المضاد !!

شعرت ببعض الإعياء والرشح الخفيف المصحوب بسعلة ناشفة فلجأت الى اقرب صيدلية فحصلت على مضاد حيوي فتاك...
وعندما انحشر ثوار ليبيا في الزاوية أمام حشود كتائب القذافي بطائراتها ودباباتها واسلحتها الثقيلة لجأوا لاستخدام المضادات وهي مدافع لمقاومة الطائرات ويمكن اطلاقها على العربات العسكرية فصمدوا في مواجهة هذه القوة العسكرية العاتية والمسكوت عنها...
ولكن هناك مضادات اخرى لا تنفع مستخدمها مثل الثورة المضادة في تونس ومصر, هذه الثورات فشلت أو مصيرها الفشل, وكذلك الهجوم المضاد الذي شنته كتائب القذافي على المدن الليبية في الشرق والغرب من البلاد...
هناك مراكز قوى كانت مستفيدة في زمن الانظمة المستبدة السابقة, وهي لا تزال تحاول الدفاع عن مواقعها ومصالحها داخل مؤسسات الدولة وفي المجتمع ايضا...
هذه الشريحة الانتهازية المستفيدة من بقايا الانظمة الفاسدة تسعى الى لعب دور تخريبي في الحياة العامة كما تسعى الى ضرب نسيج المجتمع كما حدث في مصر, فهي تخوض معركة حياة أو موت وتصارع من أجل البقاء حتى لو كان بوسيلة التخريب واشعال الحرائق وايقاظ الفتنة الطائفية, او بالتحريض على رموز ومكاسب وانجازات الثورة...
هذه العناصر المضادة التي تعمل بالشد العكسي مكشوفة ويمكن التقاطها ومحاكمتها ومحاسبتها مع ضرورة الاشارة الى ان قادة الثورة في تونس ومصر وليبيا على وعي تام بما يدور حولهم وفي الجوار وهذا الوعي يحض ميادين الثورة وساحات التحرير ضد أي عناصر تخريبية مدسوسة ومضادة... علماً بأن ليس كل ما هو مضاد يكون حيوياً بالضرورة.(العرب اليوم)