المهزومون

تم نشره الثلاثاء 29 آذار / مارس 2011 02:15 صباحاً
المهزومون
موفق محادين


عندما تمكن حزب مقاوم صغير هو حزب الله من دحر العدو الصهيوني وتحرير الجنوب اللبناني من دون قيد او شرط راح البعض يشكك بهذا الانتصار, فكيف استطاع هذا الحزب بالنسبة لهم, تحقيق ما عجزت عنه الترسانة العربية الضخمة التي لم تمتلك لا قرارها ولا ارادتها.

وعندما صمدت غزة امام هجوم العدو وماكينته العسكرية الجبارة هالهم هذا الصمود وراحوا يشككون به باعتباره مؤامرة سرية تخفي خلفها ما تخفيه.

وعندما ثار مئات الالاف من شباب تونس ثم مصر على انظمة الفساد والاستبداد فوجئوا بهذه الثورة وراحوا ينسبونها الى ما عرف بالثورات البرتقالية المشبوهة الممولة من المخابرات الامريكية على غرار ما حدث في اوكرانيا وبعض بلدان اوروبا الشرقية, وتكرر الامر مع باقي الثورات ولا يزال.

والحق ان هؤلاء الشكاكين ينطلقون من حسابات وقراءات مختلفة:

فبعضهم مسكون بنظرية المؤامرة على اطلاقها ومن دون تشخيص السياقات الموضوعية نفسها.

وبعضهم مثقل بهزيمة سياسية ووجدانية تحولت الى ظاهرة مرضية مزمنة.

وبعضهم (طابور خامس) من نمط كتاب التدخل السريع والاعلام المأجور المعروف المحترف القادر على تحويل القبة الى حبة والحبة الى قبة وخلط الامور على قدر الفواتير والعرض والطلب.

ومن الملاحظ كذلك ان الفقر السياسي والمعرفي وغياب المنهجية العلمية عوامل اضافية لهذا التشوش وثقافة الهزيمة, وكذلك وعي الثنائيات الاطلاقية الذي لا يلحظ الحركة في الواقع المعقد الذي تتقاطع فيه الحسابات والمصالح وتوسع البلبلة والعمى السياسي.

وفي كل الاحوال, فما يهمنا هنا هو الاصوات التي تتساءل وتقرأ الاحداث وتحيلها الى نظرية المؤامرة او الوعي المهزوم بنوايا حسنة, وندعوها الى الثقة بقدرة وإرادة البشر على تحرير انفسهم من كل اشكال الفساد والاستبداد, ندعوها الى تجاوز اليأس والعدمية الى ثقافة الامل والجهاد الاكبر, جهاد النفس ضد الخوف والهزيمة..

كما ندعوها الى عدم خلط الامور في تشخيص الوقائع وعدم تجريدها من المداخلات والتأثيرات المتباينة, فما من ظاهرة اجتماعية او معرفية او سياسية ظاهرة خالصة نقية من الشوائب, والعبرة في التقاط المجرى العام لها والصراع عليه وانتزاعه بالقوة والمكابدة والعمل بدلا من الوعي المهزوم وثقافة التشكيك.(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات