالغين.

عُرف عن الزبون شغفه بالعمل وحبّه لمهنته، حتى تزاحم أولياء الأمور على إرسال أبنائهم الطلبة حيث يُدرّس الزبون قبل أن يصبح مديراً لمدرسة الحسا الثانوية للبنين التي عُرف من خلالها بميزات "الضبط والربط"، - وفق ما يؤكد الشيخ توفيق أبو جفين -.

كانت عيناه متقدتين لغد مشرق، حثّ الخطى مسرعاً في عمل نقابته خلال الشهور الماضية بعد تسلمه موقعه كنقيب للمعلمين في شهر نيسان الماضي، لكن يد المنون كانت أسرع.

قادماً من عرض الصحراء، صلباً كحجارتها، وفيّاً للأرض التي عشقها، وللوطن الذي سكن روحه، محباً ومنتمياً لأهله وناسه، انطلق الحجايا يرتب ملفات نقابته، لكن الأقدار كانت ترتب على طريقتها.

غادر نقيب المعلمين الدنيا وكأنه قد ترك رسالته الأخيرة وآخر وصاياه، أن احذروا حاصد الأرواح "الطريق الصحراوي"، فالعابرون لن ينتظروا عاماً آخر حتى تتجمع الأرواح على طريق الموت.

"الأستاذ العنيد"، عانده الموت فقضى على الطريق الصحراوي حال مئات الأردنيين بل الآلاف الذين توقفت أحلامهم على ذلك الخط، وأحيت هذه الحادثة الأليمة الدعوات لإنهاء مأساة الطريق الصحراوي الذي حذر منه الجميع مراراً وتكراراً، ولا يزال وزير الأشغال يقول "انتظروا عاماً آخر حتى يُنجز" فهل ينتظر الموت هذه المدة؟.

قدر أحمد الحجايا أن يلتصق بتراب الحسا وهو يُحتضر ويلتقط أنفاسه الأخيرة في جرف على طريق الحسا ومشارف جرف الدراويش، ليس ببعيد حيث ترعرع وكبر هناك قبل أن يقوده المعلمون إلى نقابتهم في قلب العاصمة عمان.

يقول الشيخ أبو جفين أحد وجهاء لواء الحسا في البادية الجنوبية والتابعة إدارياً لمحافظة الطفيلة "أعرفه طالباً في مدرسة الحسا وخرج من رحم البسطاء وهو ابن الشيخ علي الزبون الحجايا، وبدأ من صغره في مدارس الحسا وبعدها أصبح مدرساً، وغادر إلى سلطنة عُمان مبتعثاً فترة من الزمن، قبل أن يعود إلى الأردن".

ويضيف "كان أبو علي بسيطاً وعلى سجيته، ليّناً ومهاباً في آن واحد، بدأ حياته العملية الفعلية في مدرسة الفوسفات الثانوية للبنين، لقد كان معلماً وأميناً ومربياً فاضلاً ومثالاً يُحتذى في رقي الأخلاق والدماثة، وصاحب فكر، كل من رافق الدكتور كان يعتز بهذه الصداقة والمعرفة".

ويشير إلى أن الفاجعة كبيرة على أهالي الحسا "فهو لا يزال حتى اليوم مديراً لمدرسة الحسا الثانوية، ويواظب على عمله ويعطيه جل وقته على حساب أهله، لقد فقدناه تعجز الكلمات عن وصفه".

ويشير الحجايا إلى أن الزبون شخص مؤتمن لا يهادن في التعليم وفي حقوق زملائه، ويعتقد أن الشيء الأسمى في حياته ضبط المسيرة التعليمية، وسعى لتحسين مستوى المعلمين، بعد انتخابه نقيباً للمعلمين الذين كسب ثقتهم.

يقول بحرقةٍ أحد طلبته في تسعينيات القرن الماضي والذي أصبح زميلاً له لاحقاً "هذه الدنيا لا توجد عليها حسفة ..كان أستاذي في الفوسفات مربيّاً فاضلاً درّسنا الشريعة، خدم قبلها في المدارس العسكرية".

وأضاف وهو في حالة حزن شديدة "كان رجلاً ودوداً في تلك الفترة يحب كرة القدم، ويمارس هذه اللعبة بعد الدوام المدرسي مع عدد من المعلمين والطلبة، كانت حالة انسجام ووئام بين المعلمين والطلبة".

وبرغم الوقت القصير الذي قضاه كنقيب للمعلمين، كان الزبون حازماً في مواقفه وقد استعرض في كلمته الأولى عقب تسلمه الموقع جملة من القضايا التي تخص نقابته، ركز فيها على المسار المهني للمعلمين، معتبراً أن الصيغة التي أقر بها المسار لا تلبي طموح المعلمين، التي فرغته من محتواه - وفق وصفه -.

وعرج على علاوة المعلمين وواقع التأمين الصحي للمعلمين وموظفي الحكومة بشكل عام الذي يجب إعادة النظر فيه وتحسينه وبما يوفر خدمة صحية ملائمة، وأكد في حينها على أهمية إيجاد حوافز مالية للمعلمين مرتبطة بالتأهيل والتدريب، والاعتراف بأكاديمية التدريب في نقابة المعلمين، موكدا أن مطالب المعلمين أساسية وليست ترفيهية.

آخر ما طالب به في تغريدة له عشية وفاته كانت تتمثل بضرورة أن تكون تبعية المعلمين لوزارة التربية والتعليم لا وزارة العمل، لكي يتم ضمان حقوق المعلمين.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات