الاعتداء على طفلة عمرها عامين يهز "ميانمار"

تم نشره الجمعة 13 أيلول / سبتمبر 2019 09:30 مساءً
الاعتداء على طفلة عمرها عامين يهز "ميانمار"
تعبيرية

المدينة نيوز :- أثار اغتصاب طفلة وقتما كانت في الثانية من عمرها، موجة غضب واسعة في ميانمار، حيث أضحت قضيتها مثار جدل شعبي واسع النطاق.

الطفلة فيكتوريا (ليس اسمها الحقيقي لأسباب قانونية) تبلغ من العمر الآن ثلاث سنوات فقط، وكانت في الثانية عندما تعرضت للاغتصاب، بحسب الشرطة.

وتحدثت الطفلة لمدة ساعتين تقريبًا، برفقة محامٍ مدرّب خصيصًا لسرد ما حدث. ولم يكن مسموحًا قبل هذه الجلسة حضور الصحفيين والجمهور جلسة المحكمة.

ولم يشاهد الحضور الطفلة إلا عبر فيديو وهي تصف ما حدث لها ومن قام بذلك.

وتحدثت فيكتوريا عن شخصين اعتديا عليها ولا يخضعان للمحاكمة.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى صباح يوم 16 مايو من العام الماضي، عندما ذهبت فيكتوريا التي كان عمرها عامان إلى روضة خاصة في عاصمة ميانمار، "نايبي تاو".

وقبل انصرافها من الروضة في ذلك المساء، تعرضت للاغتصاب حسب ما قالت أسرتها والشرطة المحلية.

وكانت والدتها أول من لاحظت الأذى الذي لحق بها، فسارعت إلى أخذها إلى المستشفى. وتقول الشرطة إن الكشف الطبي أظهر تعرض الفتاة للاعتداء الجنسي.

وسرعان ما توصلت الشرطة حسبما ادعت إلى الرجل المشتبه به، إذ ألقي القبض على سائق مدرسة يبلغ من العمر 29 عامًا يدعى أونج كياوميو ، أو أونج جيي كما يُعرف في 30 مايو، لكن أطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة.

وتم إلقاء القبض ثانية على أونج جي في الثالث من يوليو الماضي، وهو الآن قيد المحاكمة، رغم شكوك الناس بصحه التهم الموجهة إليه.

ويعتقد الكثيرون أن الشرطة وضعته في دائرة الاتهام لتظهر للناس أنها قامت بمهامها على أكمل وجه.

وتدور الشبهات حول شخصين آخرين، لأنه وفقًا لما قاله والد الطفلة، فإنها تعرفت عليهما من لقطات كاميرات المراقبة التي صورتهما خارج الروضة.

ولكن لم يتم العثور على أدلة تجريم أخرى ضد الشخصين (كلاهما قاصران) حتى عرضت فيكتوريا أدلة على المحاكمة.

وتعرفت الطفلة على القاصرين ثانية. وقالت يوت نو أونج، محامية عائلة فيكتوريا: "عندما رأت الطفلة صور الأثنين، وأخبرت المحكمة بأن كوكو الصغير ضربها على صدرها، وكوكو الأكبر سنًا، ضغط على عضوها التناسلي". وكلمة كوكو شائعة في ميانمار وتعني شاب.

وحسب محامية المتهم أونج جي "عندما تم وضع ست صور أمام الطفلة وعُرضت عليها صورة أونج جي، لم تتعرف عليه الطفلة".

وقالت الطفلة إن مدرّستها "حنين نو" غسلتها بعد تعرضها للاعتداء.

ونفت مديرة المدرسة في السابق وقوع أي اعتداء جنسي في المبنى، وأيدها مدرّسون آخرون في الروضة.

وقالت مدرستها في المحكمة، لشبكة "بي بي سي" البريطانية، إنه تم استجوابها من قبل المحققين تسع مرات وكانت دائمًا تؤكد على رأيها بأن "أونج جي" لا يمكن أن يرتكب هكذا جريمة.

وقالت: "من المستحيل أن يفعل ذلك، نحن المعلمون مع التلاميذ طوال الوقت. هذا مستحيل".

وقالت معلمة أخرى تدعى نيلار آي، إن فيكتوريا لم تغب عن أنظارها أبدًا في ذلك اليوم".

يرى الكثيرون أن أونج جي كان ضحية مكيدة وتم توريطه بالقضية. ويشيرون إلى لقطات عرضتها قناة "بي بي سي" البورمية، يظهر فيها السائق وهو ذاهب إلى الروضة في يوم الحادث المزعوم، ويقف منتظرًا في صالة الاستقبال.

وقيل إن الفيديو يظهر أنه لم يكن لديه الوقت الكافي للحاق بفكتوريا والاعتداء عليها.

وفي السادس من يوليو، خرج ما يقارب الستة آلاف شخص في مظاهرة إلى مقر إدارة التحقيقات المركزية القائم بالتحقيق في القضية، وهم يرتدون ملابس بيضاء ويحملون لافتات تقول "نريد العدالة".

أخبر والد فيكتوريا أنه عندما أظهرت كاميرات المراقبة في البداية لقطات خارج الروضة، كانت قد أشارت الطفلة إلى الرجل الذي اعتدى عليها بعفوية، وكان هذا هو الدليل الوحيد الذي أدى إلى اعتقال السائق أونج جي.

وفي الأيام التي تلت الاغتصاب المزعوم، تم إغلاق روضة فيكتوريا وست رياض أطفال خاصة في العاصمة مؤقتاً.

وبالنسبة للتحقيق الذي تجريه الشرطة، فإن والد فيكتوريا حريص على عدم انتقاد الشرطة مباشرة ، لكنه أخبر هيئة الإذاعة البريطانية "إن لقطات أخرى من كاميرات المراقبة قد ضاعت، وأن التحقيق لا يتقدم".

وقال إن الشهرين الماضيين كانا بمثابة كابوس على العائلة، ويرغب فقط الوصول إلى نهايته.

وتابع: "أريد كشف الحقيقة، لن أستسلم أبدًا، بغض النظر عن المدة التي ستستغرقها، هذه جريمة ضد الطفولة، وطفلة بريئة" وفق الشبكة العربية .

وأضاف: "تعرضت ابنتي للاعتداء، لكنها لا تزال على قيد الحياة، لا يزال بإمكانها التحدث، آمل أن تؤخذ كلماتها على محمل الجد وتستمر الملاحقة".

وخرجت المظاهرات في أنحاء أخرى من البلاد. ولم يطالب المتظاهرون السلطات بتحقيق العدالة لفيكتوريا فقط، بل كانوا ينادون باتخاذ إجراءات أوسع لوقف الاعتداءات الجنسية التي ارتفع عددها لدرجة مثيرة للقلق، ولا سيما على الأطفال.

وأظهرت الاحصاءات الحكومية أن عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها قد ارتفع في ميانمار بنسبة 50 في المائة في العامين الماضيين. ففي عام 2018 فقط وصل عددها إلى 1528 اعتداء، وكان ثلث الضحايا من الأطفال.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات