«الهواتف الذكية» تحدث ثورة في متابعة المباريات الرياضية

المدينة نيوز :- لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع أعداد حضور الجماهير لمباريات كرة القدم، وذلك بسبب الهواتف الذكية «اللعينة»، بحسب ما وصفها المدرب بات فيتزجيرالد في جامعة نورث وسترن، وعزا المدرب سبب ظهور عدد أقل من الناس في المناسبات الرياضية، أو قلة الانخراط والحماس أثناء حضورهم، الى الهواتف الذكية على حد وصفه، منتقداً الأشخاص الذين يحضرون المباريات فقط لتصوير كل شيء على هواتفهم، بدلاً من مشاهدة المباراة، مما يوحي بأنهم لم يشاهدوا اللقطات، بل صوروها فقط لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وليثبتوا للجميع أنهم كانوا هناك، وذلك وفقا لموقع «الغارديان».

استمر فيتزجيرالد في سرد قصة خروجه مع زوجته لتناول وجبة الطعام، واستيائه الشديد من رؤية أربعة أصدقاء على الطاولة المجاورة أمضوا كامل أمسيتهم، وهم يحدقون في هواتفهم الذكية بدلا من التحدث بعضهم مع بعض.

وأشار الى أن عشاق الرياضة الشباب غير قادرين على التمتع بأي شيء من دون مساعدة من التكنولوجيا. وقال في غضب: «تشاهد حفلا موسيقيا فتجد الجميع يرفعون هواتفهم يصورون، لكنهم لا يعاودون مشاهدة تلك المقاطع التي صوروها، يريدون فقط نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وهو أمر مثير للشفقة، لأنه يخلق مجتمع «انظر إلي! أليست حياتي رائعة؟».

كما انتقد سرقة التكنولوجيا للمشجعين من الملاعب، بحجة أن الناس يفضلون أن يكون لديهم 12 جهاز تلفزيون في غرفة معيشة منزلهم، بدلا من الذهاب الى إحدى المباريات الرياضية ومعايشة تجربة متابعتها شخصيا من الملاعب.

هل تعمل الهواتف الذكية حقا على تخريب الأحداث الرياضية؟ ربما.

فمن المؤكد أنها غيرت طريقة مشاهدة الناس للرياضة، وجاءت على حساب تهيئة أجواء مميزة للمشجعين داخل الملاعب.

وباتت الحاجة الى التواجد في الملعب أو مشاهدة كل شيء على التلفزيون تتضاءل مع وجود أعداد كبيرة من المشجعين بهواتفهم الذكية مثبتة ومجهزة لتوفير لقطات مميزة مجانا.

في المقابل، ردت مجلة سبورتس ايلاستريتد على تصريحات فيتزجيرالد، وقالت: «من يريد أن يدفع ثمن تذاكر اسعارها لا تتوقف عن الارتفاع والأسعار باهظة للطعام والشراب في الملاعب، وبامكانه مشاهدتها على شاشة التلفزيون أو الهاتف الذكي في المنزل بكل راحة».

وأشار جيمي تراينا، من موقع المجلة على الانترنت، الى الطقس البارد والتكاليف الباهظة لحضور مباريات كرة القدم وغيرها من الرياضات، حيث يضطر الحضور في كثير من الأحيان الى تحمل سوء سلوك بعض المشجعين، كأسباب حقيقية لانخفاض حضور المباريات في الملاعب.

لا شك أن فيتزجيرالد طرح بذكاء ملاحظة مثيرة للاهتمام، كيف أن الهاتف الذكي أحدث ثورة في عادات مشاهدة عشاق الرياضة.

اذ لم يعد الجمهور يكتفي بالذهاب الى الملعب لمشاهدة مباراة كرة القدم، بل يجب أن يراه الآخرون وهو يشاهد المباراة. وبعيدا عن الملاعب، أحدثت التكنولوجيا ثورة في الطريقة التي يشاهد بها المشجعون كرة القدم، لأسباب ليس أقلها أن تطور تويتر يعني أن أي حادث لافت في أي لعبة يمكن نشره فورا ليشاهده الناس وفق القبس .

ومع تنافس أشكال مختلفة لجذب المشاهدين، مثل اللقطات البارزة والتحليل وردود الفعل ومشاهد قبل وبعد المباراة، وجولات مرتجلة في جناح الفندق، مكنت تكنولوجيا الهواتف الذكية هذا الجيل من الاطلاع على كل ما يجري في عالم كرة القدم من دون الاضطرار الى القيام بأي شيء يستهلك وقته، كمشاهدة مباراة في الملعب الحقيقي.