إلى هذه الدرجة هان الأردن عليهم؟!

تم نشره الثلاثاء 15 آذار / مارس 2011 03:24 مساءً
إلى هذه الدرجة هان الأردن عليهم؟!
علي السنيد

إلى هذه الدرجة هان الأردن على البعض من أبنائه الإعلاميين ، رغم أنه أعطاهم الكثير في الماضي ، ولم يبخل يوما عليهم ليعمدوا من شدة التحيز إلى إخفاء أخبار المسيرات الداعية للالتفاف حول خيمة الوطن في هذه الظروف الإقليمية الصعبة مهما بلع حجمها ، وتعددت القوى الاجتماعية المشاركة فيها ، أو يغطونها بصيغة مسيئة ، في حين يلجأون إلى تضخم ، وتكبير صورة مظاهرات ، ومسيرات بعض القوى التي باتت تضرب على الوتر الحساس في عصب النظام السياسي الأردني ، وستزج بالبلد في أتون حرب أهلية إن نجحت في مراميها لا قدر الله ، وقد نقلت حراك الأردنيين من مطالب معيشية بحتة إلى إحداث تغييرات جوهرية على هوية ، وشكل النظام السياسي.

وهذه المسيرات الوطنية جاءت لإبطال مخطط اختطاف الشارع من قبل مجموعات صورتها بعض وسائل الإعلام كأنها الناطقة الوحيدة باسم الشعب ، ليتم التغاضي عن مجرد نقلها ، وإذا ما أشير إليها يجري ذلك بأخبار بسيطة غير لافتة ، مما يضعف أهدافها المتمثلة في إظهار أن هنالك رأيا آخر في الأردن مضاد لمطالبات سياسية خطيرة شرعت بها بعض القوى من خلال الاستقواء بظروف ، وتداعيات هذه المرحلة الإقليمية المتوترة. وقد أخذت تطغى على السطح السياسي ، وكأن لا رأيا آخر يخالفها في البلد بسبب عدم حيادية بعض وسائل الإعلام ، والتي تبرزها كأنها تمثل حراك الشارع وحدها ، وتقوم بتضخيم هذه الفعاليات والأنشطة مهما كانت محدودة ، وتعطي صورة إعلامية مكبرة لها أنى بلغ حجمها إلى درجة أن تصنع الأخبار ، وتفبرك ، وتركب على فعاليات بسيطة في الشارع كي تعطي الانطباع أن الأردن كله في حالة اضطراب ، ومقبل على كارثة سياسية إلّم يرضخ لضغوط بعض القوى المطالبة بالتغيير الذي يطال هوية النظام السياسي فيه.

وحسبهم أن لحظات التحدي ، والعقبات التي تعترض سبيل الدول تظهر رجالات الوطن الحقيقيين ممن يغلبون الصالح العام على بعض الخلافات ، ويضحون من أجله بالمهج والأرواح ، وهم ينظرون إلى مستقبل الأجيال القادمة ، ولا يحولونها إلى مجرد مرحلة لتصفية الحسابات على خلفية مصالح صغيرة بغض النظر عن حجم الخسائر التي ستترتب إثر ذلك.

ولعمري هذا أقسى ما يتعرض له الأردن الوطن الطيب الذي يقابلونه اليوم بالجحود في خضم هذه المرحلة الحساسة ، وهم يتخلون عنه ، ويساندون كل من يسعى لاستغلال الظروف كي يجبره على الرضوخ ، والاستسلام لدعاوى مناهضة لمصالح شعبه. وقد مكنوا كل ناعق من أن يهدده ، ويجد له دعما إعلاميا يظهره قائدا للشارع ، وحاولوا جهدهم إخفات الصوت الوطني الذي يشكل ممانعة في وجه فرض تغييرات سياسية على نظامه السياسي ستكون مدمرة على المدى البعيد لنسيجه الاجتماعي.

فما الذي جناه الأردن ليعامل بهذه الطريقة القاسية؟ وهل يعدهم بعض هؤلاء المغامرين بحياة أفضل؟ ، وكيف أشاعوا أن الأردنيين في حالة اضطراب حتى أن مظاهرة تقدر بالعشرات تتم تغطيها في مواد إخبارية تشير إلى أنها حاشدة بآلاف ، وتجد لها حيزا إعلاميا كبيرا ، وتحاك بعض الأخبار عن أحداث لم تقع ، وكل ذلك لتضخيم قصة ما أطلق عليه بالإصلاحات الدستورية ، ويتم التقليل من أهمية فعاليات مناهضة للاستقواء على الأردن ، ونظامه السياسي حتى لو قدر حجمها بمئات آلاف من المشاركين؟.

ووضعت بعض وسائل الإعلام كافة إمكاناتها خلف هذه الدعاوى الهدامة ، وأغفلت أن هنالك حراكا موازيا يفوق حجمه عشرات ، وربما مئات المرات من منطلق الحرص على البلد ، وسيندفع لتجنيب الأردن الإذعان لتسويات سياسية - في هذه المرحلة الحساسة - لا تخدم في نهاية المطاف سوى المخططات الصهيونية بنقل الصراع إلى الأرض الأردنية.

سيعبر الأردن هذه المرحلة الصعبة - بعون الله - وبهمة ووفاء أبنائه المخلصين ، وسيحافظ على ميزاته بكونه قطب ، ورحى الاستقرار في المنطقة ، وسيغدو قبلة عربية لمن ينشدون العيش بسلام ، وكرامة ، بعيدا عن الهزات السياسية ، والظلم ، وسيبوء هؤلاء الذين ناصروا بعض القوى باستقوائها على الأردن بالفشل ، وسيأخذون مواقعهم على هامش قلب الوطن ، وهم من سعوا لفرض صورة مفبركة للأحداث الجارية فيه ، ولم يراعوا المصلحة الوطنية ، وضرورة تفهم دقة الظروف في تجنيب بلدهم مخاطر هذه المرحلة الإقليمية العاصفة.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات